وراء كل فندق عربي تاريخي قصة

الفخامة والضيافة بعبق التاريخ وشخصياته

TT

وراء كل فندق عربي تاريخي قصة

هنالك كثير من الفنادق في العالم تشتهر بتاريخها الحافل على قدم المساواة بما تقدمه من خدمات ومستويات عليا في الفخامة. والمجموعة العربية التالية هي لفنادق عربية كلاسيكية تجمع فيما بينها أجمل نفحات التاريخ للشخصيات التي نزلت فيها وربما أيضا الأحداث التي صاحبت الفنادق وربما المدن التي تقع فيها هذه الفنادق ومسارات السياسة التي تغيرت بعد اجتماعات في أروقتها.
هذه الفنادق تتبع تقاليد ضيافة أصيلة وتعد مدارس في حد ذاتها في تقديم خدماتها لكبار الضيوف. ومن ينزل في هذه الفنادق في العصر الحديث يمكنه أن يلامس التاريخ وأحداثه في أركانها المختلفة. ويتذكر قدامى العاملين في هذه الفنادق شخصيات كثيرة وأحداثا عدة وقعت فيها على مر السنين ولكنهم يلتزمون بتعهد عدم البوح بأسرار ضيوفهم.
النخبة التالية ليست حصرية، وإنما هي لبعض النماذج من تاريخ فندقي عريق قد تكون أفضل أيامه في الماضي نظرا لأزمة السياحة التي تعم المنطقة كلها حاليا بسبب شبح الإرهاب المظلم الذي يطل عليها.
وهذه هي ملامح عن أبرز هذه الفنادق:
> فندق سان جورج، بيروت: وهو من أقدم فنادق بيروت، ويعد من أفخم فنادقها منذ الثلاثينات وشهد أيضا من المآسي ما يؤرخ لأحداث بيروت. وعلى مر السنين كان الفندق هو ملتقى الساسة وكبار الزوار اللبنانيين وأثرياء العالم من السياح. وظل الفندق شاهدا على تاريخ بيروت حتى تحول إلى متراس للمحاربين أثناء الحرب الأهلية. وبعد نهاية الحرب تم ترميم الفندق وإعادته إلى سابق فخامته، فقط ليقع تحت سيطرة الجيش السوري حتى منتصف التسعينات. وعندما وقع التفجير الهائل الذي أودى بحياة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري أدى الانفجار إلى تدمير أجزاء من الفندق ومقتل عدد من النزلاء والعاملين فيه. وتم إغلاق الفندق لمدة عامين بعد ذلك ضمن إجراءات التحقيق في مقتل الحريري. وبعد الافتتاح عرضت شركة «سوليدير» شراء الفندق إلا أن أصحابه رفضوا، وما زال الفندق والشاطئ الخاص به المطل على البحر محل نزاع قضائي على الملكية. وبغض النظر عن متاعب الفندق في الوقت الحاضر، إلا أنه يظل الفندق صاحب الموقع المتميز على شاطئ بيروت الذي استقبل عددا من كبار الضيوف من أمثال شاه إيران وأم كلثوم وإليزابيث تايلور وريتشارد بيرتون. وكان الفندق هو الموقع المفضل للجاسوس البريطاني المزدوج كيم فيلبي.
> فندق بلودان الكبير: وهو فندق سوري يقع بين سهل الزبداني وجبال بلودان ويعتبر واحة طبيعية ذات جمال ساحر. تأسس الفندق عام 1930 وشهد أول قمة عربية في عام 1943. وهو يضم 71 غرفة وجناحا وتم تحديثه في عام 2004 مع المحافظة على تصميمه التاريخي. وهناك جناح رئاسي واحد في الفندق بينما تسمى بعض الأجنحة بأسماء كبار الزوار مثل جناح عبد الوهاب، الموسيقار الذي كان يفضل الفندق لعطلاته الدورية. ويبعد موقع الفندق نحو 55 كيلومترا عن العاصمة دمشق و77 كيلومترا عن بيروت. وهو يقع على ارتفاع 1550 مترا فوق سطح البحر. وفيما يمر الفندق حاليا بظروف خطيرة نتيجة للحرب الأهلية في سوريا إلا أنه ظل يستقبل ضيوفه في سنوات الرخاء خصوصا من المنطقة العربية، حيث مناخ المنطقة الصيفي يميل إلى البرودة. وهو من الفنادق القليلة في سوريا التي يمكنها استيعاب مؤتمرات لعدد يزيد عن 300 شخص. وملحق به أيضا استاد النجوم الذي يستوعب نحو أربعة آلاف شخص.
