«أونروا» تفتح باب التقاعد المبكر لموظفيها في فلسطين ضمن خطة تقشف

قالت إنها تعاني الوضع المالي الأشد منذ 65 عامًا بواقع عجز 101 مليون دولار

«أونروا» تفتح باب التقاعد المبكر لموظفيها في فلسطين ضمن خطة تقشف
TT

«أونروا» تفتح باب التقاعد المبكر لموظفيها في فلسطين ضمن خطة تقشف

«أونروا» تفتح باب التقاعد المبكر لموظفيها في فلسطين ضمن خطة تقشف

قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إنها تعاني من الوضع المالي الأشد صعوبة على مر تاريخها البالغ 65 عامًا في خدمتهم.
وجاء في بيان «أونروا»، أنها تعاني من عجز مالي بقيمة 101 مليون دولار في موازنتها الرئيسية، التي تستخدم من أجل ضمان تقديم الخدمات الأساسية في حقول التعليم، والإغاثة، والخدمات الاجتماعية، والصحة، لما يقدر بنحو خمسة ملايين من لاجئي فلسطين مسجلين لديها في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والأردن.
وأعلنت «أونروا»، عن تطبيق مبادرة الترك الطوعي الاستثنائي للخدمة، التي تتيح للموظف الذي يستوفي شروط التأهل لتلك المبادرة، أن يختار طواعية ترك الخدمة في الوكالة قبل بلوغه سن التقاعد.
وقالت: «تأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى تخفيض التكاليف الداخلية في الوقت الذي يتم فيه ضمان تقديم الخدمة للاجئ الفلسطيني».
وأكدت «أونروا» أنها ملتزمة بالكامل، وقادرة على تقديم خدماتها الرئيسية في الوقت الحاضر، مع العلم بأن التمويل المتوفر لديها يكفي لغاية شهر المقبل.
وجاءت خطوات «أونروا» الجديدة بعد تحذيرات متكررة من عجز تعانيه الوكالة الدولية سينعكس سلبًا على خدماتها في الضفة وغزة.
والأسبوع الماضي، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين، بيير كرينبول، إن «(أونروا) تواجه في الوقت الحالي، أخطر أزمة مالية على الإطلاق». مضيفًا: «إن الاحتياجات غير المسبوقة التي يواجهها لاجئو فلسطين، يقابلها تبرعات أقل بكثير مما هو مطلوب»، مشيرًا إلى أن الوكالة ستنفذ إجراءات تقشفية جادة، «ستؤدي إلى تقليل الكلفة، في الوقت الذي يتم العمل فيه على المحافظة على الأنشطة الرئيسية».
وتضاف خطوة «أونروا» الجديدة إلى خطوات أخرى اتخذتها منذ بداية هذا العام.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي أعلنت «أونروا» وقفها تقديم المساعدات المالية للمدمرة بيوتهم أو بدل الإيجار في قطاع غزة بسبب نقص التمويل. وقامت «أونروا» الشهر الماضي، بتجميد التعيينات الجديدة على الموازنة العامة وبدأت بمراجعة السياسة بخصوص موظفي المياومة لتحديد أولوية استمرار أولئك الموظفين لإسناد أنشطة «الأونروا» الرئيسية فقط، إضافة إلى مراجعة العقود والاستشارات الدولية التي يتم دفعها من مناشدات الطوارئ أو المشاريع.
وكانت «الأونروا» طلبت أثناء مؤتمر الإعمار في القاهرة الصيف الماضي، 724 مليونًا لمعالجة مشكلات اللاجئين في غزة، بما في ذلك إعادة إعمار المنازل، ولم تحصل سوى على مبلغ 135 مليون دولار فقط، فيما قدمت 77 مليون دولار لـ66 ألف أسرة حتى الآن لإصلاح منازلهم وكبدل للإيجار، قبل أن تتوقف عن ذلك.
ويرفض الفلسطينيون توجهات «أونروا» الجديدة، وينظرون إليها بعين الشك والغضب.
ووجهت منظمة التحرير الثلاثاء، الدعوة إلى الدول المانحة والدول العربية، وطالبتها بسرعة التحرك والبحث في توفير الحلول الفورية للأزمة المالية التي تشهدها وكالة الغوث، وتمكينها من الوفاء بالتزاماتها.
وقالت المنظمة إن «سياسة التقليصات التي أعلنت عنها وكالة (الأونروا) أخيرًا، تمس عصب حياة اللاجئين الفلسطينيين في قطاعات الصحة والتعليم والخدمات والإغاثة وبرنامج الطوارئ، وتمس في الوقت نفسه، بدور الوكالة ومكانتها والغاية من إنشائها، التي بدأت تثير موجة من الغضب والتوتر وردود الفعل في صفوف فئات اجتماعية واسعة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».