مسؤول كردي: طيران التحالف الدولي يكثف غاراته على مواقع «داعش» في الموصل

الهجمات استهدفت المنشآت العسكرية والاقتصادية للتنظيم المتطرف

ثلاثة من مسلحي {داعش} في منطقة الخازر شرق الموصل (أ.ب)
ثلاثة من مسلحي {داعش} في منطقة الخازر شرق الموصل (أ.ب)
TT

مسؤول كردي: طيران التحالف الدولي يكثف غاراته على مواقع «داعش» في الموصل

ثلاثة من مسلحي {داعش} في منطقة الخازر شرق الموصل (أ.ب)
ثلاثة من مسلحي {داعش} في منطقة الخازر شرق الموصل (أ.ب)

أعلنت قوات البيشمركة أمس أنها تمكنت من تحرير قرية غابارا التابعة لقضاء سنجار غرب الموصل بعد معركة ضارية قتل خلالها أكثر من 30 مسلحا من «داعش»، بينما أكد مسؤول كردي أن طيران التحالف الدولي كثف خلال اليومين الماضيين غاراته على مركز مدينة الموصل، مستهدفا المواقع الحيوية للتنظيم فيها.
وقال اللواء هاشم سيتيي، قائد اللواء الثامن في قوات البيشمركة المرابطة في قضاء سنجار، لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحي «داعش» شنوا في الساعة الثامنة من صباح أمس هجوما موسعا على قرية غابارا الواقعة في سفح جبل سنجار واستطاع السيطرة على القرية التي كانت مجموعة من المتطوعين الإيزيديين يتولون حمايتها، مضيفا: «بعد ذلك شنت قوات البيشمركة (اللواء الثامن) وبالتعاون مع الفرع السابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في سنجار والمتطوعين الإيزيديين هجوما لاستعادتها وبعد معركة ضارية استمرت نحو ثلاث ساعات تمكنت قواتنا من تحرير القرية وقتل أكثر من 30 مسلحا من مسلحي التنظيم، بينما لاذ الباقون بالفرار إلى مواقعهم في سنجار، وتم تدمير عدد كبير من آلياتهم المدرعة، ووجهت طائرات التحالف الدولي ضربات مكثفة لمواقعهم ودمرت عددا آخر من آلياتهم»، مضيفا أن قوات البيشمركة استولت على كميات من الأسلحة والأعتدة التي تركها التنظيم في القرية بعد فراره منها.
من جانبه، أعلن سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في مدينة الموصل، لـ«الشرق الأوسط» أن طائرات التحالف الدولي قصفت أمس معملا كبيرا لصناعة العبوات الناسفة وتفخيخ السيارات في حي الكرامة شرق الموصل «ودمرت الغارة المعمل بالكامل بينما استمر دوي الانفجارات من موقع القصف لساعات، واضطر أهالي المنطقة إلى الهرب». وأضاف: «بحسب المعلومات التي حصلنا عليها فإن المعمل كان يحتوي على اثنتي عشرة سيارة مفخخة كانت معدة لإرسالها إلى جبهات القتال، وسبعة انتحاريين».
وأضاف مموزيني: «أعدم التنظيم أمس أربعة من قادته العسكريين العراقيين بعد فرارهم من جبهات القتال في سنجار، ونفذ مسلحو (داعش) عملية إعدام جماعية أخرى رميا بالرصاص بـ13 طفلا من مسلحيه الأطفال الهاربين من معسكر السلامية جنوب الموصل». وحسب مموزيني «قتل التنظيم أيضا 12 مواطنا موصليا بتهمة التجسس، واستخدم طريقة جديدة لقتلهم وهي دهسهم بالجرافات في منطقة باب الطوب وسط الموصل».
وأكد مموزيني تكثيف طائرات التحالف الدولي خلال الأيام الماضية غاراتها الجوية على مواقع «داعش» داخل الموصل، مشيرا إلى أنها «تستهدف منشآت التنظيم الحيوية، العسكرية منها والاقتصادية، وهي المرة الأولى التي يستهدف فيها التنظيم بهذه القوة داخل الموصل». وذكر مموزيني أن طائرات التحالف استهدفت أول من أمس معملا آخر من معامل «داعش» الخاصة بصناعة المتفجرات في المنطقة الصناعية شرق الموصل وقتل في القصف ثلاثة مسلحين من الجنسية الفرنسية كانوا خبراء في صناعة العبوات الناسفة.
بدوره، قال غياث سورجي، مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة نينوى، لـ«الشرق الأوسط»: «استهدفت الغارات الجوية لطيران التحالف الدولي خلال اليومين الماضيين معملين كبيرين لصناعة العبوات الناسفة في المنطقة الصناعية في الموصل، يطلق على أحدها مخزن الجملونات، أما الآخر فيسمى مخزن شركة مرسيدس، وبحسب المعلومات التي حصلنا عليها، قتل خلال الغارتين أكثر من 50 مسلحا من بينهم قادة بارزون».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.