الحكومة السودانية والحركة الشعبية تتبادلان الاتهامات بالتسبب في انهيار المفاوضات

المتحدث باسم وفد المعارضة لـ {الشرق الأوسط}: الخرطوم «متعنتة» في مواقفها

ارشيفية
ارشيفية
TT

الحكومة السودانية والحركة الشعبية تتبادلان الاتهامات بالتسبب في انهيار المفاوضات

ارشيفية
ارشيفية

أعلنت الحركة الشعبية في السودان انهيار مفاوضاتها المباشرة مع وفد الحكومة السودانية بعد أربعة أيام من بدايتها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، محملة وفد الخرطوم مسؤولية ذلك بسبب ما وصفته بـ«التعنت» ورفض إيصال المعونات الإنسانية لمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان اللتين تشهدان حربا منذ أكثر من عامين بين القوات الحكومية والجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية.
وفشل الطرفان في التوصل إلى اتفاق خلال جولات تفاوضية متقطعة آخرها في أبريل (نيسان) الماضي، ووضح أن مواقف الطرفين متباعدة منذ بدء الجولة، لكن رئيس الآلية الرفيعة التابعة للاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي طلب إعطاءه فرصة في محاولة أخيرة لإنقاذ هذه الجولة من الانهيار.
وقال مبارك أردول، المتحدث باسم وفد الحركة في أديس أبابا، لـ«الشرق الأوسط» إن «المفاوضات المباشرة انهارت بين الوفد وممثلي الحكومة السودانية برئاسة الدكتور إبراهيم غندور، مساعد الرئيس السوداني عمر البشير»؛ لكنه لم يشر إلى أن وفده سيغادر مقر المفاوضات بصورة نهائية، محملا الوفد الحكومي مسؤولية انهيـــار الجولـــة التي بــــدأت الخميس الماضي.
وأضاف أردول أن «المفاوضات، التي استمرت قرابة 20 دقيقة، انهارت بسبب تعنت الوفد الحكومي ورفضه توصيل المعونات الإنسانية لمنطقتي النيل الأزرق وجبال النوبة، وتمسك الخرطوم بأن تصل المساعدات عبر الآليات التي تسيطر عليها.. وهذا الموقف يتناقض تماما مع قرارات مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي. الخرطوم ترفض حلا عادلا وشاملا للأزمة، وتتمسك بإبعاد القوى السياسية والمجتمع المدني وتقدم حلا جزئيا مع الحركة الشعبية، وتسعى إلى تجميد الحرب في النيل الأزرق وجبال النوبة، لكن تريد استمرارها في دارفور وشمال كردفان».
وكشفت مصادر قريبة من المفاوضات لـ«الشرق الأوسط» عن لقاءات مكثفة عقدها مبيكي بين وفدي الطرفين في محاولة أخيرة لإنقاذ التفاوض من الانهيار، وقالت: إن مبيكي طلب من رئيسي الوفدين فرصة حتى يقوم ببلورة الموقف بعد اطلاعه على رؤيتهما، وشدد على أنه يرفض بشدة أن تنهار هذه الجولة، خاصة بأن هناك زخما إقليميا ودوليا لإنجاحها.
من جهته، اتهم وفد الحكومة السودانية، في بيان نشرته وكالة الأنباء السودانية الرسمية، وفد الحركة الشعبية بانتفاء الجدية. وذكر البيان أن الوفد الحكومي قدم ورقتين، إحداهما تتعلق بالمنهج الإجرائي، والأخرى بالرؤية الشاملة لحل القضية المستندة إلى المقترح المقدم من الوساطة عام 2012.
وأشار البيان إلى أن وفد الحكومة تفاجأ بروح عدائية في الاجتماع الثالث ولهجة نافرة بدأها رئيس وفد الحركة ياسر عرمان، قائلا إن «هذا موقف وإعلان من قبل وفد الحركة بانتفاء رغبته في الاستمرار في التفاوض متأثرا بعوامل سياسية وتحالفات لا علاقة لها بقضية المنطقتين». وأكد البيان استعداد الخرطوم لمواصلة الحوار بغرض الحل الشامل لقضية منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وفق المقترح المقدم من الآلية الرفيعة للاتحاد الأفريقي ومرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2046.
وكانت الحركة الشعبية طالبت في خريطة طريق سلمتها إلى الوفد الحكومي والوسطاء إلى تشكيل ثلاث لجان للترتيبات الأمنية والسياسية والإنسانية، وشددت على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وجددت دعوتها إلى عقد المؤتمر القومي الدستوري تحت رعاية الاتحاد الأفريقي ومراقبين دوليين ومشاركة القوى السياسية كافة ومنظمات المجتمع المدني لبحث قضية «كيف يحكم السودان».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.