حذر عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي من تجنيد تنظيم داعش الإرهابي لمواطني الأنبار بصورة إجبارية وقسرية وخصوصا الذين لم يتمكنوا من النزوح لأماكن أخرى أو من النازحين العائدين لديارهم في المناطق الواقعة تحت سيطرة «داعش».
وقال الفهداوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «ما يثير المخاوف لدى الحكومة المحلية في الأنبار هو معاناة نازحي الأنبار من الظروف المعيشية والإنسانية الصعبة في المخيمات مما قد يجبرهم على العودة إلى ديارهم في المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون وبالتالي يجبرهم تنظيم داعش على الانضمام في صفوفه». وأضاف الفهداوي أن «تنظيم داعش استغل تعطل مصالح أهالي الرمادي الاقتصادية وعدم امتلاكهم لقوتهم اليومي خاصة وأن أغلبهم ليسوا من موظفي الدولة ولا يمتلكون أي راتب شهري مما يجعلهم يعيشون ظروفا إنسانية صعبة مما أجبر البعض منهم على الرضوخ لأوامر المتطرفين». ودعا الفهداوي الحكومة الاتحادية إلى مراعاة ظروف أبناء الأنبار التي قد تجبرهم على الانخراط مع الإرهابيين وبذل الجهود الكافية لتحرير مناطق المحافظة بأسرع وقت ممكن.
من جانب آخر، أكد مصدر محلي في محافظة الأنبار أن تنظيم داعش فرض التجنيد الإلزامي على الأطفال في مدينة الرطبة (350 كلم غرب مدينة الرمادي مركز الأنبار). وقال المصدر في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «تنظيم داعش الإرهابي قام بفرض التجنيد الإلزامي على الأطفال ممن تتراوح أعمارهم ما بين 10 و15 سنة في مدينة الرطبة التي يسيطر عليها التنظيم منذ أكثر من عام». وأضاف المصدر أن «مسلحي تنظيم داعش يقومون بتدريب أولئك الأطفال على القتل والإجرام لاستخدامهم كانتحاريين من خلال إرسالهم للتدريب في أحد معسكراته بسوريا وذلك لإبعادهم عن أهلهم من جهة، ولتجنيبهم قصف طيران التحالف الدولي بقدر الإمكان من جهة أخرى، بينما يقوم التنظيم الإرهابي بدفع مبالغ مالية لأهالي الأطفال مقابل تجنيدهم».
وفي السياق ذاته، أعلن مجلس أعيان الفلوجة أن تنظيم داعش بدأ بإيواء عناصر تابعة للتنظيم من العرب والأجانب في مراكز الشرطة ومدارس المدينة، مبينا أن المدارس في الفلوجة تحولت إلى مراكز لتدريب الأطفال على العمليات الإرهابية. وقال مكي العيثاوي، عضو مجلس أعيان الفلوجة، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «أكثر من 700 عنصر من عصابات (داعش) الإرهابية من جنسيات أجنبية وعربية يسكنون في مراكز شرطة مدينة الفلوجة ومدارسها ويقومون بتدريب مئات الأطفال الذين تم تجنيدهم للقتال في صفوف التنظيم الإرهابي بعد أن أجبروا ذويهم على تسجيل أسماء أبنائهم للالتحاق بمراكز التدريب». وأضاف العيثاوي أن «العصابات الداعشية في الفلوجة شكلت لجنة تأخذ الإتاوات والأموال من أهالي الفلوجة بمعدل 100 دولار شهريًا من كل عائلة وتقوم بتوزيعها على عناصرها من جنسيات أجنبية وعربية».
وبحسب مراقبين لم تكن الفلوجة هي المدينة الأولى التي يجبر تنظيم داعش الأطفال فيها على الانخراط في عمليات إرهابية بعد إخضاعهم لتدريبات على الإرهاب، حيث سبق أن قام التنظيم بخطف أكثر من 1200 طفل من مناطق مختلفة من مدينة الموصل بشمال العراق وإرسالهم إلى معسكرات على الضواحي الشرقية لمدينة الموصل وأخرى في مدينة الرقة السورية، ليتم إجبارهم على الخضوع لتدريبات للقيام بأعمال إرهابية.
في السياق نفسه، أفاد شهود عيان من أهالي مدينة الرمادي «الشرق الأوسط» بأن «الأهالي الذين لم يتمكنوا من الهرب عند دخول مسلحي تنظيم داعش إلى المدينة أصبحوا مجبرين على أخذ مبالغ مالية من التنظيم الإرهابي بالإضافة إلى مواد غذائية وملابس، مقابل تسليم أطفالهم للتنظيم المتشدد الذي يقوم بتدريبهم وتجهيزهم لتنفيذ عمليات إرهابية». وأضاف الشهود أن «التنظيم الإرهابي المتطرف يقوم بإعطاء الأطفال المجندين من مختلف مدن الأنبار ومنهم أطفال جلبهم التنظيم من سوريا دروسًا في القتال وأخرى في التعليم على أساليب وحشية لعمليات النحر والذبح، ويتلقى الأطفال التدريب لمدة 40 يومًا، وهناك معسكرات خصصت لهذا الغرض في العراق وسوريا منها ما يعرف بمعسكر الخليفة للأشبال في مدينة الرقة السورية».
وكشف الشهود أن «التنظيم الإرهابي يقوم بإعطاء ذوي الأطفال المجندين مبلغ 200 دولار أميركي شهريًا مقابل تجنيد أطفالهم، وإذا رفض الأهالي إرسال أطفالهم للتجنيد، يجب إلحاقهم بالدروس التي تقام في المساجد لدراسة القرآن الكريم، حيث يتم إقناعهم بالانضمام إلى المعسكرات، والى جانب هذا الاستغلال للأطفال، فإن تنظيم داعش، لم يستثن الأطفال من عقوبة الإعدام في حال عصيان الأوامر وعدم تنفيذ العمليات الإرهابية المناطة إليهم».
«داعش» يجند أطفال الأنبار ممن تتراوح أعمارهم بين 10 و15 سنة
يجبر ذويهم على تطويعهم مقابل 200 دولار شهريًا
«داعش» يجند أطفال الأنبار ممن تتراوح أعمارهم بين 10 و15 سنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة