منفذ الهجوم الإرهابي كان يحب الرقص وتعاطي الحشيش

قال: إذا كان حب الجهاد جريمة فليشهد العالم أنني مجرم

سيف الدين الرزقي (إ.ب.أ)
سيف الدين الرزقي (إ.ب.أ)
TT

منفذ الهجوم الإرهابي كان يحب الرقص وتعاطي الحشيش

سيف الدين الرزقي (إ.ب.أ)
سيف الدين الرزقي (إ.ب.أ)

شغل سيف الدين الرزقي، منفذ الهجوم على فندق سوسة الصحافة التونسية والدولية، بعد أن نجح في أن يوجه أقوى ضربة إرهابية إلى تونس، من خلال ارتكاب مجزرة غير مسبوقة في تاريخ العمليات الإرهابية التي تعرضت لها البلاد.
ينحدر سيف الدين الرزوقي، الذي لا يتجاوز عمره 24 عاما، من مدينة قعفور من ولاية سليانة، وقد تخرج في جامعة القيروان، وحصل على الماجستير في الهندسة الكهربائية. لكن لم يعرف عنه أي ارتباط بمجموعات إرهابية، أو سلوكا متزمتا يثير للشبهة، بل إنه كان معروفا لدى الأمن بأنه من بين مستهلكي الحشيش. كما عمل سيف الدين في المنطقة السياحية بسوسة في مجال التنشيط السياحي، مما مكنه من معرفة مداخل المنطقة ومخارجها بشكل جيد.
عائلة الرزقي ما تزال تحت وقع الصدمة لأنّها لم تكن تتوقّع أن يقدم على ارتكاب هذه الجريمة النكراء، حسب ما قاله عمه لـ«الشرق الأوسط»، خصوصا وأنه لم تكن تظهر عليه مظاهر التشدد الديني، بل إنه كان يحب الرقص، ومنخرطا في ناد للرقص في مدينة سليانة مسقط رأسه، وقد شوهد في الفترة الأخيرة مع فتاة لها سوابق أخلاقية، وكان لباسه عاديا وغير ملتح، كما كان يرتاد المساجد التي لا تعتبر محسوبة على المتطرفين في مدينة قعفور، حيث كانت عائلته تقطن. وهو ينحدر من عائلة فقيرة، تتكون من أخ معاق وشقيقة فقط، كما أنه لم يكن مُسجلا في سجلات وزارة الداخلية، حسب رفيق الشلي، وزير الداخلية المكلف الشؤون الأمنية.
وتفيد المعطيات أن الرزقي حصل على جواز سفر سنة 2013، لكنه لا يتضمن أي ختم بمغادرة البلاد. إلا أن بعض المصادر ذكرت أنه توجه خلال الربيع الماضي إلى ليبيا بطريقة غير شرعية، وهناك تلقى تدريبات على استعمال السلاح. وما يزكي ذلك، حسب بعض المحللين هو أن تنظيم داعش تبنى العمليّة، ونعت سيف الدين الرزقي بـ«البطل» و«الشهيد»، مما يعني أنه كان على صلة وثيقة بالشبكات المتطرفة
ونشر الاتحاد العام لطلبة تونس (منظمة طلابية مستقلة) معطيات إضافية عن منفذ العملية، من بينها أنه ينتمي إلى مجموعة الشباب الإسلامي بالجامعة، وقبل يومين من تنفيذ العملية كان يعمل نادلا بأحد مقاهي مدينة قعفور، وحسب رواد المقهى فقد كانت تصرفاته عادية، ولم يصدر منه أي تصرف يجلب الانتباه.
وللتأكيد على انخراطه ضمن المجموعات المتطرفة، نشر الرزقي على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي قوله: «إذا كان حب الجهاد جريمة فليشهد العالم أنني مجرم».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.