اعتبر خبيران في المجال السياسي في السعودية أن الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة دول «5+1»، سيسهم بشكل ملحوظ في الحد من النفوذ الإيراني في عدد من دول المنطقة، مشيرين إلى أنه على المدى البعيد فإن الاتفاق المبرم لا يمكن أن يمنع بشكل نهائي تملك طهران لسلاح نووي.
واعتبر الدكتور صدقة يحيى فاضل، عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي، أن الوصول لاتفاق نووي بين إيران ودول «5+1» من جهة أخرى؛ يعتبر تتويجا لمشوار طويل من المحاولات والمفاوضات المضنية، مبينا أن هذه المفاوضات لها جوانب سياسية واقتصادية وأمنية وتقنية. وأشار فاضل خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذا الاتفاق يحقق لإيران رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، واسترداد الأموال المجمدة لدى البنوك الغربية، ومن ثم استغلالها في مشاريع جديدة. وأوضح عضو مجلس الشورى أن هذا الاتفاق سيمنح طهران مزيدا من الوقت للتنفس والتحضير والاستعداد وتملك سلاح نووي في ما بعد بشكل سري، مشيرا إلى أن دول الغرب والعالم ليس في مصلحتها أن تمتلك إيران أسلحة نووية، لكن طهران مصممة على امتلاك تلك التقنيات مهما وقعت وأبرمت من اتفاقيات، ومهما اتخذ في حقها من إجراءات وسياسات انضباطية.
وأضاف فاضل أن «غالبية صناع القرار في طهران مصممون على أن تصبح إيران دولة نووية، لكنهم اضطروا للتوقف في هذا المشروع، لكنه تأجل فقط ولم يجهض تماما». كما أوضح أن الإمكانات النووية هي عبارة عن منشآت وعلماء مختصون في المجال النووي، وهو ما تملكه إيران على أرض الواقع، مشيرا إلى أن إيران يمكنها أن تبني المزيد من المنشآت بجهود محلية، وأنها تمتلك الإمكانيات الضرورية لذلك، وأن التهديدات لن تستأصل إلا باستئصال كل المنشآت.
ولفت فاضل النظر إلى أن طهران اضطرت للتوقف، وأن الاتفاقية وضعت الكثير من الإجراءات الرقابية والإمكانات النووية الإيرانية. وتابع موضحا أن «الغرب والعالم لن يضمنا عدم امتلاك إيران للسلاح النووي إلا إذا تم تشديد الرقابة الدولية على النشاط النووي الإيراني»، وأن منظمة الطاقة النووية لها دور مضاعف في مراقبة أنشطة إيران وضمان عدم امتلاك إيران لتلك الأسلحة النووية.
وفي هذا الصدد، لفت فاضل إلى أن إسرائيل تمتلك نحو 300 رأس نووي إيراني موجه للمدن العربية المجاورة، وأنها تريد أن تمتلك سلاحا نوويا، فيما يفترض أن تهب دول العالم لإقامة منطقة شرق أوسط خالية من الأسلحة النووية، مشيرا في هذا الإطار إلى أن السعودية دعت مرارا وتكرارا لهذا الهدف، لكن الرفض أتى من إسرائيل، وأن على المجتمع الدولي، إذا كان جادا في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية، أن يرغم إسرائيل على نزع سلاحها النووي.
ورأى عضو لجنة الشؤون الخارجية أن امتلاك إيران للسلاح النووي يعتبر تطورا خطيرا ومهددا للسلام الإقليمي والعالمي، وشدد على أن موقف الرياض سيكون مع اتفاق دول مجموعة «5+1» إذا كان يضمن منع إيران من امتلاك السلاح النووي، وضده إذا كان هذا سيمنح إيران في المستقبل الفرصة لامتلاك سلاح نووي.
من جانبه، اعتبر العميد علي التواتي أن إيران في أمس الحاجة للاتفاق المبرم بينها وبين دول «5+1»، وأنه بهذا الاتفاق أصبحت هناك مرجعية لردع إيران عند الضرورة عند قيامها باستخدام السلاح النووي. وأشار خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الاتفاق يمكن أن يسهم أيضا في الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة، كما أن طهران ستقدم تنازلات بشرط أن تكون الأوضاع الداخلية لا يشوبها صراع.
خبير سعودي: ليس مستبعداً تملك طهران لسلاح نووي في المستقبل
د. فاضل قال إن الاتفاق سيمنح طهران مزيدًا من الوقت للتحضير لصنعه بشكل سري
خبير سعودي: ليس مستبعداً تملك طهران لسلاح نووي في المستقبل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة