الحرزي: بطل الملاكمة الذي تحول إلى إرهابي خطير

والده: العائلة لم تطالب بجثته.. ودفنه تم بنفس مكان الحادث

الحرزي: بطل الملاكمة الذي تحول إلى إرهابي خطير
TT

الحرزي: بطل الملاكمة الذي تحول إلى إرهابي خطير

الحرزي: بطل الملاكمة الذي تحول إلى إرهابي خطير

لم تكن هناك دلائل واضحة على أن طارق العوني الحرزي بطل الملاكمة التونسي السابق سيتحول إلى أهم الرؤوس المطلوبة من قبل الإدارة الأميركية فهو متزوج من شامية وهاجر معها إلى سوريا منذ سنة 2004 وهناك تغيرت الأمور إذ قرر حينها المشاركة في محاربة الأميركيين بعد أن أطلق سراحه من السجن في عهد بن علي.
وقال والده إنه اتصل بابنه طارق هاتفيا آخر مرة يوم 10 يونيو (حزيران) الماضي ليكون ذاك الاتصال هو الأخير في حياته إذ أعلن عن مقتله بعد يوم واحد من مقتل شقيقه على العوني الحرزي قتل في ضربة جوية أميركية في 15 من يونيو في الموصل بالعراق، وشقيقه متهم بالهجوم على مجمع دبلوماسي أميركي في بنغازي في ليبيا في عام 2012.
وقرار محاربة الأميركيين الذين يسميهم «الصليبيون الغزاة» كان حاسما في التأثير على مسار حياته. ففي فترة وجيزة وبعد ظهور تنظيم داعش في العراق ثم سوريا تحول إلى أحد قياداتها المهمين فهو يعمل على جمع التبرعات وعلى تجنيد المقاتلين للتنظيم وهو من أول الإرهابيين الذين انضموا إلى تنظيم داعش.
انتقل إلى العراق في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2004 عبر سوريا وأصيب في قصف أميركي، وبترت رجله اليمنى فاستعان بساق اصطناعية. واعتقل في سجن «أبو غريب» لمدة سنة قال إنه «ذاق خلالها كل أنواع التعذيب». وأطلق سراحه سنة 2005 إلى أن قبض عليه من جديد. وتمكن سنة 2012 من الفرار من سجن تكريت والتحق بتنظيم داعش في سوريا.
وتقول التقارير الأميركية إنه: «ناقل الانتحاريين سهل عملية مرور المقاتلين الأوروبيين إلى تركيا ومن ثم إلى سوريا وتمت تسميته بأمير المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا». ووصفته بـ«أمير المفجرين الانتحاريين» الذي عمل أيضا على تنسيق وصول مليوني دولار من وسطاء ماليين بهدف استخدامها للعمليات العسكرية فقط. خصصت الولايات المتحدة الأميركية مبلغ ثلاثة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات أو يساعد في القبض عليه. أما في تونس فقد حوكم الحرزي سنة 2008 غيابيا بالسجن لمدة 24 سنة بعد اتهامه بالانتماء إلى تنظيم إرهابي. ويوجد اسمه ضمن قائمة المتهمين المطلوبين للعدالة بتهمة التورّط في جريمتي اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد في السادس من فبراير (شباط) 2013 والنائب في البرلمان التونسي محمد البراهمي الذي اغتيل في 25 يوليو (تموز) من نفس السنة.
وفيما يتعلق بجثتي ابنيه طارق وعلي العوني الحرزي، قال والدهما طارق العوني الحرزي لـ«الشرق الأوسط» إن عملية دفنهما تمت بنفس مكان الاستهداف العسكري المسلح فأحدهما دفن في العراق والثاني في سوريا. وأضاف أن عائلته لم تتصل بأية منظمة إنسانية محلية أو دولية لاسترجاعهما أو ترحيلهما إلى تونس. وعلق على موتهما بقوله إن الموت كان سيطالهما ولو كانا في تونس وليس بعيدا عنها في العراق وسوريا.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.