وزير مغربي: ظهور «داعش» أثر على السياحة في البلاد

حداد قال إنها شهدت تراجعًا في عدد السياح الفرنسيين والإيطاليين

وزير مغربي: ظهور «داعش» أثر على السياحة في البلاد
TT

وزير مغربي: ظهور «داعش» أثر على السياحة في البلاد

وزير مغربي: ظهور «داعش» أثر على السياحة في البلاد

أقر لحسن حداد، وزير السياحة المغربي، أمس بتأثير الأحداث الإرهابية التي شهدتها بعض الدول على مداخيل السياحة في البلاد، وقال إن ظهور تنظيم داعش وأحداث «شارلي إيبدو» بباريس «كان لها تأثير كبير على تراجع عائدات السياحة، لا سيما بالنسبة للأسواق التقليدية مثل فرنسا وإيطاليا».
وأوضح حداد، الذي كان يتحدث أمس في الجلسة العامة الأسبوعية المخصصة للأسئلة بمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) أنه «بقدر ما نأسف على الأحداث الإرهابية في تونس ودول أخرى ونتضامن معها، إلا أنه ينبغي تجنب الخلط بين المغرب ودول أخرى، لأن المغرب بلد آمن ومطمئن وبلد الانفتاح والتسامح، وعلى جميع المغاربة الدفاع عن هذه القيم».
وقلل الوزير المغربي من حجم التراجع الذي عرفته السياحة في بلاده، بقوله إن القطاع لم يصل إلى مرحلة العجز أو الفشل كما وصفه بعض النواب، مشددا على أنه «لو كان هناك عجز في القطاع لما بلغنا 10 ملايين سائح، وهي المرة الأولى التي يحقق فيها المغرب هذا العدد»، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه سجل خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة الحالية انخفاضا بنسبة 1.5 في المائة فقط، لا سيما بالنسبة للأسواق التقليدية كفرنسا التي سجلت انخفاضا بنسبة 8 في المائة، وإيطاليا بنسبة 7 في المائة. ومقابل ذلك، قال حداد إن المغرب سجل ارتفاعًا مهمًا على مستوى السوق الألمانية بنسبة 18 في المائة، وإنجلترا 16 في المائة، وإسبانيا 2 في المائة.
يذكر أن وزارة الخارجية الفرنسية كانت قد حذرت الفرنسيين من زيارة المغرب باعتباره من الوجهات غير الآمنة، وهو ما رفضه المغرب بشدة، وكشف تقرير للنقابة الفرنسيين لمهنيي الأسفار عن تراجع عمليات حجز الفرنسيين في المغرب بنسبة 60 في المائة خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، مقارنة بشهر يناير 2014، كما تراجعت نسبة العائدات بنحو 63 في المائة.
ولإبراز دعم الحكومة للقطاع، قال حداد إنه رغم الظرفية الحالية فإنه لم يغلق أي خط جوي، بل افتتح خط جديد يربط بين مدريد وورزازات، كما أضيف 200 خط جوي خارج الدار البيضاء والرباط، بالإضافة إلى الدينامية التي تعرفها مدينة مراكش على مستوى الخطوط الجوية.
ودعا الوزير المغربي إلى مراعاة الظرفية الحالية، مشيرا إلى وجود خلط في أذهان السياح ما بين الدول، وقال إن السياح الفرنسيين لم يحجموا عن زيارة المغرب فقط، بل أيضا تونس ومصر وتركيا لأن القاسم المشترك بين هذه الدول هو أنها دول إسلامية. كما دعا إلى توظيف الاستقرار السياسي الذي ينعم به المغرب في مجال السياحة.
وأثار نواب من المعارضة قضية متابعة فتاتين بسبب لباسهما بمدينة انزكان في الجنوب وتأثيرها على السياحة، ورد حداد على أن «مثل هذا السلوك مرفوض وينبغي التصدي له حتى لا يؤثر على صورة المغرب المنفتح والمتعدد».
ووضع المغرب رؤية 2020 لدعم السياحة، حيث يطمح لأن يصبح ضمن الوجهات العالمية العشرين المفضلة للسياح. كما يسعى من خلال هذه الرؤية إلى مضاعفة الطاقة الإيوائية بإحداث 200 ألف سرير جديد، من بينها 150 ألف سرير فندقي، و50 ألفا في مؤسسات مماثلة، كما يطمح إلى مضاعفة عدد السياح الوافدين من خلال مضاعفة الحصة من الأسواق الأوروبية الرئيسة، وجذب مليون سائح من الأسواق النامية.
ويتطلع المغرب من خلال هذا المشروع إلى توفير 470 ألف منصب شغل جديد مباشر من أجل توظيف قرابة مليون مغربي بنهاية العشرية الخالية، والرفع من العائدات السياحية من أجل بلوغ 140 مليار درهم (16.6 مليار دولار) في 2020.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.