«داعش» يهاجم مركز بيجي بانتحاريين.. والقوات الأمنية تتراجع

التنظيم المتطرف يتمركز في 3 أحياء بالمدينة

استعدادات عسكرية في إحدى مناطق بيجي بعد إعلان القوات العراقية تحريرها بالكامل الخميس الماضي (رويترز)
استعدادات عسكرية في إحدى مناطق بيجي بعد إعلان القوات العراقية تحريرها بالكامل الخميس الماضي (رويترز)
TT

«داعش» يهاجم مركز بيجي بانتحاريين.. والقوات الأمنية تتراجع

استعدادات عسكرية في إحدى مناطق بيجي بعد إعلان القوات العراقية تحريرها بالكامل الخميس الماضي (رويترز)
استعدادات عسكرية في إحدى مناطق بيجي بعد إعلان القوات العراقية تحريرها بالكامل الخميس الماضي (رويترز)

أعلنت مصادر عسكرية وقائمقام قضاء بيجي أمس أن انتحاريين من تنظيم داعش ومقاتلين هاجموا وسط بلدة بيجي النفطية العراقية أثناء الليل وأرغموا الجيش ومقاتلي ميليشيات الحشد الشعبي على التراجع.
وتشهد بلدة بيجي ومصفاتها - وهي أكبر المصافي النفطية في العراق - معارك منذ أكثر من عام. وسيطر تنظيم داعش على البلدة في يونيو (حزيران) عام 2014 وتقدم صوب أجزاء كبيرة في شمال العراق في اتجاه العاصمة بغداد. وتبادل الطرفان السيطرة على أحياء بيجي عدة مرات خلال الصراع.
ويأتي هجوم «داعش» الأخير بعد أن قالت السلطات إنها سيطرت على البلدة بأكملها تقريبا وتتوقع طرد المسلحين من المصفاة خلال أيام. وهاجم المتشددون البلدة نحو الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي أول من أمس بسيارتين مفخختين. وقال ضابطان برتبة عقيد بالجيش إن «الانفجارات تلتها اشتباكات شرسة استمرت حتى منتصف الليل وأبعدت الجيش وقوات الحشد عن وسط البلدة».
ونقلت وكالة «رويترز» عن محمد الجبوري، قائمقام قضاء بيجي، أن مقاتلي «داعش» نفذوا انسحابات منظمة في البلدة تلتها هجمات مضادة، مضيفا «ما زالت أسلحتهم الفتاكة هي الهجمات الانتحارية والقناصة ولهذا السبب نحن نواجه معارك كر وفر».
بدورهم، قال ضباط في الجيش ومسؤولون في ميليشيات الحشد الشعبي إنهم يحضرون لعملية مضادة. وقال ضابط برتبة عقيد إن مقاتلي «داعش» لا يزالون متمركزين في ثلاثة أحياء في بيجي وهم يتلقون تعزيزات.
من ناحية ثانية، تمكنت الأجهزة الأمنية من تحرير إحدى القرى المهمة المحاذية لجسر الفتحة شمال شرقي تكريت، خلال معارك شرسة وقعت أول من أمس، خاضتها قوات مشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية ضد مسلحي تنظيم داعش، قتل فيها نحو 40 مسلحًا من بينهم قيادي بارز. وأفاد مصدر أمني في قيادة عمليات صلاح بأن «القوات الأمنية فرضت سيطرتها بشكل كامل على قرية المصلخة القريبة من جسر الفتحة شمال شرقي تكريت»، مبينا أن «معارك شرسة خاضتها قوات الجيش والشرطة الاتحادية بمساندة مقاتلي العشائر العربية ضد مسلحي (داعش)، قتلت خلالها نحو 40 مسلحًا من التنظيم».
وحررت الأجهزة الأمنية مطلع شهر مارس (آذار) الماضي أجزاء واسعة من منطقة الفتحة وقطعت طرق الإمداد لتنظيم داعش التي كانت تمر عبر جسر الفتحة المهم جغرافيًا واستراتيجيًا كونه يربط بين محافظتي كركوك وصلاح الدين، فضلاً عن أن مسلحي التنظيم كانوا يتنقلون بواسطته بين قضائي الحويجة وبيجي وصولاً إلى محافظة نينوى ومنها إلى سوريا.



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.