> فندق صوفر الكبير: وهو يقع في مدينة صوفر اللبنانية في قضاء عالية على ارتفاع 1250 مترا فوق سطح البحر على مسافة 27 كيلومترا من بيروت، ويقع الفندق على طريق بيروت - دمشق الدولي. ويقال إن المنطقة سميت هذا الاسم نظرًا لصفير الهواء فيها صيفا وشتاء. ويعد الفندق من أقدم فنادق لبنان وبدأ البناء فيه في عام 1885. تم تصميمه على الطراز الإيطالي وضم بين أروقته أول كازينو عربي في الشرق الأوسط. وبالإضافة إلى اجتماع اللجنة المؤسسة لجامعة الدول العربية فيه في عام 1944، اشتهر الفندق باستقبال كثير من الزعماء اللبنانيين مثل إميل أده وبشارة الخوري وفيليب تقلا وكميل شيمعون وبهيج تقي الدين. كما نزل فيه الزعيم المصري سعد زغلول والعاهل الأردني الملك حسين والرئيس السوري الأسبق شكري القوتلي وكثير من الأمراء والفنانين العرب. أطلق عليه أمين الريحاني اسم «القصر المنيع». زاره من النجوم العرب كل من ليلى مراد وفريد الأطرش وشقيقته أسمهان وأم كلثوم وعبد الوهاب. وهو الفندق الذي يحمل الرخصة السياحية رقم 1 في لبنان.
> فندق الملك داود، القدس: بني الفندق من الحجر الجيري الوردي وتم افتتاحه في عام 1931، وهو يضم حاليا 237 غرفة وأربعة مطاعم. بناه المهندس البريطاني فرانك غولدسميث لصالح مجموعة من المستثمرين والمصرفيين المصريين. وهو يعد الآن من معالم مدينة القدس. بعد افتتاح الفندق كان يتم إحضار الطعام يوميا بالقطار من القاهرة. ونزل في الفندق عدد من الشخصيات العربية المرموقة مثل الملك عبد الله الأول ملك الأردن والملكة نازلي ملكة مصر. كما نزل فيه ثلاثة من الزعماء الذين اضطروا لمغادرة بلدانهم الأصلية وهم الملك فرنسوا الأول ملك إسبانيا في عام 1931 والإمبراطور هيلا سيلاسي في عام 1936 بعد احتلال إيطاليا لبلاده والملك جورج الثاني بعد الاحتلال النازي لليونان، حيث أعلن من الفندق حكومته في المنفى. تحول الجناح الجنوبي في الفندق إلى مقر القيادة البريطانية أثناء الانتداب البريطاني على فلسطين، وتعرض الفندق لعملية تفجير إرهابية نفذتها جماعة أرغون اليهودية بقيادة مناحم بيغين. وأسفر الهجوم عن مقتل 91 شخصا وجرح 45 آخرين. وفي عام 1977 نزل الرئيس المصري أنور السادات في الفندق أثناء زيارته للقدس. وعلمت إدارة الفندق بقدومه قبل 12 ساعة فقط من وصوله، وقالت إن جميع نزلاء الفندق طلبوا مقابلة السادات. وأثناء الزيارة رفرف العلم المصري على فندق داود وكانت المرة الأولى والأخيرة التي يرفرف فيها علم عربي على مقر رسمي في القدس.
> فندق فلسطين، الإسكندرية: وهو يتبع الآن مجموعة فنادق هيلنان التي تولت إدارته منذ عام 1987 وينتمي إلى فئة الخمسة نجوم. يتمتع الفندق بموقع متميز على شاطئ المتنزه بالإسكندرية ويشتهر بأنه بني بأمر من الرئيس جمال عبد الناصر في عام 1964، ليكون الفندق الوحيد الذي يبنى داخل أحد القصور الملكية. وأراد ناصر أن يكون الفندق مقرًا لضيوفه من كل أنحاء العالم وشهد الفندق أول قمة عربية تستضيفها مصر في شهر سبتمبر (أيلول) عام 1964. وفي الفندق نفسه تمت استضافة زوار افتتاح مكتبة الإسكندرية الذين كان من بينهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك وقرينته وملكة إسبانيا الملكة صوفيا والملكة رانيا قرينة الملك الأردني عبد الله الثاني. وهو أيضا المقر المفضل لقضاء الصيف بين الكتاب والفنانين المصريين. واستضاف الفندق مؤخرا مسابقة «أراب أيدول».
