أفاد بيان عسكري عراقي بثه التلفزيون الرسمي بأن جنودا عراقيين مدعومين بقوات الحشد الشعبي وأبناء العشائر، دشنوا عمليات عسكرية اليوم (الاثنين)، لاستعادة السيطرة على محافظة الأنبار أكبر محافظات البلاد من مسلحي تنظيم "داعش" المتطرف.
وقالت مصادر في قيادة عمليات الانبار، ان القوات العراقية تواجه مقاومة شرسة من المسلحين الذين نشروا خمس سيارات ملغومة لشن هجمات انتحارية وأطلقوا صواريخ لصد تقدم القوات صوب مدينة الفلوجة.
ويأتي الاعلان عن الهجوم بعد شهرين من سيطرة التنظيم على الرمادي عاصمة الانبار.
وأفاد بيان صادر عن القيادة العسكرية المشتركة بأنه "انطلقت فجر اليوم في الساعة الخامسة عمليات تحرير الانبار".
على صعيد متصل، أعلنت وزارة الدفاع العراقية اليوم تسلم اربع مقاتلات حربية من طراز "اف 16"، هي الدفعة الاولى من اتفاق مبرم منذ اعوام مع واشنطن، في ما يشكل تعزيزا لقوتها الجوية المحدودة في خضم الحرب ضد المتطرفين.
وجاء في بيان مقتضب للوزارة عبر موقعها الالكتروني "وصول 4 طائرات F16 الى قاعدة بلد الجوية"، على مسافة 70 كلم شمال بغداد.
واكد مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، تسلم المقاتلات. وجاء في بيان "طائرات F16 التابعة للقوة الجوية العراقية تدخل الاراضي العراقية".
وقال بريت ماكغورك مساعد المنسق الاميركي للائتلاف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم "داعش" المتطرف، في تغريدة له عبر موقع "تويتر"، "بعد اعوام من التحضير والتدريب في الولايات المتحدة، هبط طيارون عراقيون اليوم بأول سرب من مقاتلات اف 16 العراقية في العراق".
وابرم العراق مع الولايات المتحدة اتفاقا في العام 2011 لشراء 36 مقاتلة من هذا الطراز. إلا ان تسليم المقاتلات أرجئ العام الماضي بعد سيطرة تنظيم "داعش" على مساحات واسعة من البلاد في يونيو (حزيران)، وانهيار قطاعات من الجيش العراقي وسقوط بعض مراكزه بيد المتطرفين.
ودفع تقدم المسلحين في مناطق قريبة من قاعدة بلد العام الماضي، الى سحب المتعاقدين الاميركيين الذين كانوا يعملون على تأهيلها لاستقبال المقاتلات. واستعاضت واشنطن عن تسليم الدفعة الاولى، بنقلها الى قاعدة جوية في ولاية اريزونا حيث يتدرب الطيارون العراقيون عليها.
وطالبت بغداد مرارا خلال الاشهر الماضية بتسريع تزويدها بالاسلحة لمواجهة التنظيم المتطرف الذي سيطر على كميات ضخمة من الذخيرة والمعدات العسكرية، وبينها اسلحة ثقيلة، خلال هجماته في البلاد.
وتعتمد القوة الجوية العراقية على عدد محدود من مقاتلات روسية من طراز "سوخوي" تعاني من التقادم، اضافة الى بعض المروحيات الهجومية الروسية، وطائرات من طراز "سيسنا" مزودة بصواريخ جو-ارض.
وأضاف البيان أن الهجوم ينفذه الجيش والحشد الشعبي والقوات الخاصة والشرطة ومقاتلون من أبناء العشائر.
وكانت الحكومة العراقية أعلنت من قبل بدء عمليات لاستعادة الانبار، وبعد أن قالت في بادئ الأمر انها ستعطي الأولوية للرمادي، إلا أنه يبدو أنها الآن تحولت الى الفلوجة الواقعة على بعد نحو 50 كيلومترا غرب العاصمة بغداد.
وكانت الفلوجة أول مدينة في العراق تسقط تحت سيطرة المتشددين العام الماضي قبل شهور من اجتياح التنظيم مدينة الموصل الشمالية واعلان ما سماها لتنظيم (الخلافة) في الاراضي التي يسيطر عليها في العراق وسوريا.
وقال هادي العامري قائد منظمة بدر أكبر قوة في الحشد الشعبي للتلفزيون العراقي، أمس (الاحد)، انه يتوقع أن يكون الهجوم الرئيسي في الفلوجة بعد عطلة عيد الفطر.
وتحدث سكان في الفلوجة والرمادي عن قصف عنيف للمدينتين في وقت مبكر اليوم.