مصادر: أبو عياض طلب اللجوء السياسي في لندن عام 1994.. وكان مقربًا من أبو قتادة

التقى بن لادن في أفغانستان.. وأسس معسكرًا للتدريب في جلال آباد

أبو عياض زعيم جماعة أنصار الشريعة  قتل في الغارة التي استهدفت بلمختار زعيم «القاعدة في المغرب الإسلامي» («الشرق الأوسط»)
أبو عياض زعيم جماعة أنصار الشريعة قتل في الغارة التي استهدفت بلمختار زعيم «القاعدة في المغرب الإسلامي» («الشرق الأوسط»)
TT

مصادر: أبو عياض طلب اللجوء السياسي في لندن عام 1994.. وكان مقربًا من أبو قتادة

أبو عياض زعيم جماعة أنصار الشريعة  قتل في الغارة التي استهدفت بلمختار زعيم «القاعدة في المغرب الإسلامي» («الشرق الأوسط»)
أبو عياض زعيم جماعة أنصار الشريعة قتل في الغارة التي استهدفت بلمختار زعيم «القاعدة في المغرب الإسلامي» («الشرق الأوسط»)

سيف الله بن حسين المعروف باسم «أبو عياض» من مواليد 8 نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1965 في منزل بورقيبة (60 كلم شمال تونس العاصمة) انتمى إلى حركة الاتجاه الإسلامي (حركة النهضة لاحقا) منذ عقد الثمانينات من القرن الماضي وفر من تونس سنة 1987 بعد تعرضه للملاحقة الأمنية من قبل نظام بن علي، وأصدرت المحكمة العسكرية بتونس حكما غيايبا ضده بالسجن لمدة سنتين.
عند مغادرته تونس توجه إلى المغرب والتحق بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة وجدة المغربية وتزوج هناك بمغربية قبل أن يسافر إلى بريطانيا سنة 1994، وبعدها إلى أفغانستان، حيث أسس أحد معسكرات التدريب على الأسلحة، وقابل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة بمدينة قندهار الأفغانية.
ويكشف إسلاميون في لندن لـ«الشرق الأوسط» أن أبو عياض كان في لندن عام 1994، وطلب اللجوء السياسي من الحكومة البريطانية، وكان أحد المقربين من أبو قتادة السفير الروحي لابن لادن لدى أوروبا، ثم سافر إلى أفغانستان وأسس معسكرا للتدريب هناك بحدود عام 2000 في منطقة جلال آباد، خصصه للتونسيين من أعضاء «القاعدة».
وأسس في أفغانستان أيضا تنظيم جماعة المقاتلين التونسيين في جلال آباد الأفغانية وهو متهم بتنظيم عملية اغتيال القائد أحمد شاه مسعود سنة 2001.
وتمت عملية توقيفه سنة 2003 في تركيا التي سلمته إلى تونس وحوكم بنحو 43 سنة سجنا، غير أنه اعتبر سجينا سياسيا، وحصل إبان ثورة 2011 على قرار قضائي بالإفراج عنه بعد تنفيذ العفو التشريعي العام.
وأسس أبو عياض تنظيم أنصار الشريعة في تونس سنة 2011 وهو يدعو إلى إقامة إمارة إسلامية في تونس، غير أن اتهامه بتنفيذ عمليات الاغتيال السياسي سنة 2013 سارعت بإعلان حظر أنشطته في تونس منذ تاريخ 17 أغسطس (آب) من السنة نفسها.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.