الأمم المتحدة تتوقع أن تكون الجولة السادسة للحوار الليبي في الصخيرات الأخيرة

ليون تفاوض أمس مع ممثلي مجلس النواب بعد لقاء تمهيدي مع وفد برلمان طرابلس

صالح المخزوم رئيس وفد المؤتمر الوطني في لقاء صحافي أول من أمس في الصخيرات بالمغرب (رويترز)
صالح المخزوم رئيس وفد المؤتمر الوطني في لقاء صحافي أول من أمس في الصخيرات بالمغرب (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع أن تكون الجولة السادسة للحوار الليبي في الصخيرات الأخيرة

صالح المخزوم رئيس وفد المؤتمر الوطني في لقاء صحافي أول من أمس في الصخيرات بالمغرب (رويترز)
صالح المخزوم رئيس وفد المؤتمر الوطني في لقاء صحافي أول من أمس في الصخيرات بالمغرب (رويترز)

أعلن بيرناردينو ليون، الوسيط الدولي في الأزمة الليبية، عن توقعاته بأن تكون الجولة السادسة من حوار الصخيرات (ضواحي العاصمة المغربية الرباط)، هي «الجولة الأخيرة» في المفاوضات السياسية الليبية بالمغرب.
وعد ليون «قبول جميع المشاركين في حوار الصخيرات للمسودة الرابعة، التي قدمها لهم في الجولة الخامسة، كأساس للحل النهائي أمرا مشجعا للغاية»، معربا في نفس الاتجاه عن «التطلع خلال الأيام المقبلة» إلى «إمكانية التوصل لاتفاق يقبله الجميع».
وبشأن المقترحات المقدمة من قبل أطراف النزاع في ليبيا، طالب الوسيط الدولي بمزيد من الوقت لـ«تحليل هذه المقترحات» الجديدة، متعهدا بـ«إدراج جميع وجهات النظر» في المسودة النهائية.
وبعد ستة أشهر من الحوار السياسي، لا تزال أطراف الأزمة الليبية تتفاوض في غرف مغلقة ومعزولة، بينما يتنقل وسيط الأزمة فيما بينهم. وقضى ليون أمس في التفاوض مع وفد مجلس النواب (برلمان طبرق)، بعدما بدأ الليلة قبل الماضية بمنتجع الصخيرات الجولة السادسة من الحوار بعقد لقاء تمهيدي مع ممثلي المؤتمر الوطني العام الليبي (برلمان طرابلس) للاستماع إلى ملاحظاتهم حول مسودة الاتفاق النهائي، التي تقدم بها أخيرا إلى أطراف الأزمة الليبية.
وقال ليون في تصريحات صحافية عقب اللقاء التمهيدي، إن اللقاء مع ممثلي برلمان طرابلس جاء للاستماع إلى ملاحظاتهم بشأن مسودة الاتفاق النهائي، مضيفا أنه سيجري لقاءات مماثلة مع باقي الأطراف الليبية (برلمان طبرق وبعض المستقلين)، وهو ما كان متوقعا أن يجري أمس. وأوضح ليون أن فريقه الأممي سيعمل على دراسة وتحليل ملاحظات أطراف الحوار الليبي، مذكرا بأن مسودة الاتفاق النهائي في نسختها الرابعة حظيت بقبول الأطراف كأساس للحل النهائي للأزمة الليبية. وقال ليون إن الأمم المتحدة تسعى إلى تحقيق التوافق وإيجاد صيغة متناسقة للعمل، معبرا عن تفاؤله بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي.
وكان ليون قد قدم إلى الطرفين الرئيسيين في الحوار السياسي (مجلس النواب المنتخب (طبرق) والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته (طرابلس) مسودة حل للأزمة تتمحور حول تشكيل حكومة وفاق وطني ومجلس أعلى للدولة وتدابير بناء الثقة.
وجرت مناقشة هذه المسودة من قبل الوفدين الممثلين لمجلس النواب والمؤتمر الوطني العام في جولة الحوار الأخيرة التي احتضنها منتجع الصخيرات.
في غضون ذلك، عبر صالح المخزوم، رئيس وفد المؤتمر الوطني العام، مساء أمس بالصخيرات، عن ثقته في أن يتوصل الفرقاء الليبيون في الجولة الجديدة من المباحثات، إلى توافق وأرضية مشتركة بشأن مسودة الاتفاق النهائي الذي تقدمت به بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا.
وقال المخزوم، خلال لقاء صحافي عقده عقب اللقاء التمهيدي مع ليون، إن المؤتمر الوطني العام «يدرك المسؤولية الملقاة على عاتقه، وصوت بشكل سريع على الملاحظات المقدمة على مسودة الاتفاق النهائي من أجل التباحث مع إخوتنا في الطرف الآخر من أجل الوصول إلى أرضية مشتركة يتحقق فيها ما يصبو إليه الجميع من أمن وأمان واستقرار، وتشكيل حكومة» وحدة وطنية. وذكر المخزوم أن ملاحظات المؤتمر الوطني العام على مسودة الاتفاق النهائي «هي في عمومها ليست كثيرة، وانطلقت من نفس المسودة ولم تطرح أي شيء خارجها»، معربا عن أمله في أن تكون ملاحظات «الطرف الآخر» تسير في نفس السياق.
وقال المخزوم إن الوفد يطمح إلى الجلوس في هذه المحادثات مع الطرف الآخر وجها لوجه من أجل التوصل إلى توافق مباشر بشأن الملاحظات المقدمة على مسودة المشروع، مشيرا إلى أن بعثة الأمم المتحدة بليبيا وعدت بأن تسعى إلى تحقيق ذلك خلال جلسة أمس.
وذكر المخزوم أن التوصل إلى أرضية مشتركة يجري من خلال التقارب في وجهات النظر بشأن الملاحظات المقدمة من كل طرف، مشيرا إلى أن بعثة الأمم المتحدة تعمل على إحقاق هذا التقارب بما يخدم التوافق على اتفاق نهائي على أن توقيعه يتطلب الرجوع إلى الجهة صاحبة التفويض.
على صعيد ذي صلة، أشار المخزوم إلى أن بعثة الأمم المتحدة بليبيا طالبت بشكل مكتوب من رئيس المؤتمر الوطني العام موافاتها بأسماء القادة الأمنيين والعسكريين، وقادة الثوار الذين سيجري الجلوس معهم بشأن الترتيبات الأمنية بحيث يسهل وقف إطلاق النار واتخاذ ترتيبات أمنية أخرى تسند الحوار السياسي.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.