حزب بارزاني يتحفظ على اتفاق بين الاتحاد الوطني وميليشيات الحشد الشعبي في ديالى

أكد عدم جواز التفاوض على «الأراضي الكردستانية».. والمكون السني اعترض على استبعاده

حزب بارزاني يتحفظ على اتفاق بين الاتحاد الوطني وميليشيات الحشد الشعبي في ديالى
TT

حزب بارزاني يتحفظ على اتفاق بين الاتحاد الوطني وميليشيات الحشد الشعبي في ديالى

حزب بارزاني يتحفظ على اتفاق بين الاتحاد الوطني وميليشيات الحشد الشعبي في ديالى

أعلنت اللجنة الأمنية في محافظة ديالى أمس أن الاتفاق الذي توصلت إليه المحافظة وميليشيات الحشد الشعبي مع قوات البيشمركة سيساهم في عودة الأمن والإعمار إلى المحافظة، مبينة أنه بحسب الاتفاق سيتم تشكيل قوات مشتركة من الجانبين لمسك الأرض وإعادة من تبقوا من النازحين إلى مناطقهم التي تركوها بسبب سيطرة تنظيم داعش عليها الصيف الماضي.
وأوضح صادق الحسيني، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى والمشرف على ميليشيات الحشد الشعبي فيها، لـ«الشرق الأوسط» أن الاتفاق مع قوات البيشمركة أبرم قبل يومين خلال لقاء بينهما عقد في معسكر أشرف في محافظة ديالى بحضور هادي العامري الأمين العام لمنظمة بدر والمشرف على ميليشيات الحشد الشعبي. وأضاف أن الاتفاق ينص على تولي ميليشيات الحشد الشعبي مهام إدارة نقطة تفتيش كوباشي (10 كلم شرق جلولاء) وانسحاب قوات البيشمركة إلى النقاط التي كانت توجد فيها قبل اجتياح تنظيم داعش لجلولاء، وتسليم الملف الأمني في جلولاء والسعدية إلى قيادة الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي بالتنسيق مع البيشمركة، وتشكيل قوات مشتركة لتطهير المناطق المشتركة من مسلحي تنظيم داعش.
وتابع الحسيني: «من الملفات المهمة التي بحثت خلال اللقاء تأمين هذه المناطق لضمان عودة النازحين وتطهيرها من العبوات الناسفة والأنقاض وتوفير الخدمات وإشغال الوزارات المعنية بهذه المسؤوليات، وتبني قوائم النازحين وتوقيعها من كل الوكالات الأمنية لضمان عدم عودة مجرم واحد من (داعش) أو ممن تلطخت أياديهم بدماء العراقيين»، مبينا بالقول: «أُعيدَت (13) ألف عائلة نازحة لمناطق المحافظة المختلفة من أصل (30) ألف عائلة نازحة، أما الباقي فمنهم من عاد واضطر إلى النزوح مرة أخرى بسبب انعدام الخدمات، ومنهم من ينتظر انتهاء العملية التربوية بالكامل، لذا نعتقد أنه بعد شهر رمضان ستشهد ناحيتا السعدية وجلولاء والمناطق الأخرى عودة كبيرة للنازحين إليها».
وعن شكاوى المكون السني في المحافظة من إبعادهم عن الاتفاق، قال الحسيني: «هذا الكلام غير صحيح، نحن لم نمثل الجانب الشيعي في الاجتماع، بل كنا ممثلين عن الجانب العربي في محافظة ديالى، ومحمود سنكاوي (القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني)، مسؤول محور البيشمركة، وإدارة قضاء خانقين كانا ممثلين عن الجانب الكردي، وستتبع هذا الاتفاق العسكري اتفاقيات أخرى، هذا بالإضافة إلى أن هذه المناطق مناطق سنية، إذن فكيف لا يُشرك الجانب السني فيها، فما جرى وثق العلاقات وهدأ الأمور، والجهود تسير باتجاه بناء المحافظة، ولن تكون هناك حساسية بعد اليوم».
وشهدت ناحيتا السعدية وجلولاء المتنازع عليهما بين أربيل وبغداد، بعد تحريرهما من تنظيم داعش نهاية العام الماضي، تدهورا ملحوظا، إذ طالبت قوات البيشمركة الميليشيات الشيعية بالانسحاب من المنطقة عدة مرات، واندلعت في 11 يونيو (حزيران) الحالي اشتباكات بين الجانبين إثر حفر قوات البيشمركة لخندق في منطقة مرجانة واستمرت هذه الاشتباكات إلى حين تدخل قادة الطرفين الميدانيين، وجلس الجانبان إلى طاولة الحوار في اجتماع مشترك لم يعلن عن نتائجه في ذلك الوقت.
بدوره، قال اللواء الركن إسماعيل الزهاوي، منسق العلاقات بين وزارة البيشمركة ووزارة الدفاع العراقية في المناطق المتنازع عليها، لـ«الشرق الأوسط»: «لم تكن هناك أي اتفاقية، بل لقاء بين الطرفين لمناقشة بعض النقاط، منها كيفية توفير الأمن لنواحي جلولاء والسعدية وقَرتبة ومنطقة كوباشي، وفتح طريق (إمام ويس) الرابط بين بغداد وخانقين، وأكد الوفد الكردي أنه لا مانع لديه من عودة النازحين إلى هذه المناطق، ويجب أن تشكل محافظة ديالى لجنة لإعادة الماء والكهرباء والخدمات الأخرى والدوائر الرسمية إلى هذه المناطق»، مضيفا أن «الجانب الكردي شدد على نقطة واحدة وهي تشكيل لجنة أمنية من الجانبين وإصدار بطاقة معلومات للعائدين والتأكد من عدم تلطيخ أياديهم بدماء الأبرياء، كذلك تم الحديث عن سحب قوات البيشمركة وميليشيات الحشد الشعبي من مركز ناحية جلولاء، وتشكيل شرطة جلولاء على أن يكون مدير الشرطة من الجانب الكردي، وأن يكون مدير الناحية عربيا لكن يتم تعينه بموافقتنا ونحن من سيرشحه». وتابع: «بعد أن تمسك قوات الآسايش (الأمن الكردي) والشرطة الأرض في جلولاء وعندما تتمكن من توفير الأمن فيها، حينها ستنسحب قوات البيشمركة إلى أطرافها». وبالنسبة إلى ناحيتي السعدية وقرتبة، أكد زهاوي: «طلبنا دخول قوة من البيشمركة إلى داخل ناحية السعدية، لكن لم نحصل على رد حول هذا الموضوع، وسيكون هناك اجتماع آخر بين الجانبين بعد نحو 10 أيام».
من جهته، بيّن عامر رفعت، مسؤول اللجنة المحلية للحزب الديمقراطي الكردستاني في ناحية جلولاء لـ«الشرق الأوسط»: «نحن في الحزب الديمقراطي الكردستاني والأطراف الكردستانية الأخرى ليس لنا أي علم بهذه الاجتماعات والاتفاقية بين قوات البيشمركة وميليشيات الحشد الشعبي، فالاتحاد الوطني الكردستاني عقد لحد الآن أربعة اجتماعات مع الحشد الشعبي لم يبلغنا لو لمرة بهذه الاجتماعات، وهذه الاتفاقية لا تصب في مصلحة الشعب الكردي». وتساءل رفعت: «لماذا نتفاوض على أراضينا؟ فجلولاء والسعدية ومناطق حوض حمرين مناطق كردستانية، في إطار المادة (140) من الدستور العراقي، وهذه المناطق ليست بحاجة إلى ميليشيات حشد الشعبي، لأن قوات البيشمركة هي التي تحميها وهي قادرة على ذلك بجدارة». وأضاف أن المنطقة «لا تزال تشهد تحركات لتنظيم داعش وقوات البيشمركة هي الوحيدة القادرة على القضاء على التنظيم في هذه المنطقة، أما عودة القوات العراقية إلى هذه المنطقة يعني العودة إلى المربع الأول، وانسحاب قوات البيشمركة من هذه المناطق يعني انتهاء هذه المناطق».
بدورها انتقدت عضو مجلس محافظة ديالى عن كتلة العراقية، نجاة الطائي، استبعاد المكون السني في محافظة ديالى من الاجتماع، واصفة إبعاد السنة من هكذا اجتماعات من الناحية السياسية بالنقطة السلبية، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «كمكون سني في محافظة ديالى لم يكن لنا أي علم بهذا الاتفاق، في حين أنه كان من المفروض حضورنا فيه، لكن في الوقت ذاته وبغض النظر عما جرى من تهميش لنا، نحن نبارك في كل خطوة تهدف إلى خدمة أبناء محافظة ديالى، وخصوصا النازحين، وتساهم في عودتهم إلى مناطقهم».



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.