أعطى مجلس الوزراء التونسي المنعقد أمس بقصر قرطاج تحت إشراف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الضوء الأخضر للحكومة، التي يقودها الحبيب الصيد، لمواصلة إجراءاتها الاستثنائية في المجال الأمني، ومحاصرة المجموعات المتشددة، وبعث رسائل طمأنة إلى عموم المواطنين وإلى شركاء تونس في الخارج، ودعاها إلى الحرص على تنفيذ الإجراءات الاستثنائية المعلن عنها إبان هجوم سوسة الإرهابي بهدف إعطاء صورة مختلفة إلى العالم لما يحصل في تونس.
ويأتي هذا الاجتماع بعد نحو عشرة أيام من اتخاذ قرار رئاسي بإعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر، حضره كافة أعضاء الحكومة.
وقبل انطلاق اجتماع مجلس الوزراء، تباحث السبسي على انفراد مع الحبيب الصيد رئيس الحكومة حول الوضع العام في البلاد، ومدى سيطرة الأجهزة الأمنية والعسكرية على الأوضاع الأمنية في ظل التهديدات الإرهابية المحتملة. كما أطلع الصيد رئيس الدولة خاصة على التطورات الأمنية الأخيرة، والنجاح الذي أنجزته قوات الأمن والحرس في حربها على الإرهاب، خاصة في عملية قفصة (جنوب غربي)التي انتهت بمقتل خمسة من قادة المجموعات المتطرفة، ومن بينهم المتشدد التونسي مراد الغرسلي، قائد كتيبة عقبة بن نافع المتطرفة.
وبدد الرئيس التونسي مخاوف المواطنين تجاه إعلان حالة الطوارئ، بقوله إنه ليس إجراء موجها إلى عموم الناس، وإنه لن يمس حقوقهم وحرياتهم الفردية والجماعية، ولكنه إجراء اتخذ للحد من تحركات العناصر المتطرفة، كما يوفر حماية قانونية لتدخلات أجهزة الأمن والجيش في الحالات المستعجلة.
يذكر أن الحبيب الصيد كان أعلن إثر هجوم سوسة الإرهابي، الذي وقع في 26 من الشهر الماضي، عن جملة من القرارات في إطار خلية التنسيق والمتابعة (هيكل حكومي مهمته متابعة الوضع الأمني في تونس)، وتتمثل أساسا في غلق 80 مسجدا يوجد خارج عن سيطرة الدولة، ومتابعة الأحزاب والجمعيات الداعمة للإرهاب والمحرضة على العنف والكراهية، ونشر أكثر من ألف رجل أمن في المناطق السياحية ودعوة جيش الاحتياط إلى الالتحاق بالثكنات العسكرية.
من ناحية أخرى، أفادت وزارة الداخلية بأنها نفذت مجموعة من الحملات الأمنية خلال الليلة قبل الماضية، وذلك في إطار متابعة المجموعات المتشددة بمختلف أنحاء البلاد، والحد من تهديدات العناصر التكفيرية المشتبه بها. وأكدت في بلاغ لها أنها نفذت 15 حملة أمنية على 15 منزلا بجهة المروج من ولاية (محافظة) بن عروس القريبة من العاصمة التونسية، وعلى إثرها اعتقلت قوات الأمن 10 أشخاص يشتبه بانتمائهم لتنظيم متطرف، وأذنت النيابة العامة بالاحتفاظ بخمسة منهم، كما حجزت منشورات تدعو لـ«الجهاد».
واحتفظت بعنصر متطرف عائد من سوريا، وبأربعة أشخاص لشبهة انتمائهم لتنظيم متطرف بمنطقة منزل بورقيبة، كما اعتقلت قوات الأمن إمام مسجد غير معين ينشط بصفة غير قانونية في مسجد الرحمة، كان يلقي، وفق بلاغ الوزارة، خطبا تحرض على «الجهاد» بمنطقة ماطر من ولاية بنزرت.
في السياق ذاته، أكد محمد ناجم الغرسلي وزير الداخلية خلال مؤتمر صحافي عقده أول من أمس، أن تونس ستعلن قريبا عن تطبيق جديد عبر الهاتف الجوال للإبلاغ عن التحركات المشبوهة، موضحا أن هذا التطبيق سيكون عالي الجودة والدقة، وسيتيح الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة والتعاون بسرية مطلقة مع الجهات الأمنية المختصة.
تونس: «مجلس الوزراء» يدعم قرارات الحكومة في حربها ضد الإرهاب
اعتقال 10 أشخاص يشتبه بانتمائهم لتنظيم متطرف.. وإمام مسجد يلقي خطبًا تحريضية
تونس: «مجلس الوزراء» يدعم قرارات الحكومة في حربها ضد الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة