العبادي والجبوري يحثان الأميركيين على تفهم خطر «داعش» العالمي

أبلغا وفدًا من الكونغرس بحاجة العراق إلى مزيد من الدعم

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي
TT

العبادي والجبوري يحثان الأميركيين على تفهم خطر «داعش» العالمي

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي

أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن خطر تنظيم داعش بات عالميا، داعيا دول العالم إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات الهادفة إلى إيقاف تجنيد الإرهابيين وتمويلهم. وعلى خلفية الهجمات الأخيرة التي وقعت يوم الجمعة الماضي في كل من الكويت وتونس وليون بفرنسا، بحث وفد من الكونغرس الأميركي تنامي خطر تنظيم داعش مع كل من رئيسي الوزراء حيدر العبادي والبرلمان سليم الجبوري.
وقال مكتب العبادي في بيان أمس إن رئيس الوزراء «بحث مع وفد الكونغرس الأوضاع السياسية والأمنية في العراق والمنطقة والتطورات الميدانية للحرب ضد عصابات (داعش) الإرهابية لتحرير بقية المناطق ودعم المجتمع الدولي للعراق وزيادة التسليح إضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية». ونقل البيان، عن العبادي قوله إن «إرهاب عصابات (داعش) الإرهابية خطر عالمي يحتاج إلى المزيد من الجهد والدعم الجوي»، مشددا على ضرورة «العمل الجدي لإيقاف تجنيد الإرهابيين وتمويلهم». وأشار إلى «إننا مع حربنا على الإرهاب فإننا نحارب الفساد الإداري والمالي وبدأنا بخطوات من ضمنها تبسيط الإجراءات في دوائر الدولة».
في السياق نفسه، أكد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري وخلال لقاء مماثل مع وفد الكونغرس الأميركي أن «العراق يخوض حربًا من نوع آخر بين من يريد له أن يستقر ويحافظ على وجوده ومؤسساته الديمقراطية ومن يريد أن يقوض وجوده سواء أكان ذلك ظاهريًا أم في الخفاء»، مشيرا إلى أن البلد بحاجة إلى دعم دولي يضاف إلى جهده الوطني. وقال الجبوري في بيان صدر عن مكتبه إنه «جرى خلال اللقاء استعراض مفصل لجملة من الملفات السياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى الجانب الأمني خصوصا في المحافظات التي يحتلها (داعش)». وأضاف الجبوري أن «العراق يخوض معركة كبيرة مع عدو يمتلك إمكانات واسعة وهو بحاجة إلى دعم دولي يضاف إلى جهده الوطني خصوصا مع وجود ملايين النازحين والمهجرين جراء الأحداث التي شهدها والوضع الخطير الذي خلفته».
وتابع الجبوري أن «المصالحة الوطنية ليست شعارات، وإنما هي إجراءات على أرض الواقع يلمس المواطن آثارها»، موضحا أن أبرز التحديات التي تواجه العراق اليوم تكمن في إيصال رسائل إلى جميع العراقيين بأن الدولة «تحميهم وتشركهم في القرار وإنها تتعامل معهم وفق هويتهم العراقية وذلك من خلال سلوكها وممارساتها وإجراءاتها».
يذكر أن مستوى الدعم الأميركي للعراق مثار جدل سياسي في العراق. ففي الوقت الذي يرى فيه رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية والقيادي البارز في التيار الصدري، حاكم الزاملي، أن «الدعم الأميركي للعراق مثار شكوك من قبلنا لا سيما أننا نملك معلومات وأدلة بشأن دعم الأميركيين لتنظيم داعش»، فإن عضو البرلمان العراقي عن التحالف الوطني (كتلة المواطن) سليم شوقي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الدعم الأميركي للعراق ضعيف رغم قيادتها للتحالف الدولي في مواجهة داعش تنظيم الإرهابي في العراق ووجود اتفاقية استراتيجية بين بغداد وواشنطن». وأشار إلى أن «الطلعات الجوية لطيران التحالف الدولي لم تكن مركزة على أوكار تنظيم داعش الإرهابي ولم نلمس تلك الجدية والرغبة لدى واشنطن في مساعدة العراق فضلا عن عدم امتلاكها سلطة القرار السليم والموحد من خلال تخبطها في اتخاذ القرارات وآخرها ما حصل بشأن تسليح الكرد من دون المرور بالحكومة المركزية».
في السياق نفسه، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية عن ائتلاف دولة القانون، إسكندر وتوت، أن «العراق لا يزال يعتمد في الغالب على طاقات أبنائه الذاتية لا سيما أن الدعم الأميركي لنا لم يكن بالمستوى المطلوب رغم وعود التسليح المبرمة معهم ومن بينها أسلحة متطورة لكنها لم تأت إلى العراق حتى الآن».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.