الإنترنت ملاذ أبناء باريس المهمشين

«بوندي بلوغ» لمدونين وشباب من مختلف آراء ضواحي باريس الفقيرة ترسخ لـ«صحافة المواطن»

فايزة زارولا ووداد كتفي شكلتا نواة فريق عمل لمدونة «بوندي بلوغ» (نيويورك تايمز)
فايزة زارولا ووداد كتفي شكلتا نواة فريق عمل لمدونة «بوندي بلوغ» (نيويورك تايمز)
TT

الإنترنت ملاذ أبناء باريس المهمشين

فايزة زارولا ووداد كتفي شكلتا نواة فريق عمل لمدونة «بوندي بلوغ» (نيويورك تايمز)
فايزة زارولا ووداد كتفي شكلتا نواة فريق عمل لمدونة «بوندي بلوغ» (نيويورك تايمز)

كل ثلاثاء، يجتمع فريق عمل مدونة «بوندي بلوغ»، من مدونين وصحافيين وشباب يمثلون مختلف آراء ضواحي باريس الفقيرة، داخل مكاتب الإصدار، الذي يحمل اسم المنطقة المحيطة. وقد تركز اجتماع أخير لهم حول السبيل الأمثل لتحدي زعيم الحزب الاشتراكي، جان كريستوف كامباديلي، خلال ظهوره في البرنامج الحواري الشهري «ذي بوندي بلوغ كافيه».
يذكر أن الاشتراكيين استحوذوا على نصيب كبير من الأصوات في بوندي وضواح أخرى خلال انتخابات عام 2012 التي دفعت بمرشح الحزب، الرئيس فرنسوا هولاند، لمقعد الرئاسة. ومع ذلك، فإن الكثير من سكان الضواحي، وأغلبهم من المهاجرين، لا يبدون اهتمامًا بالحياة السياسية.
عن ذلك، قال أحد المشاركين بالاجتماع: «في هذه اللحظة، لا أحد يعبأ هنا حتى لو تم انتخاب الجبهة الوطنية»، في إشارة إلى حزب أقصى اليمين. وأضاف: «لقد فقدوا الأمل في هذه الحكومة».
وتسعى هذه المدونة، التي أنشئت عام 2005 أثناء أعمال الشغب التي تفشت بمختلف أرجاء فرنسا وقتها، وينشرها نوردين نابيلي، لمنح صوت للمجموعات التي تعاني في الغالب من ضعف تمثيلها في التغطية الخاصة بوسائل الإعلام الممثلة للتيار الرئيس. وتصف «بوندي بلوغ» نفسها بأنها تقوم على صحافة المواطن، وتنشر بانتظام تقارير حول قضايا سياسية واجتماعية، مع طرح كثير من الكتاب لصور وفيديوهات للحظات من حياتهم أثناء العمل أو داخل الضاحية.
ويبلغ عدد زوار المدونة شهريًا 220 ألف زائر، وفازت بعدة جوائز عن أعمالها، ويسهم الصحافيون لديها بأعمال منتظمة في إصدارات رفيعة مثل «أل» و«لوموند» و«كانال بلو» و«راديو فرانس».
بمرور السنوات، تحولت المدونة إلى مصدر ثري للخبراء والصحافيين والنشطاء المهتمين بالحياة داخل الضواحي، حسبما أوضح د.هشام دي إيدي، الباحث بجامعة كولومبيا ومؤلف كتاب «الموسيقى المتمردة»، وهو دراسة حول الحياة السياسية للشباب المسلم في أوروبا والولايات المتحدة. وأضاف خلال مقابلة أجريت معه: «تشعر المؤسسة الفرنسية بعدم ارتياح بعض الشيء تجاههم. أما السفارة الأميركية فغالبًا ما تستشير الصحافيين وتدعوهم لزيارة الولايات المتحدة. إنها تعطي صوتًا لسكان الضواحي. وينتمي غالبية الصحافيين لسكان الضواحي وهم من أبناء المهاجرين. والآن، سترسل المدونة صحافيًا لكتابة موضوع صحافي عن وحشية الشرطة في الولايات المتحدة أو حول ما إذا كان المسلمون أفضل حالا هناك».
ورغم أن المؤسسة الرسمية في فرنسا قد لا تشعر بالارتياح حيال المدونة، فإن هذا لم يمنع العديد من السياسيين من الحج إلى مكاتب «بوندي بلوغ». وعن ذلك، قال نابيلي مبتسمًا: «يتنافس السياسيون للقدوم إلى هنا، وذلك لأن وسائل الإعلام تنقل عنا كثيرًا نتيجة وجود فراغ هائل داخل هذه الضواحي نحاول نحن سده».
جدير بالذكر أنه في عام 2005 اندلعت أعمال شغب في الضواحي بعدما قتل صبيان بعد فرارهما من نقطة تفتيش شرطية. وحينها، قرر سيرغ ميشال، وهو صحافي يعمل لحساب مجلة «إبدو» السويسرية، تغطية أعمال الشغب من داخل الضواحي. وبالفعل، أسس مكتبًا في بوندي، بشمال شرقي باريس، وشرع في متابعة القصة عبر مدونة، سلمها لاحقًا لعدد من الصحافيين المحليين قبيل رحيله.
وبينما يلقى العاملون بالمدونة إشادات متكررة لعملهم، فإن هدفهم الأكبر يظل منح صوت لمن لا صوت لهم، ولا يبدون خجلا حيال التعبير عن آرائهم.
في يناير (كانون الثاني)، بدأت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية اليسارية في استضافة المدونة على موقعها، وذاعت شهرة المدونة حتى وصلت الطرف الثاني من الأطلسي. وعام 2010، حرص الممثل الأميركي، صامويل إل جاكسون على زيارة المدونة، بل واستضافت المدونة نجمة التنس الأميركية سيرينا ويليامز، الفائزة ببطولة فرنسا المفتوحة الشهر الماضي، لإعطاء دروس في التنس لأطفال المنطقة المحيطة.
* خدمة «نيويورك تايمز»



السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
TT

السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)

أكّد سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، الاثنين، أهمية توظيف العمل الإعلامي العربي لدعم قضية فلسطين، والتكاتف لإبراز مخرجات «القمة العربية والإسلامية غير العادية» التي استضافتها الرياض مؤخراً.

وشددت القمة في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على مركزية القضية الفلسطينية، والدعم الراسخ للشعب لنيل حقوقه المشروعة، وإيجاد حل عادل وشامل مبني على قرارات الشرعية الدولية.

وقال الدوسري لدى ترؤسه الدورة العادية الـ20 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب في أبوظبي، أن الاجتماع يناقش 12 بنداً ضمن الجهود الرامية لتطوير العمل المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بمشاركة رؤساء الوفود والمؤسسات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية ذات صفة مراقب.

الدوسري أكد أهمية توظيف العمل الإعلامي لدعم القضية الفلسطينية (واس)

وأضاف أن الاجتماعات ناقشت سبل الارتقاء بالمحتوى الإعلامي، وأهم القضايا المتعلقة بدور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب، وجهود الجامعة العربية في متابعة خطة التحرك الإعلامي بالخارج، فضلاً عن الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030.

وتطرق الدوسري إلى استضافة السعودية مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتصحر «كوب 16»، وقمة المياه الواحدة، وضرورة إبراز مخرجاتهما في الإعلام العربي، مؤكداً أهمية الخطة الموحدة للتفاعل الإعلامي مع قضايا البيئة.

وأشار إلى أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي، واستثمار دورها في تعزيز المحتوى وتحليل سلوك الجمهور، داعياً للاستفادة من خبرات «القمة العالمية للذكاء الاصطناعي» في الرياض؛ لتطوير الأداء.