أثيل النجيفي لـ {الشرق الأوسط}: المالكي يخلط الأوراق لإبعاد التهم عنه

رئيس لجنة «سقوط الموصل» يعلن عن تسلمهم إجابات رئيس الوزراء السابق

أثيل النجيفي لـ {الشرق الأوسط}: المالكي يخلط الأوراق لإبعاد التهم عنه
TT

أثيل النجيفي لـ {الشرق الأوسط}: المالكي يخلط الأوراق لإبعاد التهم عنه

أثيل النجيفي لـ {الشرق الأوسط}: المالكي يخلط الأوراق لإبعاد التهم عنه

بينما أكدت لجنة تحقيق الموصل أن الإجابات التي تلقتها من نائبي رئيس الجمهورية نوري المالكي وأسامة النجيفي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني على أسئلتها وضعت التحقيق في «مسار إيجابي». مع التأكيد على أن أجوبة المالكي الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة كانت أكثر الأجوبة التي زودت اللجنة التحقيقية بمعلومات موسعة، فإن محافظ نينوى المقال أثيل النجيفي كشف لـ«الشرق الأوسط» أنه «قدم وثائق وأدلة إلى لجنة تحقيق الموصل عند استضافتها لي لتدوين أقوالي والتي استمرت نحو 7 ساعات كانت تتضمن معلومات تفصيلية عما جرى وبشكل دقيق ومفصل ولا لبس فيه بما يتعارض تماما مع ما يريد المالكي تحويل الأنظار إليه»، مؤكدا أن «الاتهامات التي يسوقها المالكي ضده سواء تلك التي تضمنتها إجاباته مثلما هو واضح أو تصريحاته لوسائل الإعلام إنما هي محاولة منه لحرف مسار التحقيق». وكان رئيس اللجنة التحقيقية بسقوط الموصل على يد تنظيم داعش في العاشر من يونيو (حزيران) عام 2014 أعلن أن اللجنة اجتمعت وناقشت أجوبة نائبي رئيس الجمهورية نوري المالكي وأسامة النجيفي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، مشيرًا إلى أن اللجنة اعتمدت على مقاطعة الأجوبة مع الإفادات السابقة للشخصيات المدنية والعسكرية للتأكد من صحة بعض المعلومات. وأكد الزاملي في تصريح صحافي أمس الأربعاء أنه من السابق لأوانه اعتبار هذه الأسئلة مقنعة أو غير مقنعة ما لم ننته من موضوع مقاطعتها مع جميع الإفادات السابقة التي دونتها اللجنة في محاضرها، مشيرًا إلى أن اللجنة تعمل من أجل التحقق من صحة هذه الإجابات وحقيقتها.
وأوضح الزاملي أن إجابات المالكي تضمنت عرضًا لمجالس التحقيق التي تشكلت قبل دخول «داعش» إلى نينوى وكذلك عن عمليات التغييرات والتنقلات العسكرية التي حصلت ومستوى تسليح الأجهزة الأمنية وإعدادها وتجهيزها. وبينما امتنع رئيس اللجنة التحقيقية عن الإجابة حول الجهة التي أعطت أوامر الانسحاب من نينوى، فإنه أكد أن التقرير النهائي سيتضمن تشخيص الجهة التي أعطت أوامرها للقيادات العسكرية بالانسحاب.
ولفت الزاملي إلى أن تقرير اللجنة النهائي سيعرض في الجلسة التي ستعقد بعد عطلة العيد مباشرة، وأشار إلى أن لجنته أوشكت على الانتهاء من كتابة تقريرها وهي عاكفة حاليا على تأطير المعلومات التي تشمل عرض أفلام ووثائق داخل هذا التقرير.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.