قوى الأمن في لبنان توقف رئيس عصابة خطفت الطفل ريكاردو جعارة

استعادت قيمة الفدية التي قبضها من أهل الضحية قبل تحريره

قوى الأمن في لبنان توقف رئيس عصابة خطفت الطفل ريكاردو جعارة
TT

قوى الأمن في لبنان توقف رئيس عصابة خطفت الطفل ريكاردو جعارة

قوى الأمن في لبنان توقف رئيس عصابة خطفت الطفل ريكاردو جعارة

ألقت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبنانية القبض في محلة الدورة بالعاصمة بيروت، على المتهم الرئيسي في عملية خطف الطفل ريكاردو جعارة (7 سنوات) من أمام منزل أهله في بلدة عمشيت بمنطقة جبيل الأسبوع الماضي، وذلك بعد رصد تحركاته وتعقب اتصالاته الهاتفية.
وكشف مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، أن «المحقّقين في شعبة المعلومات تمكّنوا من تحديد هوية الخاطفين وعددهم خمسة بالاستناد إلى المعلومات التي جمعوها من مصادر مختلفة». وأضاف أنه «جرى تتبع حركة اتصالات رئيس العصابة التي خطفت الطفل ويدعى (س.ع.)، وتعقبت تحركاته إلى أن وصل إلى منطقة الدورة (شرقي بيروت) وأطبقت عليه».
المصدر أوضح أيضًا أن «العصابة تتألف من خمسة أشخاص وهم لبنانيون من سكان وادي خالد (أقصى شمال لبنان) لها أسبقيات في عمليات الخطف وطلب الفدية من ضحاياها، وكان أفرادها غالبًا ما يستخدمون خطوط هاتف سورية لدى مفاوضة أهل المخطوفين على طلب الفدية، وسبق للعصابة نفسها أن تعقّبت الكثير من النازحين الفارين من سوريا إلى لبنان، ممن لديهم مبالغ لا بأس بها من أجل تأسيس مصالح تجارية في لبنان، بهدف خطفهم ومن ثم تحريرهم مقابل مبالغ مالية طائلة».
وأعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان أنه «على أثر عملية خطف الطفل ريكاردو جعارة في بلدة عمشيت، بدأت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، تحرياتها واستقصاءاتها المكثفة، فوضعت في صلب أولوياتها منذ البداية تحرير الطفل الذي أعيد سالمًا إلى ذويه يوم الاثنين الماضي». وأوضحت أنه «بعد رصد دقيق ومتواصل للمشتبه فيه الرئيسي والمخطط لجريمة الخطف وهو اللبناني س. ع. (37 سنة)، تمكنت القوة الضاربة في شعبة المعلومات من متابعته وتوقيفه ظهر اليوم (أمس) في محلة الدورة، وكان في صدد التحضير لمغادرة البلاد».
وأردفت أنه «بالتزامن مع عملية التوقيف كانت قوة أخرى من الشعبة تدهم منزلين في منطقة وادي خالد (شمال لبنان) حيث تمكنت من استعادة الفدية التي كان قد خبأها الخاطفون فيهما (50 ألف دولار أميركي)، وبدأت التحقيقات مع الموقوف بإشراف القضاء المختص، في موازاة تعقب سائر المشاركين في عملية الخطف لتوقيفهم». كما أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عن تسليم ذوي الطفل ريكاردو جعارة الفدية المالية التي دفعوها لقاء تحرير ولدهم في مقرها في الأشرفية مساء أمس.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.