> فندق مينا هاوس، القاهرة: وهو أحد أفخم منتجعات القاهرة ويقع على مشارف منطقة أهرامات الجيزة ويطل عليها مباشرة. وهو من فئة الخمسة نجوم وتشرف عليه مؤسسة إيجوت للسياحة والفنادق. ولعب الفندق جانبا مهما في التاريخ المصري ونزل فيه عدد من كبار زعماء العالم مثل ونستون تشرشل والرئيس الأميركي روزفلت والزعيم الصيني شيانغ كاي شيك ثم فيما بعد الرئيس ريتشارد نيكسون، بالإضافة إلى شخصيات تاريخية مثل أغاثا كريستي وفرانك سيناترا. وكان الخديوي إسماعيل باشا وراء تأسيس «مينا هاوس» في عام 1869 على مساحة 40 فدانا ليكون استراحة خاصة يقضي فيها أوقاته بعد عودته من رحلات الصيد. ويعد الموقع واحة في موقع صحراوي تحيطها أشجار الياسمين الذي تهب نسائمه خلال فصلي الربيع والصيف. وتحول القصر إلى موقع ضيافة لزوار افتتاح قناة السويس. وبيع الفندق بعد ذلك لأثرياء إنجليز قرروا تحويل القصر إلى فندق مينا هاوس في عام 1886. وتحول الفندق إلى مقر قوات أسترالية في الحرب العالمية الأولى، وشهد في عام 1943 مؤتمر القاهرة بين تشرشل وعدد من الزعماء لمناقشة أحداث الحرب العالمية الثانية. تم تأميم الفندق بعد ثورة عام 1952 ثم اشتراه مستثمرون هنود في عام 1971 وتم تجديده أكثر من مرة. واستضاف الفندق قمة بين السادات وكارتر وبيغين لمناقشة تنفيذ اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.
> فندق المأمونية، مراكش: وهو ملتقى مشاهير هوليوود منذ تأسيسه في عام 1923، وكان حينذاك من أفضل 14 فندقا على مستوى العالم. وينتمي الفندق إلى فئة الخمسة نجوم، وهو يستمد اسمه من الحدائق التي تحيطه واسمها حدائق المأمون. ويتميز الفندق بإطلالة رائعة على مدينة مراكش، وكان موقع تصوير كثير من الأفلام السينمائية المشهورة مثل فيلم المخرج العالمي هيتشكوك «الرجل الذي عرف أكثر من اللازم»، وفيلم «ألكسندر» للمخرج أوليفر ستون، وفيلم «الجنس والمدينة 2» بطولة سارة جيسيكا باركر. كما نزل بالفندق عدد من نجوم السينما والفن من أمثال ريتشارد غير وجينيفر أنستون وإنجلينا جولي وبراد بت وإلتون جون، والفنان الأوبرالي أندريه بوتشيللي. وإلى جانب الفنانين نزل في الفندق أيضا ونستون تشرشل الذي كتب إلى زوجته يقول إنه مكان رائع وواحد من أفضل الفنادق. وكان تشرشل يمارس هواية الرسم في الفندق. ويوجد في الفندق جناح يحمل اسم تشرشل. من الأسماء العالمية الأخرى التي حطت بالفندق كل من: رونالد ريغان، ونيلسون مانديلا، والملكة إليزابيث الثانية، وحسني مبارك، وأديث بياف، وشارلي شابلن، وسيلفستر ستالون، وشارل أزنافور، وجاك بول بلموندو، وكاثرين دونوف، وآلان ديلون، وكيرك دوغلاس، وعمر الشريف.
> فندق كتاراكت، أسوان: وهو فندق شيد على صخرة غرانيتية تطل على نهر النيل في مدينة أسوان وتم افتتاحه في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني في عام 1899. أقام في الفندق ونستون تشرشل وأغا خان وقيصر روسيا نيكولاس الثاني، بالإضافة إلى الملك فاروق والكاتبة أغاثا كريستي التي كتبت روايتها «جريمة على ضفاف النيل» من شرفتها في الفندق. ارتبط الفندق ببعض المشروعات الكبيرة في أسوان مثل مد خطوط السكك الحديدية وبناء سد أسوان القديم. ويحتفظ الفندق حتى الآن بالطراز المعماري الفيكتوري. وهو يقع على مقربة 58 كيلومتر من مطار أسوان، ويحتوي على كافة لمسات الفخامة العصرية مثل مركز اللياقة البدنية وحمام السباحة والساونا. وهو يتميز بمطعمه الأندلسي الطراز بقبة ترتفع 75 قدما وأعمدة مستوحاة من مسجد ابن طولون في القاهرة. أما أشهر الأماكن فيه فهو التراس الذي يطل على جبال أسوان والذي يشهد الضيوف منه يوميا غروب الشمس. وطلب الأغا خان أن يدفن في موقع قريب من الفندق، في جزيرة الفانتاين، من فرط عشقه للموقع. ويقال إن وزير الخارجية كيسنغر طلب أثناء مباحثات مع السادات في الفندق تسليم الجاسوسة «هبة سليم»، التي كانت تعمل لصالح إسرائيل، ولكن السادات احتد عليه ورفض طلبه.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».