شدد الحبيب الصيد، رئيس الحكومة التونسية، على أن الحكومة ووزارة الداخلية ستشرعان خلال أسبوع فقط في إغلاق المساجد التي ما زالت خارج السيطرة، والتي يبلغ عددها 80 مسجدا بدعوى أنها تبث سموم الفكر المتطرف، كما أعلن اتخاذ إجراءات قانونية ضدّ كل الجمعيات والأحزاب المخالفة للدستور، بما فيها حل كل جمعية أو حزب يخالف مقتضيات القانون، مع إخضاع المرسوم المنظم للجمعيات إلى إعادة النظر ومراقبة مصادر تمويل تلك الجمعيات.
وقدرت هياكل نقابية عدد المساجد التي خارج مراقبة الدولة بنحو 187 مسجدا، من بينها 35 مسجدا في ولايات (محافظات) تونس ومنوبة، واريانة وبن عروس، توجد تحت سيطرة بعض المتشددين، وتحتل مدينة سوسة، التي عرفت الهجوم الإرهابي الأخير، المرتبة الثانية من حيث عدد المساجد والجوامع التي لا تخضع للإشراف المباشر لوزارة الشؤون الدينية.
بيد أن نقابة الوعاظ، العاملين بوزارة الشؤون الدينية، دعت الحكومة إلى التراجع عن قرار إغلاق المساجد، وقالت في بيان لها إن هذا القرار قد يكون له نتائج عكسية. وفي هذا الصدد قال كمال الفطناسي، الكاتب العام للجمعية التونسية للعلوم الشرعية، إن اتخاذ مثل هذه القرارات، التي تجيء كرد فعل، قد «يأتي بعكس ما نأمل، ولذلك فإنه من الضروري البحث العميق عن أسباب تنامي مظاهر الغلو والتطرف بين الشباب التونسي»، واعتبر أن مقاربة الموضوع يجب أن تكون شاملة.
وكان عثمان بطيخ، وزير الشؤون الدينية التونسية، أكد أنه وفقا للإحصائيات الرسمية لا يوجد أي مسجد أو جامع أو معلم ديني خارج عن سيطرة الوزارة، مضيفا أن فقدان السيطرة على المساجد لن يتكرر بعد القرارات التي اتخذتها الوزارة، والتي تضمن عدم الرجوع إلى هذه الوضعية. وفي السياق ذاته، دعا بطيخ الأطر الدينية والمصلين والأهالي إلى القيام بواجباتهم، ولفت نظر الوزارة كلما لاحظوا تجاوزات تقع داخل المساجد والجوامع. من جانبه، قال عادل الشاوش، القيادي في حركة نداء تونس (الحزب الحاكم)، إن الحكومة مدعوة بحكم وظيفتها التنفيذية إلى تطبيق القانون على الجميع، وإن كل الجهات التي تدعو إلى التطرف وحمل السلاح ضد أبناء الوطن الواحد لا بد أن تخضع لسلطة القانون لا غير، حسب تعبيره.
وفي بداية سنة 2014 كان نحو 200 مسجد خارج سيطرة وزارة الشؤون الدينية، من بينها جامع الزيتونة بالعاصمة التونسية، وقد أعفت وزارة الشؤون الدينية 285 إماما لأسباب مختلفة، من بينها ورود شكاوى من المواطنين حول عدم اعتدال بعض الأئمة في خطبهم، إلا أن بعض المساجد بقي خارج السيطرة، إثر استيلاء مجموعات سلفية عليها بالكامل، ما تسبب في أحداث عنف بين المصلين والمشرفين.
ويوجد بتونس نحو 5000 مسجد وجامع، تشرف عليها أطر يتم تكليفها من قبل الوزارة الأولى. ويوجد بكل مسجد أربعة إطارات هم: القائم بشؤون المسجد، والمؤذن، وإمام الخمس، وإمام خطيب يشرف على خطبة الجمعة.
الحكومة التونسية تقرر إغلاق 80 مسجدًا
قالت إن عددا كبيرا منها لا يزال تحت سيطرة المتشددين
الحكومة التونسية تقرر إغلاق 80 مسجدًا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة