الحوثيون يهددون من يعارضهم بالنفي إلى جبال مران

115 حالة انتهاك تورطوا فيها بإقليم تهامة خلال شهر

الحوثيون يهددون من يعارضهم بالنفي إلى جبال مران
TT

الحوثيون يهددون من يعارضهم بالنفي إلى جبال مران

الحوثيون يهددون من يعارضهم بالنفي إلى جبال مران

تستمر جماعة الميليشيات الحوثية في إقليم تهامة بتهديداتها ووعيدها لكل من يخالفهم إما بوضعهم في المعتقلات السرية وإخفائهم قسريا أو نفيهم إلى جبال مران، وبهذا لا يعلم مصيرهم أي شخص، كما يقومون بإلغاء أي أحكام قضائية يريدون إلغاءها أو أحكام عرفية كانت في إرث أو غيرها من الأحكام القضائية والعرفية. وقال أحد شهود العيان لـ«الشرق الأوسط» ممن هددوه بهذا الشأن: «هددتنا الجماعة إن لم نقبل برأيها أو نخالفها الرأي بأي شيء يقولونه إنهم سينقلوننا إلى جبال مران، وذلك في قضية ورث بيننا وبين أقارب لنا، وبعدما أوصلناها إلى المحكمة، قبل تدخل الجماعة بيننا، كان هناك من أقاربنا من هم موالون لجماعة الحوثي واستعانوا بهم». وأضاف: «وعند اللقاء بهم وتشكيل لجان، بحسب قولهم إنها لجان وبتدخل من المكتب السياسي، وإعطائهم مقابل مالي لحل المشكلة بيننا وتقسيم الإرث، قالوا أعطونا الأحكام السابقة والأوليات وأعطيناهم إحكام قضائية وأيضا أحكام عرفية وفيها بصمات الإبهام وختومات وشهود وكل شيء، إلا أنهم رفضوا ذلك وقالوا هذه الأحكام لا تنفعنا وهي أحكام من النظام السابق، وهذا الأخير كان فاسدا، إما قاضيا أو محكما، وان لم نقبل بأنهم سيذهبون بنا إلى جبال مران وهو ما يجعلنا نخشى وقوع أي مصيبة لا قدر الله، لأننا نعلم نياتهم الخبيثة، ويجعلنا نوافق، ومع ذلك أننا أعطيناهم المال إلا أن القضية لم تحتل حتى وقتنا الراهن منذ أكثر من شهر وكل ما يريدونه هو المال».
من جهتها، انتقدت منظمات المجتمع المدني والمقاومة الشعبية في إقليم تهامة غرب اليمن استمرار جماعة الحوثي المسلحة وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في ارتكاب المزيد من الانتهاكات ضد المواطنين العُزل في إقليم تهامة، وسجل في المقابل تحالف رصد بالحديدة تورط المسلحين الحوثيين والموالين لهم من جماعة الرئيس السابق صالح 115 حالة انتهاك لحقوق الإنسان في إقليم تهامة خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي. وأكدت المقاومة الشعبية التهامية أن جماعة الحوثي المسلحة والمتحوثين الموالين لهم زادوا من عمليات الانتهاكات ضد المواطنين من قتل في محطات الوقود والنقاط الأمنية ومنازلهم، أيضا، وكل من يشتبه فيهم، في حين أيضا أنها «كثفت عملياتها لملاحقة واعتقال جميع المناوئين لها والمؤيدين للشرعية ومن تشتبه في انتمائهم للمقاومة الشعبية التهامية».
وبحسب نشرة أعدها «تحالف رصد بالحديدة»، فإن جماعة الحوثي المسلحة والقوات الموالية من جماعة الرئيس السابق علي صالح، تورطت في ارتكاب 115 حالة انتهاك لحقوق الإنسان للمواطنين العُزل في إقليم تهامة في يونيو الماضي في الإقليم، وتوزعت هذه الانتهاكات كالتالي: 18 حالة قتل، و39 حالة اختطاف، و23 حالة انتهاك جسدي بحق أشخاص، و2 تهديد، وحالتي استيلاء على ممتلكات، و13 حالة اقتحام ممتلكات، و6 حالات نهب ممتلكات، و4 حالات مصادرة حرية التعبير كمسيرات ووقفات احتجاجية، وحالة اقتحام مؤسسة إعلامية، وحالة نهب مؤسسة إعلامية، و5 حالات التدخل في مهام سلطات الدولة، وحالة تدخل في مهام الدولة نقاط تفتيش. بالإضافة إلى العقوبات الجماعية التي تمارسها جماعة الحوثي المسلحة بحق أبناء إقليم تهامة تتمثل في استمرارها بقطع الكهرباء على الكثير من المديريات ومدينة الحدية وانعدام الماء والمشتقات النفطية واستمرارها في احتجاز واختطاف العشرات من الناشطين السياسيين ورفض الإفراج عنهم.
وكان المسلحون الحوثيون والموالون لهم قد تورطوا في شهر مايو (أيار) الماضي، بحسب نشره أعدها «صوت المقاومة» بـ316 حالة انتهاك لحقوق الإنسان في إقليم تهامة.
من جهة أخرى، اتهم أبناء مديرية الشاهل بمحافظة حجة، التابعة لإقليم تهامة، المسلحين الحوثيين بالزج بأطفالهم في معاركها التي تخوضها في البلاد، وقال أحد أبناء الشاهل لـ«الشرق الأوسط»، إن «جماعة الحوثي مستمرة في زج أطفالنا في معاركها العبثية التي تخوضها في المدن والمحافظات اليمنية لتجعلهم وقودا لحربها في كل مكان وهي تعلم أنهم لن يعودوا من معاركها وأنها خاسرة».
وتستمر المقاومة الشعبية التهامية في ملاحقة المسلحين الحوثيين والموالين لهم في جميع مدن ومحافظات الإقليم في حين أكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن «مسلحي المقاومة دمروا ناقلة عسكرية كان على متنها دبابات وأفراد من ميليشيات الحوثي أمام المعهد المهني في مديرية الخوخة بالحديدة وأنباء عن سقوط قتلى وجرحى بصفوف الحوثيين».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.