جامعة دمشق تنجز دراسة عن «ممرات لازوردية» في العاصمة

السكان يعانون من الأحداث الدامية وانقطاع مياه الشرب عن غالبية الأحياء لأيام

جامعة دمشق تنجز دراسة عن «ممرات لازوردية» في العاصمة
TT

جامعة دمشق تنجز دراسة عن «ممرات لازوردية» في العاصمة

جامعة دمشق تنجز دراسة عن «ممرات لازوردية» في العاصمة

في الوقت الذي تعاني فيه العاصمة السورية دمشق من انعدام الأمان، والافتقار إلى أبسط وسائل العيش والخدمات، والعطش جراء شح المياه وتهديدات قوى معارضة في ريف دمشق بقطع مياه عين الفيجة في حال استمرار قصف قوات النظام على مناطق وادي بردى، أعلنت كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق عن انتهائها من إنجاز دراسة بعنوان «الممرات اللازوردية»، تتضمن رؤى أولية وأفكارا مستقبلية لمدينة «دمشق الخضراء»، وإعادة إحياء نهر بردى بفروعه السبعة التي جفت عبر أربعة عقود من الإهمال والاستنزاف الجائر للمياه والبيئة.
وتدعو الدراسة إلى تعزيز التراث الطبيعي للمدينة (نهر بردى وفروعه كممرات بيئية في محاور المشاة والدراجات)، وخلق فراغات عامة جذابة، ومعالجات بيئية مستدامة بحسب ما أوردته صحيفة «الوطن» المقربة من النظام، التي قالت إن الدراسة جاءت حصيلة أعمال ورشة عمل شارك بها 21 طالبًا وطالبة من ماجستير التأهيل والتخصص في تصميم وتنسيق وتخطيط الحدائق والمحيط الطبيعي في كلية الهندسة المعمارية بعنوان «الممرات اللازوردية».
وخلصت الدراسة إلى «امتلاك مدينة دمشق لبنية خضراء غنية ومتميزة بتنوعها الحيوي وتراثها الطبيعي، ما يحتم العمل على المحافظة على البنية الخضراء للمدينة وتعزيزها كدعامة أساسية لاستدامتها». وأكدت ضرورة إعطاء الأولوية «لدراسة شبكة النقل والمرور وتنظيمها، وضرورة تفعيل وسائط نقل صديقة للبيئة بما يحقق الدمج والانسجام مع الشبكة الخضراء والزرقاء».
وتأتي طروحات واقتراحات جامعة دمشق حول إيجاد «ممرات لازوردية» في مدينة دمشق، بينما يعاني السكان من أهوال الأحداث الدامية ويبحثون عن ممرات آمنة للاستمرار في العيش في منطقة مشتعلة، يعانون فيها من انقطاع مياه الشرب عن غالبية الأحياء لعدة أيام. ويعيش سكان المدينة قلقا من استخدام المياه سلاحا في الصراع بين النظام وقوى المعارضة المسلحة في وادي بردى التي تسيطر على نبع عين الفيجة في الريف الغربي لدمشق، حيث قام المقاتلون المسيطرون على النبع بقطع المياه لأربعة أيام بداية شهر رمضان الحالي، وأعلنوا أنهم ملتزمون بعدم قطع المياه عن سكان العاصمة إلا في حالات الضغط الاستثنائي.
ومع دخول الأحداث الدامية في سوريا عامها الخامس، أصبحت المياه أكثر ندرة وغير آمنة، والظروف الصحية سيئة، إضافة إلى انقطاع الكهرباء وشح الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء ومحركات استجرار المياه المنزلية، مما جعل الأطفال عرضة لمزيد من الأخطار بسبب تلوث المياه وقلة الرقابة الصحية عليها، إضافة لتدهور الأحوال المعيشية لكثير من المواطنين السوريين وعدم قدرتهم على شراء مياه نظيفة صالحة للشرب وللاستعمال الشخصي. وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) يوم الجمعة الماضي من أن الإمدادات المتناقصة من المياه الصالحة للشرب خلال أشهر الصيف الحارقة في سوريا، تشكل «تهديدا للملايين من الأطفال السوريين الذين أصبحوا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه». وعبرت هناء المغني ممثلة اليونيسيف في سوريا عن قلقها بالقول: «الوضع مقلق بشكل خاص للأطفال الذين هم عرضة للأمراض التي تنقلها المياه».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.