«الدفاع» العراقية تعلن العثور على جثة الطيار الذي قضى في تدريب على «إف 16»

كان طيارًا للمقاتلة «سوخوي 20».. وشارك في الحرب العراقية - الإيرانية

العميد الطيار راصد محمد صديق وهو ينهي إحدى وحداته التدريبية («الشرق الأوسط»)
العميد الطيار راصد محمد صديق وهو ينهي إحدى وحداته التدريبية («الشرق الأوسط»)
TT

«الدفاع» العراقية تعلن العثور على جثة الطيار الذي قضى في تدريب على «إف 16»

العميد الطيار راصد محمد صديق وهو ينهي إحدى وحداته التدريبية («الشرق الأوسط»)
العميد الطيار راصد محمد صديق وهو ينهي إحدى وحداته التدريبية («الشرق الأوسط»)

أعلنت وزارة الدفاع العراقية أمس (الجمعة) العثور على جثة الطيار الذي تحطمت طائرته المقاتلة من طراز «إف 16» خلال مهمة تدريب في الولايات المتحدة الأميركية ليلة أول من أمس، مشيرة إلى أنه ضابط برتبة عميد طيار.
ونعت الوزارة في بيان «شهيد الواجب العميد الطيار راصد محمد صديق الذي استشهد (أول) أمس بعد تحطم طائرته الـF16 التي كان يقودها في مهمة تدريبية في الولايات المتحدة الأميركية».
وأشار البيان إلى أن فرق البحث تمكنت من العثور على جثته في موقع تحطم الطائرة في ولاية أريزونا الأميركية، والذي وقع ليل الأربعاء بتوقيت الولايات المتحدة (فجر الخميس بتوقيت العراق). وأفاد مسؤول أميركي بأن المقاتلة تحطمت خلال مناورة للتزود بالوقود في الجو.
ونعت السفارة الأميركية في بغداد العميد صديق، مشيرة إلى أنه كان «في الأيام الأخيرة من تدريبه، ويتطلع قدما للعودة إلى بلاده».
وقال مقرب من عائلة الطيار الفقيد أن «صديق اتصل قبل يومين بعائلته وأبلغهم بأنه سينهي الخميس آخر وحدة تدريبية ليعود بداية الشهر المقبل، يوليو (تموز)، إلى مدينته كركوك ثم يلتحق بقاعدة بلد التي ستكون مقرا للمقاتلات الأميركية (إف 16)»، مشيرا إلى أن «صديق كان من أكثر الطيارين العراقيين كفاءة».
وأضاف المقرب من عائلة صديق، الذي فضل عدم ذكر اسمه، قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من كركوك، إن «صديق كان قائدا لسرب طائرات سوخوي خلال الحرب العراقية الإيرانية التي شارك بها بجدارة وكان بطلا من أبطالها، وخدم في قاعدة الحرية بكركوك بعد 2003 وقد تعرف عليه ضباط القوات الأميركية في القاعدة كونه يجيد اللغة الإنجليزية، حيث تلقى دورات في بريطانيا سابقا، وتعرفوا على مهاراته واختاروه ضمن 36 طيارا عراقيا للتدريب على طائرات الـ(إف 16) المقاتلة وبتزكية من قائد القوة الجوية أنور حمة، والذي نجله ضمن الطيارين الذين تدربوا على المقاتلة الأميركية»، واصفا «الطيار الشهيد بالبطل وأنه كان عراقيا مخلصا لبلده وغير طائفي أو عنصري، وكنا نخشى عليه من الميليشيات الإيرانية التي صفت الكثير من الطيارين الذين شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية ودكوا مواقع عسكرية إيرانية، مثل قريبة العميد الطيار محسن هزاع بيرم البياتي الذي اغتيل على يد إحدى الميليشيات الإيرانية».
وعد النائب التركماني في البرلمان العراقي حسن توران مقتل طيار عراقي بالولايات المتحدة بأنه «خسارة كبيرة للوطن خاصة التركمان»، مطالبا وزارة الدفاع العراقية «بضرورة إجراء تحقيق مشترك مع الجهة المشرفة على تدريب الطيارين في الولايات المتحدة للوقوف على ملابسات الحادث».
وقال توران في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس، إن «استشهاد صديق خسارة كبيرة للعراق الذي فقد واحدًا من أفضل الطيارين والذي أمضى أربع سنوات في التدريب وكان يستعد للعودة إلى أرض الوطن للمساهمة في حفظ أمن العراق واستقراره والذود عن حياضه».
وابرم العراق مع الولايات المتحدة اتفاقا في عام 2011 لشراء 36 مقاتلة «إف 16». إلا أن تسليم المقاتلات أرجئ العام الماضي بعد سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة من البلاد في يونيو (حزيران) الماضي.
واستعاضت واشنطن عن تسليم الدفعة الأولى، بنقل المقاتلات إلى قاعدة جوية في ولاية أريزونا، حيث يتدرب الطيارون العراقيون عليها.
وطالبت بغداد مرارا خلال الأشهر الماضية بتسريع تزويدها بالأسلحة لمواجهة التنظيم المتطرف الذي سيطر على كميات ضخمة من الذخيرة والمعدات العسكرية، وبينها أسلحة ثقيلة، خلال هجماته في البلاد.
ويعتمد الجيش العراقي حاليا على عدد محدود من مقاتلات سوخوي الروسية الصنع، إضافة إلى طائرات من طراز «سيسنا» مجهزة بصواريخ جو - أرض، ومروحيات هجومية روسية الصنع.
والعميد الطيار راصد محمد صديق الملقب بأبو يحيى هو قائد سرب طائرات F - 16، ولد عام 1970 وتخرج في كلية القوة الجوية عام 1990 برتبة ملازم طيار. وكان طيار للمقاتلة الروسية «سوخوي 20» حتى الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».