لم يستولَ تنظيم داعش على الأسلحة فقط عندما سيطر على مدينة الموصل الصيف الماضي، بل حصل على العشرات من المحطات الإذاعية والتلفزيونية الحكومية في المدينة بعد انسحاب القوات العراقية المفاجئ. واستغل التنظيم هذه التسهيلات المتطورة لإدامة ماكينته الإعلامية وبث إذاعته المسماة «البيان» التي بدأ بثها يصل منذ أشهر إلى مدن إقليم كردستان المحاذية لمحافظة نينوى، فيما تواصل حكومة الإقليم العمل من خلال خطة خاصة من أجل قطع هذا البث.
وقال وصفي حسن، مدير دائرة الإعلام في محافظة دهوك، لـ«الشرق الأوسط»: «بدا بث إذاعة البيان يصل إلى محافظة دهوك ووصل هذا البث أولا إلى مناطق روفيا وبردرش وشراه وكلك وباعدرا، وعلى أثر ذلك وجهنا كتابًا إلى المديرة العامة للإعلام والطباعة والنشر في وزارة الثقافة في حكومة إقليم كردستان عن مخاطر بث هذه الإذاعة ونحن الآن بانتظار محاولات وزارة الثقافة في الإقليم لقطع هذا البث عن مناطق إقليم كردستان قريبًا»، مضيفًا: «تنظيم داعش يستخدم أجهزة بث قوية ومتطورة كانت موجودة في إذاعة الموصلية التابعة لشبكة الإعلام العراقي وتبلغ قوة موجة بث إذاعة التنظيم أكثر من خمسة كيلوواط، وهي موجة قوية جدًا تصل دهوك وأطراف أربيل».
بدوره، قال هلكورد جندياني، المدير العام لدائرة الإعلام والطباعة والنشر في وزارة الثقافة بحكومة إقليم كردستان، لـ«الشرق الأوسط»: «يستخدم تنظيم داعش لبث إذاعته أجهزة ومرسلات وأبراج تقوية الإذاعة التي كانت تابعة للحكومة العراقية، وبحسب معلوماتنا هناك عدد آخر من أبراج تقوية بث هذه الإذاعة، يقع واحد منها بالقرب من سنجار (غرب الموصل) والآخر قرب منطقة الخازر (شرق الموصل)». وتابع جندياني: «بدأنا في وزارة الثقافة في حكومة إقليم كردستان منذ أبريل (نيسان) الماضي إجراءاتنا، وأبلغنا السلطات العليا في الإقليم بها، وقسم حل هذه المشكلة إلى قسمين، الأول إبلاغ التحالف الدولي من خلال غرفة العمليات المشتركة في الإقليم لحل المشكلة بطريقة عسكرية، لأن التحالف الدولي لديه أجهزة أكثر تطورًا لعلاج المشكلة وكشف المناطق التي يستخدمها التنظيم في بثه، أما القسم الآخر فيتمثل في أننا قدمنا طلبًا إلى مجلس وزراء الإقليم لتشكيل لجنة بهذا الخصوص تتكون من وزارات: الثقافة، والداخلية، والنقل، والمواصلات، والمالية، وبالفعل تم تشكيل هذه اللجنة، وقررنا إنشاء محطة تشويش على بث إذاعتهم في الموصل، والبث على نفس ترددها بقوة أكبر لقطع بث إذاعة البيان عن مناطق الإقليم، وسيكون لهذه المحطة تأثير على الأراضي الخاضعة لتنظيم داعش أيضًا». وأشار جندياني إلى أن فنيين ومهندسين تونسيين ومغاربة يشرفون على إدارة إذاعة البيان، مبينًا أن إذاعة التنظيم «تنشر أخبار العراق وسوريا وليبيا، وتهاجم باستمرار الشعب الكردي وقوات البيشمركة وتبث الأكاذيب والأخبار الملفقة».
من جهته، قال أكرم سليمان، سكرتير فرع الموصل لنقابة صحافيي كردستان، لـ«الشرق الأوسط»: «استولى تنظيم داعش لدى سيطرته على مدينة الموصل على أربع قنوات فضائية هي كل من فضائية الموصلية وسما الموصل، ونينوى الغد، والفضائية العراقية، وأحرق مقري فضائيتي الموصلية وسما الموصل بالكامل. كما سيطر التنظيم على 18 محطة إذاعية في محافظة نينوى، فيما أصبحت أكثر من 34 جريدة تصدر في الموصل وثماني مجلات تحت سيطرة التنظيم».
وكشف سليمان أن «التنظيم تمكن من تأسيس قناة تلفزيونية محلية داخل الموصل تحت اسم قناة الخلافة، وهذه القناة الآن في المرحلة التجريبية للبث، وبعد أيام قليلة ستبث برامجها، وسيصل بثها إلى مناطق إقليم كردستان.
إقليم كردستان يسعى لقطع البث الإذاعي لـ«داعش» من الموصل
معلومات عن تخطيط التنظيم لإطلاق قناة تلفزيونية
إقليم كردستان يسعى لقطع البث الإذاعي لـ«داعش» من الموصل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة