ولد الشيخ يبدأ جولته الخليجية بالكويت قبل الرياض وصنعاء

مصدر: المبعوث الأممي طلب مساعدة مجلس الأمن في ممارسة الضغط السياسي بهدنة إنسانية

ولد الشيخ يبدأ جولته الخليجية بالكويت قبل الرياض وصنعاء
TT

ولد الشيخ يبدأ جولته الخليجية بالكويت قبل الرياض وصنعاء

ولد الشيخ يبدأ جولته الخليجية بالكويت قبل الرياض وصنعاء

يبدأ المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، جولته الخليجية من جديد، في محاولة تقارب وجهات النظر بين الحكومة الشرعية، مع المتمردين، وذلك بعد فشل مشاورات جنيف الذي لم تسفر عن أي اتفاق بين الطرفين، حيث سيبدأ إسماعيل ولد الشيخ أحمد زيارته إلى الكويت، ثم الرياض التي سيصل إليها مساء الثلاثاء المقبل، ثم إلى صنعاء، وأكد مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط»، أن المبعوث الأممي طلب مساعدة مجلس الأمن الدولي في هدنة إنسانية بين الأطراف إلى نهاية شهر رمضان، وممارسة الضغط السياسي اللازم على الأطراف المعنية.
وأوضح مصدر مطلع في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكومة اليمنية الشرعية ستجتمع مع إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي لليمن، خلال جولته الخليجية لاستيضاح بعض النقاط حول المبادئ السبعة التي طرحها في جلسة مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، إذ إن المبادئ السبعة كلها ملزمة على المتمردين على الشرعية.
وقال المصدر إن المبعوث الأممي لليمن طلب من مجلس الأمن مساعدته في هدنة إنسانية مدتها أسبوعان، أو إلى نهاية شهر رمضان، ما بين الأطراف، وممارسة الضغط السياسي اللازم على الأطراف المعنية، ويقصد بها قيادة قوات التحالف التي استجابت إلى رسالة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، في الوقوف معه، بعد احتلال الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، المدن اليمنية.
وأضاف: «قيادة قوات التحالف منحت هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام، ووقف إطلاق النار، مقابل تسهيل دخول المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية، إلا أن المتمردين على الشرعية رفضوا ذلك، وقاموا بسرقة بعض المواد الإغاثية، وعطلوا توزيع جزء منها، بحيث لم تصل إلى بعض المناطق في عدن وتعز والضالع، بل واصلوا إطلاق النار في الساعات الأولى منذ بدء سريات الهدنة المتفق عليها، وقاموا باستفزاز الحدود السعودية الجنوبية، في إطلاق صواريخ (الكاتيوشا) على منطقتي جازان ونجران».
وقال: «مؤتمر جنيف تشاوري وليس تفاوضيًا، بين طرفين؛ الأول الحكومة الشرعية والقوى السياسية، والطرف الآخر هم الحوثيون وأتباع الرئيس المخلوع صالح وحزبا اللقاء المشترك والحراك الجنوبي، الذين تمردوا على الشرعية، إذ إن وفد الحكومة قدم أسماء المشاركين قبل وصوله إلى جنيف، وطرح مطالبه التي تتضمن تنفيذ آلية القرار الأممي 2216، فيما لم يشارك الانقلابيون في المؤتمر، ولم يقدموا أي شيء خلال وصولهم».
وذكر المصدر أن الحكومة اليمنية ستطلب الإيضاح من المبعوث الأممي على ما طرحه في مجلس الأمن الدولي، من أن الحوثيين رفضوا أي مسودة اتفاق لا تدعو إلى وقف إطلاق النار الفوري، وأنهم (الحوثيين) وافقوا على أن قرار مجلس الأمن 2216 يشكل أساسًا للمفاوضات، على حد تعبير ولد الشيخ، في حين رفض ممثلو الحكومة اليمنية أن يقتصر أساس التفاوض على القرار 2216، مطالبين بالاستناد إلى جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأضاف: «هذا غير صحيح، لو وافق وفد الانقلابيين على قرار مجلس الأمن 2216، ستبدأ في حينها مشاورات جنيف بين الطرفين، ووفد الحكومة اليمنية وصل إلى جنيف وهو متمسك بالقرار 2216، وعاد من جنيف ولم يتشاور مع الحوثيين على آلية التنفيذ».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.