«الاشتراكي في الجنوب»: انتهاكات الحوثيين ترتقي لمصاف جرائم ضد الإنسانية

قيادة الحزب عبرت عن شكرها للتحالف لوقوفه إلى جانب الشعب اليمني

«الاشتراكي في الجنوب»: انتهاكات الحوثيين ترتقي لمصاف جرائم ضد الإنسانية
TT

«الاشتراكي في الجنوب»: انتهاكات الحوثيين ترتقي لمصاف جرائم ضد الإنسانية

«الاشتراكي في الجنوب»: انتهاكات الحوثيين ترتقي لمصاف جرائم ضد الإنسانية

أدانت قيادة الحزب الاشتراكي في الجنوب ما وصفته بالأعمال الإجرامية المشينة التي ترتكبها ميليشيات «الحوثي - صالح» والتي ترتقي لمصاف جرائم ضد الإنسانية.
وقال بيان صادر عن قيادة «الاشتراكي» في الجنوب مساء أول من أمس إن «قيادة الحزب الاشتراكي في الجنوب تابعت باهتمام كبير الأعمال الإجرامية المشينة التي أقدمت عليها ميليشيات الحوثيين والوحدات العسكرية التابعة لصالح ونجله في مدينة عدن، والتي كانت آخرها المجزرة المروعة في مدينة المنصورة والتي طالت عددا كبيرا من المواطنين المسالمين العزل وراح ضحيتها عدد كبير من الشهداء والجرحى من بينهم أطفال ونساء وشيوخ جراء قصفهم المتعمد للأحياء السكنية الآهلة بالسكان». وأضاف أن «هذه الجرائم التي ترتقي إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية تنم عن حقدهم الدفين تجاه شعبنا الأبي في الجنوب الذي يعاني الأمرين جراء شن الحرب العدوانية عليه وغزو واجتياح أراضيه وقتل وتشريد أبنائه وفرض الحصار المقيت عليه ومنع وصول المواد التموينية من غذاء ودواء وغير ذلك وانتشار الأمراض وعلى نحو غير مسبوق، وباتت عدن والمدن الجنوبية مناطق موبوءة». ودعا البيان أيضا الرئيس عبد ربه منصور ونائبه خالد بحاح والحكومة للقيام بمسؤولياتهم تجاه الجرائم التي ترتكب بحق الشعب.
وعبرت قيادة الاشتراكي في الجنوب عن استغرابها إزاء «الصمت المريب من قبل بعض الأطراف الإقليمية والدولية حيال ما يجري لشعبنا الصامد من حرب إبادة جماعية وتدمير شامل لكل مقومات الحياة ومنع توصيل المساعدات الإغاثية إلى مستحقيها».
وأشار البيان إلى أن «قيادة الاشتراكي في الجنوب تحيي بإجلال وإكبار المقاومة الجنوبية البطلة التي قدمت قوافل من الشهداء الأبرار على مذبح الحرية والكرامة الوطنية من أجل استعادة وطننا الجنوب وبناء دولته على كامل ترابه الوطني وتقريب يوم الخلاص الوطني». ولفت إلى أن «ما يتعرض له شعبنا في الجنوب من حرب دامية على مدار الأشهر المنصرمة يمثل امتدادا متواصلا لحرب صيف عام 1994 والتي شملت كل مناطق الجنوب، ولن يستطيع ذلك أن ينال من عزائم الرجال الأبطال، ولن يثني جماهير شعبنا الثائر في الجنوب عن مواصلة النضال بإرادة قوية وحتى تحقيق النصر المبين بإذن الله». ودعا البيان «أبناء شعبنا الجنوبي في المهجر إلى تنظيم يوم واحد للتظاهر أمام سفارات الدول الخمس دائمة العضوية والمنظمات الدولية الحقوقية ومنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وتقديم المستندات والمؤيدات للجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب بحق شعبنا».
وأعرب عن شكره للأشقاء في دول التحالف لوقوفهم إلى جانب الشعب، داعيا إياهم إلى التحرك العاجل لإغاثة المواطنين الذين ترتكب بحقهم المذابح وتفتك بهم الأمراض وتحاصرهم وتنكل بهم الميليشيات الإرهابية لتحالف صالح والحوثي. وأكد أن «الرد العملي على كل المؤامرات التي تحاك ضد الجنوب وقضيته العادلة هو تحقيق مزيد من التلاحم الجنوبي وتشكيل قيادة وطنية جنوبية واعتبار الجنوب أسمى من الكل».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».