وقفة احتجاجية أمام البرلمان البريطاني في ذكرى هجوم صالح على الجنوب اليمني

الجالية دعت حكومة كاميرون للإسهام في رفع حصار الحوثيين عن المدن اليمنية

يمنيون خلال الوقفة الاحتجاجية أمام البرلمان البريطاني بلندن أمس (تصوير: جيمس حنا)
يمنيون خلال الوقفة الاحتجاجية أمام البرلمان البريطاني بلندن أمس (تصوير: جيمس حنا)
TT

وقفة احتجاجية أمام البرلمان البريطاني في ذكرى هجوم صالح على الجنوب اليمني

يمنيون خلال الوقفة الاحتجاجية أمام البرلمان البريطاني بلندن أمس (تصوير: جيمس حنا)
يمنيون خلال الوقفة الاحتجاجية أمام البرلمان البريطاني بلندن أمس (تصوير: جيمس حنا)

تجمع العشرات من أفراد الجالية اليمنية من أبناء الجنوب المقيمين في مختلف مدن إنجلترا، أمام مجلس الوزراء البريطاني في لندن يوم أمس، منددين بـ«المجازر في عدن ومحافظات جنوب اليمن على أيدي قوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح والمتمردين الحوثيين».
واختارت الجالية الذكرى العاشرة لتفجيرات لندن الإرهابية لتزامنها مع الذكرى الـ21 لاقتحام القوات الشمالية لمدينة عدن واحتلالها من قبل علي عبد الله صالح عام 1994، للتعبير عن «رفض الجرائم بحق الإنسانية التي ترتكب ضد الشعبين اليمني والبريطاني».
وخلال الوقفة الاحتجاجية، سلمت الجالية اليمنية رسالة لحكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون تضمنت بنودها المطالبة بتبني مشروع يدعو لإغاثة دولية لأبناء جنوب اليمن، خصوصا في محافظة عدن. كما ناشدت الجالية من خلال الرسالة بريطانيا لمحاولة فك الحصار عن المدنيين المفروض من قبل قوات صالح والمتمردين الحوثيين؛ إذ لا يصل إلى المواطنين إلا بعض المساعدات القليلة في ظل الحصار على الإغاثات. كما حثت الجالية المجتمع الدولي والأمم المتحدة على القيام بواجبهم الإنساني في جنوب اليمن وإيصال المساعدات الإغاثية إلى المواطنين هناك.
من جهة أخرى، نوه نصر العيسائي أحد المتظاهرين وعضو في الفريق الإعلامي لـ«اتحاد شباب الجنوب»، الذين وقفوا في تجمع سلمي أمام مبنى البرلمان، «بضرورة إرسال قوات حماية دولية للمدنيين في جنوب اليمن لوضع حد لمعاناتهم جراء بطش قوات الحوثيين وعلي عبد الله صالح».
وأشار العيسائي، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الجالية اليمنية في بريطانيا على اتصال مع «اتحاد شباب الجنوب» في عدن، وتردهم أنباء مستمرة عن «فعالية ضربات التحالف لمنع تسلل المتمردين الحوثيين إلى بعض المدن بالجنوب». واستطرد قائلاً «إن جهود التحالف رفعت من معنويات المقاومة في الجنوب، إلا أنها بحاجة ماسة إلى تسليح ودعم لوجيستي».
وارتدى أفراد الجالية الزي الأسود، مكتفين بوقفة صامتة للتعبير عن حزنهم وغضبهم جراء الانتهاكات التي تطال مواطني اليمن على أيدي قوات صالح والمتمردين، وتضامنا مع بريطانيا التي استذكرت بدورها أمس العشرات من ضحاياها الذين لقوا حتفهم جراء أربعة تفجيرات زلزلت شبكة المواصلات في العاصمة لندن قبل عقد من الزمن.
من جهة أخرى، أفاد مشاركون في الوقفة بأن الجالية في بريطانيا أقامت حملة تبرعات بسيطة خلال شهر رمضان في محاولة لإغاثة أبناء الجنوب، مشيرين إلى مظاهرات وفعاليات أخرى من المقرر تنظيمها في بريطانيا تضامنا مع الشعب اليمني ومطالبة بإعادة الشرعية إلى اليمن المنكوب.
وتعتبر هذه الوقفة الاحتجاجية هي الثالثة تقريبا للجالية اليمنية المقيمة في بريطانيا، سبقتها وقفة أمام سفارة السعودية في لندن في شهر أبريل (نيسان) الماضي تأييدا لبدء العمليات العسكرية لإعادة الشرعية في اليمن تحت اسم «عاصفة الحزم».
وحول المشاركة بهذه الوقفة الاحتجاجية التي تصادف ذكرى دخول وهجوم قوات علي عبد الله صالح على الجنوب، عبر بعض أبناء الجالية في حديثهم لـ«الشرق الأوسط» عن حزنهم واستذكارهم لهذا اليوم «المؤلم الذي لا ينسى». ويتضاعف هذا الشعور، بحسب قولهم، جراء وضع سكان الجنوب المتردي في ظل «بطش الحوثيين». إلى ذلك، أشار ناصر العيسائي في ثنايا حديثه أن التنسيق المستقبلي بين قوات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن والفئات الموالية للشرعية قد يحقق تقدما في كثير من المدن والمحافظات الجنوبية المنكوبة والتي تسعى ميليشات الحوثي بدعم من قوات صالح إلى احتلالها وتدميرها.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.