المقاومة الشعبية: زودنا مقاتلينا في الجبهات بالسلاح والطعام تحسبًا لأي خرق للهدنة

لدينا معلومات من أسرى بأن الحوثيين يعدون للبقاء في عدن مدة أطول

مقاتل موالٍ للحكومة الشرعية في إحدى جبهات القتال قرب الحدود اليمنية ــ السعودية مساء أول من أمس (رويترز)
مقاتل موالٍ للحكومة الشرعية في إحدى جبهات القتال قرب الحدود اليمنية ــ السعودية مساء أول من أمس (رويترز)
TT

المقاومة الشعبية: زودنا مقاتلينا في الجبهات بالسلاح والطعام تحسبًا لأي خرق للهدنة

مقاتل موالٍ للحكومة الشرعية في إحدى جبهات القتال قرب الحدود اليمنية ــ السعودية مساء أول من أمس (رويترز)
مقاتل موالٍ للحكومة الشرعية في إحدى جبهات القتال قرب الحدود اليمنية ــ السعودية مساء أول من أمس (رويترز)

شنت ميليشيات الحوثي وحلفاؤهم من أتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، هجوما عنيفا بالكاتيوشا وقذائف الهاون على مدينة عدن نهار أمس مستفيدة من الساعات التي سبقت دخول الهدنة حيز التنفيذ.
وحذرت المقاومة الشعبية ومحللون عسكريون من مغبة الانجرار وراء الهدنة دون مراقبة فعلية من الجهات الدولية الراعية لعمليات وقف إطلاق النار، بسبب تحركيات عسكرية ميدانية مرتقبة لميليشيا الحوثيين، خصوصا أن مجلس المقاومة رصد تحركات لآليات عسكرية من خارج عدن جرى التعامل معها بالتنسيق مع قوات التحالف.
وعللت المقاومة مخاوفها مما حدث في واقعة البريقة، عندما ضربت ميليشيات الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح الكثير من المواقع تمهيدًا لاقتحام المديرية والسيطرة على ميناء عدن، رغم الاتفاقيات المبرمة لوقف إطلاق النار التي أطلقتها المنظمات الدولية وقوات التحالف لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين.
في المقابل رفعت المقاومة الشعبية استعدادها، على جميع الجبهات، بعد أن دخلت في مواجهات أمس مع ميليشيا الحوثيين، وقام مجلس المقاومة بتزويد المقاتلين في الجبهات بالأسلحة والذخيرة وكميات من الطعام، لمواجهة أي اختراق محتمل للهدنة وشن هجوم على مواقع جديدة في الأيام المقبلة، فيما خطب مجلس المقاومة كل الجهات المعنية بعدم مسؤوليته عن الهدنة إذا اخترقت وسيقوم بمواجهة الحوثيين وطردهم خارج حدود مدينة عدن.
وقال مجلس المقاومة الشعبية على لسان المتحدث باسمها علي الأحمدي لـ«الشرق الأوسط»، إن المخاوف تزداد في الأيام القادمة من عمليات مخادعة والاستفادة من هذه الهدنة من حشد للجنود، وتحريك آليات وأسلحة ثقيلة ومتوسطة من عربات الكاتيوشا نحو العاصمة المؤقتة عدن، والتي كانت مخبأة في القرى البعيدة، مستغلين تقيد قوات التحالف ببنود اتفاقية الهدنة، التي لن تلتزم بها الميليشيا بشكل واضح وصريح.
وجمعت المقاومة الشعبية، معلومات من خلال البحث والتحري، وما أقر به بعض الأسرى، عزم ميليشيا الحوثيين، إلى تنفيذ مخططات جديدة في مع توافد الدعم العسكري لهم إلى تطويق مدينة عدن وعزلها عن البلاد، والبقاء فيها لفترات طويلة تمكنهم من الاستفادة من مساحة أكبر في المرحلة القادمة مع انتهاء عملية التفاوض.
ويسعى مراقبون ومحللون سياسيون لمعرفة ما ستؤول إليه الأحداث بعد مرور اليوم الأول من الهدنة، وتطبيقها من جميع الأطراف المتحاربة، وآلية مراقبة الهدنة ورصد أي اختراق من أي طرف، خصوصا أن الهدنة ستكون ذات أبعاد إنسانية من خلال توفير الدعم للمنكوبين والمتضررين في جميع المدن اليمنية، مشددين على أن المخاوف مما ستقوم به ميليشيا الحوثيين من عمليات استفزاز ومناوشات عسكرية، قد تجد الرد عليها فتسقط بنود الاتفاقية بين الطرفين.
وعاد الأحمدي ليؤكد أن ميليشيا الحوثي استغلت الساعات المتبقية وقامت بضرب مواقع سكنية، وأخرى تجارية بشكل عشوائي قبل الدخول في الهدنة، فيما استهدفت الميليشيا تجمعا للاجئين في إحدى المدارس، وعددا من المباني المجاورة، موضحا أن التجارب الفعلية مع هذا الفصيل أثبت عدم احترامه للاتفاقيات في كل المجالات، وخصوصا اتفاقيات وقف إطلاق النار.
وأضاف الأحمدي، أن قبل هذه العمليات المتفرقة والتي تستهدف كافة عدن، قامت ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح بعمليات عسكرية في الساعات الأولى من فجر أمس، والتي واجهته المقاومة الشعبية وقامت بعملية رد على المواقع التي يحتمون بها، ونجحت المقاومة في الاستيلاء على كميات من الأسلحة التي ستدعم المقاومة مستقبلا.
وأشار الأحمدي إلى أن مجلس المقاومة وقبل دخول الهدنة حيز التنفيذ قام بعملية دعم لجبهات المقاومة وإرسال كميات من الأسلحة والذخيرة، مع مؤن الطعام التي تساعدهم في الصمود، وخاصة أن أفراد المقاومة «عازمون على أن يكون شهر رمضان شهر النصر ويدحر فيه المعتدي»، على حد وصفه، و«أن المقاومة لن تقبل أو ترضى بأي تنازل يتيح للحوثيين أخذ قسط من الراحة وإعادة ترتيب حساباتهم وقوتهم على أرض الميدان».
وأكد الأحمدي، أن اليمن من شماله إلى جنوبه، لديه قرار واضح من مجلس الأمن حول الأوضاع في اليمن وما يتطلب فعله من قبل ميليشيا الحوثيين، بعيدًا عن الهدنة التي انطلقت منتصف ليل أمس، إضافة إلى إعلان الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه منصور هادي، أن أي هدنة لا بد أن يسبقها انسحاب من الحوثيين وحليفهم صالح، والمقاومة تبني استراتيجيتها على هذا الأساس الرافض لهذه الهدنة، لذا تقوم بكل الاستعداد تحسبًا لأي خرق للهدنة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.