إدانة عربية ودولية للحادث الإرهابي في سيناء.. وجلسة طارئة للجامعة العربية اليوم

رئيس الوزراء اللبناني: قوى الشر لم تراع حرمة شهر رمضان ونعلن تضامننا مع مصر

حاملة دبابات مصرية تتجه إلى منطقة العريش في سيناء لدعم قوات الجيش ضد الجماعات المتطرفة (أ.ب)
حاملة دبابات مصرية تتجه إلى منطقة العريش في سيناء لدعم قوات الجيش ضد الجماعات المتطرفة (أ.ب)
TT

إدانة عربية ودولية للحادث الإرهابي في سيناء.. وجلسة طارئة للجامعة العربية اليوم

حاملة دبابات مصرية تتجه إلى منطقة العريش في سيناء لدعم قوات الجيش ضد الجماعات المتطرفة (أ.ب)
حاملة دبابات مصرية تتجه إلى منطقة العريش في سيناء لدعم قوات الجيش ضد الجماعات المتطرفة (أ.ب)

أدانت عدة دول عربية ودولية الحادث الإرهابي الذي وقع في سيناء أمس، فيما يتوقع أن تعقد الجامعة العربية جلسة طارئة اليوم لبحث الأوضاع، بطلب من مصر.
وأدانت الولايات المتحدة «بشدة» الهجمات الإرهابية. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي تيد برايس: «نعرب عن خالص تعازينا لأسر المتوفين وللحكومة المصرية والشعب المصري ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين».
وأضاف: «الولايات المتحدة تقف (بحزم) مع مصر وسط موجة الهجمات الإرهابية التي أصيبت بها البلاد، وفي سياق شراكتنا طويلة الأمد فإننا سوف نساعد مصر في التصدي لهذه التهديدات التي تواجه أمنها».
وعبرت الحكومة البريطانية عن استيائها للهجوم الإرهابي الذي وقع صباح أمس في شمال سيناء، وقال وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا توباياس إلوود في بيان للخارجية البريطانية «أدين الاعتداءات الإرهابية الشنيعة التي وقعت في شمال سيناء وأدت إلى سقوط عدد كبير من الجنود المصريين، وأتوجه بالتعازي والمواساة لأهالي كافة الضحايا». كما بعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ببرقية تعزية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته لضحايا الهجمات الإرهابية التي استهدفت عددا من نقاط التفتيش التابعة للجيش المصري في سيناء وأسفرت عن استشهاد العشرات من الجنود ورجال الشرطة وإصابة آخرين.
وأعربت إيطاليا عن إدانتها للاعتداء الإرهابي الذي وقع أمس على عدد من أكمنة الجيش بالشيخ زويد ورفح، مؤكدة وقوفها إلى جانب مصر «حكومة وشعبا» في مواجهة الاعتداءات الإرهابية التي وصفتها بـ«الخطيرة». وأعربت وزارة الخارجية الإيطالية، في بيان أصدرته أمس، عن مواساتها للقيادة والحكومة والشعب المصري، مشددة على أن مصر «ركيزة للاستقرار في المنطقة».
وقال مصدر رسمي لبناني إن رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام ندد بالهجمات التي تعرض لها الجيش المصري في سيناء، وقال: «غداة العمل الإرهابي الذي استهدف النائب العام هشام بركات في قلب القاهرة، امتدت يد الإرهاب مجددا إلى مواقع الجيش المصري في سيناء، في سلسلة اعتداءات بغيضة تظهر إصرار قوى الشر على ضرب أمن مصر وزعزعة استقرارها». وتابع سلام قائلا: «إن هذه الجرائم التي لم تراع حرمة شهر رمضان المبارك وتتنافى مع كل القيم والمبادئ، تؤكد حجم الاستهداف الإرهابي لمصر التي تخوض معركة النهوض والتنمية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها، والحاجة إلى بذل كل الجهود للتصدي لظاهرة الإرهاب والقضاء عليها». وقال: «إننا نعلن تضامننا مع مصر وشعبها في هذه اللحظة الحزينة، ونؤكد ثقتنا بقدرة المصريين، قيادة وجيشا وشعبا، على تخطي هذه المحنة وإعادة مصر واحة أمن وأمان لأبنائها وجميع أشقائها».
وأدانت منظمة «التعاون الإسلامي» الاعتداءات الإرهابية على مواقع عسكرية شمال سيناء، وأعرب الأمين العام للمنظمة، إياد أمين مدني عن تضامن المنظمة الكامل مع الحكومة المصرية والشعب المصري في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه، مؤكدا ثقته بأن هذه الأعمال الإجرامية لن تزيد مصر حكومة وشعبا إلا إصرارا على محاربة الإرهاب واستئصاله وتحقيق الآمن والاستقرار.
وأعرب الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية عن أدانته الشديدة للهجمات الإرهابية التي استهدفت مواقع للقوات المسلحة والشرطة المصرية في محافظة شمال سيناء، وأدت إلى سقوط الكثير من الجنود والمدنيين الأبرياء. واعتبر الأمين العام في بيان له اليوم أن تلك الهجمات والعمليات الإرهابية الإجرامية ستزيد من عزيمة الشعب المصري وحكومته على المضي قدمًا في التصدي لأنشطة هذه الجماعات الإرهابية وما تحمله من أفكار هدامة تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في جمهورية مصر العربية. وأعرب الأمين العام عن خالص العزاء والمواساة لأسر الشهداء، ومتمنيًا الشفاء العاجل للمصابين.
إلى ذلك، طلب السفير طارق عادل مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية أمس الأربعاء رسميا عقد اجتماع لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين في دورة طارئة غير عادية من أجل بحث الاعتداءات الإرهابية التي وقعت في شمال سيناء.
وقال السفير طارق عادل - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية - إنه من المقرر أن يعقد هذا الاجتماع اليوم (الخميس) بناء على طلب مصر بمقر الجامعة العربية. وأضاف أنه من المنتظر أن يصدر في ختام الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة بيان يدين هذه العلميات الإرهابية ويعرب عن المساندة والتضامن الكاملين مع مصر حكومة وشعبا والإجراءات والتدابير التي تتخذ لمواجهة هذه العمليات الإرهابية.
أدانت الحكومة الأردنية بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف نقاط عسكرية في محافظة شمال سيناء في مصر. وجدد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، في بيان تضامن الأردن مع الحكومة والشعب المصري في مواجهة الإرهاب والعنف الأعمى والذي يستهدف المساس بأمن وسلامة واستقرار مصر الشقيقة. وأكد موقف الأردن الحازم والثابت في رفض كل أعمال العنف والإرهاب بجميع أشكالها ومظاهرها وأيا كانت دوافعها ومصادرها ومنطلقاتها والذي بات يستشري بين قوى الظلام والتطرف التي تستبيح الأرواح والممتلكات، ولا تراعي حرمة الدين والإنسانية والقيم والأخلاق.
ودعا المومني كل الدول والنخب إلى أن يقولوا كلمتهم في وجه هذا الظلام الأسود لزيادة درجة الوعي بأخطاره وشروره. وقدم التعازي للحكومة المصرية والشعب المصري الشقيق ولأسر الضحايا، وتمنى للجرحى والمصابين الشفاء العاجل.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.