مسؤول كردي: «داعش» يعدم أحد أبرز قادته في الموصل بسبب خلافات مالية

بارزاني لوفد أميركي: الشعب الكردي بحاجة إلى المزيد من الأسلحة للدفاع عن نفسه

مسؤول كردي: «داعش» يعدم أحد أبرز قادته في الموصل بسبب خلافات مالية
TT

مسؤول كردي: «داعش» يعدم أحد أبرز قادته في الموصل بسبب خلافات مالية

مسؤول كردي: «داعش» يعدم أحد أبرز قادته في الموصل بسبب خلافات مالية

أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، أمس، أن الشعب الكردي بحاجة إلى المزيد من الأسلحة للدفاع عن نفسه لأنه يعيش في منطقة يكثر فيها التهديدات، بينما ذكر مسؤول كردي، أن تنظيم داعش أعدم أمس أحد قياديه ويدعى (عثمان أبو حفصة) بسبب خلافات داخلية بين صفوف التنظيم في الموصل.
وقال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس خلال لقائه وفدا مشتركا من مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين يزور الإقليم حاليا، إن «شعب كردستان يحتاج للمزيد من الأسلحة للدفاع عن نفسه ووجوده لأن هذا الشعب يعيش في منطقة تكثر فيها التهديدات ويكثر فيها التطرف بشكل مستمر». وعن الوضع في مدينة الموصل بعد حرب «داعش»، بين رئيس الإقليم، أن «هذه المدينة وبحكم وجود الكثير من القوميات والأديان والطوائف فيها من الضروري أن تكون صيغة العيش فيها بشكل تكون جميع مكوناتها ضامنة لمستقبلها ويكونون مشاركين في تقرير مصيرهم».
من ناحية ثانية، قال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، لـ«الشرق الأوسط»، إن تنظيم داعش أعدم أحد أعضاء ما يسميه «مجلس شورى ولاية الموصل»، مضيفا أن المدعو «عثمان أبو حفصة» الذي أعدمه التنظيم هو عراقي الجنسية، وكان أحد أبرز قياديي «داعش» في الموصل ووجهت له قيادة التنظيم «تهمة التآمر وتم تنفيذ الحكم فيه في معسكر الغزلاني (غرب الموصل)»، مشيرا إلى أن سبب إعدام أبو حفصة يعود إلى خلافات بين مسلحي التنظيم حول توزيع المناصب والأموال والتي تسببت فيما مضى بمواجهات بين عناصر التنظيم.
وكشف مموزيني أيضا عن أن 194 شخصا من أهالي الموصل توفوا خلال المدة القليلة الماضية إثر سوء التغذية والمجاعة التي تعصف بالمدينة التي يسيطر عليها تنظيم داعش منذ أكثر من عام، مبينا أن أكثر الوفيات كانت في صفوف الأطفال وكبار السن والنساء، مستدركا بالقول: «70 في المائة من أهالي الموصل لا يجدون شيئا آخر يأكلونه سوى الخبز والشاي، لعدم امتلاكهم المال لشراء الأغذية من الأسواق». وتابع مموزيني أن تنظيم داعش اعتقل أمس 32 امرأة من الموصل وأعدم ستا منهن فورا لعدم موافقتهن على ممارسة «جهاد النكاح» مع مسلحيه.
ميدانيا، أعلن مموزيني أن قوات البيشمركة «تصدت لهجوم شنه مسلحو (داعش) على مواقعها في محور بعشيقة (شرق الموصل)، حيث قتل في الهجوم أكثر من تسعة مسلحين من (داعش) وأصيب العشرات منهم، فيما لاذ الآخرون بالفرار تاركين وراءهم كميات كبيرة من الأسلحة والأعتدة، ودمرت قوات البيشمركة ثلاث سيارات تابعة للتنظيم استخدمها أثناء الهجوم».
بدوره، قال العقيد دلشاد مولود، الناطق الرسمي لقيادة قوات بيشمركة الزيرفاني (النخبة)، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات بيشمركة الزيرفاني وبالتنسيق مع طيران التحالف الدولي عجلة من نوع (هامر) كانت تحمل مدفعا رشاشا تابعة لتنظيم داعش في مرتفعات بادوش المقابلة لمنطقة آسكي الموصل (غرب محافظة نينوى)»، مضيفا أن المسلحين الذين كانوا على متن العجلة قتلوا جميعا، دون أن يكشف عن عددهم.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.