«داعش» يغلق أبواب المستشفى الجمهوري بوجه مواطني الموصل لكثرة جرحاه

مسؤول كردي: البيشمركة تحبط هجومًا في سنجار وتدمر مواقع استراتيجية للتنظيم

نازحة عراقية تخفف بمهفة وطأة الحر عن طفليها في مخيم للنازحين بالدورة جنوب بغداد أمس (أ.ب)
نازحة عراقية تخفف بمهفة وطأة الحر عن طفليها في مخيم للنازحين بالدورة جنوب بغداد أمس (أ.ب)
TT

«داعش» يغلق أبواب المستشفى الجمهوري بوجه مواطني الموصل لكثرة جرحاه

نازحة عراقية تخفف بمهفة وطأة الحر عن طفليها في مخيم للنازحين بالدورة جنوب بغداد أمس (أ.ب)
نازحة عراقية تخفف بمهفة وطأة الحر عن طفليها في مخيم للنازحين بالدورة جنوب بغداد أمس (أ.ب)

أحبطت قوات البيشمركة منتصف الليلة قبل الماضية هجوما لمسلحي «داعش» على مواقعها وسط وغرب مدينة سنجار (غرب الموصل)، بينما أغلق التنظيم أمس أبواب المستشفى الجمهوري في الموصل بوجه المواطنين لكثرة عدد جرحاه الذين سقطوا في معارك سنجار وكركوك مع قوات البيشمركة.
وقال العميد عز الدين سعدو سندي، قائد اللواء الثاني عشر مشاة في قوات البيشمركة المرابطة وسط سنجار، لـ«الشرق الأوسط»: «هاجم مسلحو داعش مواقع قواتنا من محورين وسط مدينة سنجار وغربها، وبعد اشتباكات استمرت عدة ساعات بين الجانبين استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة، تمكنت البيشمركة وبإسناد جوي من طيران التحالف الدولي من التصدي للهجوم وأحبطت محاولة التنظيم في التقدم باتجاه مواقعنا، وقتل خلال المعركة 20 مسلحا من التنظيم وأصيب أكثر من 15 آخرين منهم، فيما لاذ الباقون بالفرار إلى مواقعهم»، مبينًا أن طائرات التحالف الدولي وقوات البيشمركة «دمرت ثلاثة مواقع للتنظيم في قلعة إسماعيل بك وحي النصر وغرب المدينة، فضلا عن تدمير ثلاثة أنفاق استراتيجية في تلال الشرق وغرب سنجار كان قناصة التنظيم يستخدمونها لمهاجمة قوات البيشمركة وكانت في الوقت ذاته مواقع دفاعية للتنظيم»، مستدركًا بالقول: «التنظيم فقد قدراته ومعنوياته في سنجار، وقوات البيشمركة استطاعت أن توجه لهم الكثير من الضربات المدمرة خلال الأشهر الماضية».
بدوره، كشف سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، لـ«الشرق الأوسط» أن تنظيم داعش أغلق أمس أبواب المستشفى الجمهوري وسط مدينة الموصل، بعد أن نقل إليه العشرات من مسلحيه الذين أصيبوا خلال معارك كركوك وسنجار مع قوات البيشمركة». وتابع: «كما أعدم التنظيم في معسكر الغزلاني (جنوب الموصل) ثمانية من جرحاه الذين فقدوا أيديهم وأرجلهم». وحسب المسؤول الكردي قتل أمس ثلاثة مسلحين من «داعش» بينهم أحد قيادات التنظيم الباكستانيين ويدعى «محمد سردار خان» في انفجار عبوة ناسفة استهدفت السيارة التي كانت تقلهم بالقرب من مطار الموصل.
من جهته، قال غياث سورجي، مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة نينوى، لـ«الشرق الأوسط» إن تنظيم داعش أعدم أمس ستة شبان موصليين رميا بالرصاص في منطقة باب الطوب بتهمة التجسس للقوات العراقية والتحالف الدولي، كما سلم جثث أكثر من ثلاثين من مسلحيه الأجانب والعرب غير العراقيين إلى مستشفى الطب العدلي في الموصل.
وتابع سورجي: «دمرت طائرات التحالف الدولي معسكرا لمسلحي (داعش) في ناحية القيارة (جنوب مدينة الموصل) وقتلت العشرات من مسلحي التنظيم من بينهم قياديان هما كل من (عزاوي خضير الجبوري) مستشار والي (داعش) في ولاية دجلة، التي تشمل المناطق الجنوبية من الموصل، و(عبد الله صباح العزاوي) رئيس ديوان الحسبة (شرطة التنظيم) في ولاية دجلة»، مضيفًا أن طائرات التحالف الدولي دمرت رتلا لسيارات «داعش» في محور الكسك (غرب الموصل)، وقتل خلال الغارة أكثر من (15) مسلحًا.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.