قصف مقر حزب المخلوع.. وخسائر للحوثيين وقوات صالح في صنعاء وتعز

قوات التحالف تشن أعنف ضرباتها الجوية النوعية

قصف مقر حزب المخلوع.. وخسائر للحوثيين وقوات صالح في صنعاء وتعز
TT

قصف مقر حزب المخلوع.. وخسائر للحوثيين وقوات صالح في صنعاء وتعز

قصف مقر حزب المخلوع.. وخسائر للحوثيين وقوات صالح في صنعاء وتعز

واصلت قوات التحالف، ولليوم الثالث على التوالي، شن أعنف ضرباتها الجوية النوعية التي استهدفت مواقع الميليشيات الحوثية والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وقد قصفت تلك الطائرات مقر اللجنة الدائمة (المركزية)، لحزب المؤتمــــــر الشعبي العام الذي يتزعمـــه المخلوع، والكائن في حي حــــدة الراقي، وقد دمر القصف المقر الذي هو مقر بديــــل للمقر الرئيسي في حي الحصبة الذي دمر في أحداث العنف والاقتتال الداخلي بين بعض الأطراف اليمنية إبان الثورة الشبابية التي أطاحت بصالح عام 2011.
ويعد حزب المؤتمر الشعبي أحد أكبر الأحزاب السياسية في اليمن إلى جانب الحزب الاشتراكي وتأسس في ثمانينات القرن العشرين بقيادة صالح.
واستهدف قصف التحالف، أيضًا، منزل العميد الركن عمار محمد عبد الله صالح، نجل شقيق المخلوع ورئيس جهاز الأمن القومي (المخابرات)، سابقًا، وهو محال إلى محاكمة عسكرية بعد عزله، مؤخرًا، من منصبه كملحق عسكري في إثيوبيا، بعد تحقيقات حول تورطه مع عمه المخلوع في دعم تنظيم القاعدة في اليمن، وشملت ضربات التحالف معسكرات في منطقة النهدين ودار الرئاسة والهندسة العسكرية ومخازن أسلحة في «جولة آية» وصرف، في شمال العاصمة، إضافة إلى منازل قيادات حوثية وأخرى موالية للمخلوع علي عبد الله صالح، وقد أدت ضربات قوات التحالف إلى دمار كبير لحق بمنشآت مدنية وعسكرية في صنعاء، يستخدمها الحوثيون، وتشير المعلومات إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في تلك الغارات، وحسب مصادر موثوقة لـ«الشرق الأوسط»، فإن معظم القيادات الحوثية والقيادات الموالية للمخلوع، التي لم تتمكن من نقل عائلاتها إلى خارج اليمن عبر سلطنة عمان، قامت بنقلها إلى مناطق جبلة بعيدة عن المواقع المستهدفة وباتت هذه القيادات تتنقل بين الأحياء ومنازل شخصيات تجارية، غير معروفة بعلاقاتها الواضحة مع الأطراف في صنعاء.
في محافظة إب، بوسط البلاد، قتل وجرح عدد من المسلحين الحوثيين والقوات الموالية لصالح في كمين نصبته المقاومة الشعبية الموالية للشرعية لتعزيزات عسكرية كانت في طريقها من صنعاء إلى محافظة تعز، وتأتي هذه العملية في سياق سلسلة عمليات مشابهة تستهدف هذه التعزيزات، وبحسب مراقبين، فقد أدت هذه الهجمات المتقنة للمقاومة في إب، في الحد كثيرًا من وصول تعزيزات للقوات المهاجمة في محافظة تعز، التي تشهد معارك ضارية بين الطرفين، وفي مأرب استهدفت طائرات التحالف مركزًا صحيًا يتخذه الحوثيون، في مديرية صرواح، مقرًا لهم، وقد دمرت الغارة المركز وقتل من كان بداخله، أما في محافظة البيضاء، وهي من المحافظات اليمنية الأولى التي تشهد مواجهات بين الحوثيين ورجال القبائل، قالت مصادر محلية إن 5 مسلحين حوثيين، على الأقل، قتلوا وجرح آخرون في عملية وصفت بـ«النوعية» لرجال المقاومة الشعبية، ذكرت تلك المصادر أن المقاومة تمكنت من أسر 3 من الحوثيين، بينهم القيادي الميداني محمد أحمد زايد، وقد غنمت المقاومة في البيضاء، سيارة محملة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، وذلك بعد تدمير طقم عسكري، وفي «إقليم آزال»، تواصل المقاومة الشعبية، عملياتها التي تستهدف الميليشيات الحوثية، وقال المكتب الإعلامي للمقاومة إن مقاتليها استهدفوا دورية عسكرية للحوثيين في مديرية آنس بمحافظة ذمار، وأن قتلى وجرحى سقطوا في العملية، التي تأتي ضمن العمليات التي تنفذها «مقاومة آزال في ذمار ومحافظة صنعاء، التي تتركز في عمليات اصطياد الدوريات ومهاجمة بعض نقاط التفتيش».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».