تل أبيب: مخابرات الأسد وراء التوتر بين الدروز لجر إسرائيل إلى حرب في سوريا

حملة اعتقالات واسعة في إسرائيل وتعتيم على التحقيق

تل أبيب: مخابرات الأسد وراء التوتر بين الدروز لجر إسرائيل إلى حرب في سوريا
TT

تل أبيب: مخابرات الأسد وراء التوتر بين الدروز لجر إسرائيل إلى حرب في سوريا

تل أبيب: مخابرات الأسد وراء التوتر بين الدروز لجر إسرائيل إلى حرب في سوريا

وجه مسؤولون إسرائيليون، أمس، اتهاما مباشرا إلى المخابرات السورية بأنها تقف وراء موجة تحريض الدروز في سوريا ووراء التوتر والاعتداءات على الجرحى الذين يصلون إلى إسرائيل لتلقي العلاج. وأكدوا أن «الهدف من ذلك هو جر إسرائيل إلى الحرب الداخلية في سوريا، والقيام بالعمل الذي يعجز عنه نظام بشار الأسد لضرب (داعش) و(النصرة) وقوى المعارضة».
وانسجم هذا الاتهام مع تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، مرتين، أمس، خلال كلمة في مؤتمر «السايبر» الدولي في الصباح وأمام حشد من القيادات السياسية والدينية في الطائفة العربية الدرزية في إسرائيل، في مقر رئيس الحكومة. وقال يعالون: «إسرائيل تتابع نشاط المخابرات السورية، الذي يتخذ عدة أشكال بهدف إثارة الدروز ضد بعضهم البعض وضد القوى التي تحارب النظام. ونلاحظ في الآونة الأخيرة تركيزا لهذا النشاط في الادعاء بأن الدروز في خطر». وتوجه إلى قيادة الطائفة المعروفية قائلا: «أنتم ونحن نعرف بأن هناك عملية تضخيم للأحداث من جهة وعملية تقزيم لقدرات الدروز من جهة أخرى. لكن ما يثلج صدورنا هو أن الغالبية الساحقة من الدروز لا ينجرون وراء هذه الحملة، ويدركون الأهداف الخبيثة للنظام السوري».
وكانت السلطات الإسرائيلية قد بدأت فجر أمس حملة اعتقالات واسعة شملت 9 أشخاص من السوريين الدروز في هضبة الجولان المحتلة واثنين من حرفيش، وذلك للاشتباه بأنهم أدوا دورا في الهجومين على سيارتي الإسعاف العسكريتين والجرحى الذين نقلوا فيهما من الحدود السورية إلى المستشفى الإسرائيلي لتلقي العلاج، واللذين أسفرا عن مقتل أحد الجرحى وإصابة ثلاثة آخرين وإصابة جنديين إسرائيليين حاولا حماية الجرحى. وقد استصدرت الشرطة أمرا من المحكمة يمنع نشر أية معلومات عن التحقيق. ولكن الإذاعة الرسمية باللغة العبرية بثت خبرا قالت فيه، إن التحقيق الأولي أكد أن المخابرات السورية هي التي تقف وراء تشويه الحقائق عن أوضاع الدروز.
وفي مساء أمس، اجتمع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مع وفد من قيادة الطائفة الدرزية في إسرائيل، برئاسة الشيخ موفق طريف، لمناقشة هذه الأزمة التي بدأت تحدث شرخا بين إسرائيل ومواطنيها الدروز. وقد حضر اللقاء كل من يعالون والقائد العام للجيش، غادي إيزنكوت.
وقال نتنياهو في هذا اللقاء: «أنظر إلى هذا الحدث ببالغ الخطورة. لن نسمح لأحد بأخذ القانون باليد ولن نسمح لأحد أيًا كان بعرقلة مهام جنود جيش الدفاع. سنعثر على أولئك الذين قاموا بهذا الاعتداء وسنستنفذ أحكام القانون معهم. إننا دولة قانون ولا علاقة لنا بالفوضى التي تتفشى من حولنا. أدعو قيادات الطائفة الدرزية وهي طائفة مجيدة من المواطنين الإسرائيليين، ونعتز بعلاقاتنا الأخوية معها بالعمل على تهدئة الأوضاع، وعليها أن تقول لكل مواطن درزي بدولة إسرائيل إنه يجب احترام القانون وجنود جيش الدفاع وعدم أخذ القانون باليد. هذا ما أطلبه من إخوتنا الدروز وهذا ما أطلبه من جميع المواطنين بدولة إسرائيل».
وأعلن آيزنكوت أن الجيش بدأ بإجراء تحقيق داخلي لفحص ظروف وقوع الاعتداء على سيارة الإسعاف العسكرية ومهاجمة الجريحين وقتل أحدهما. وأكد أن الجيش لن يتوقف عن إخلاء الجرحى السوريين، لكنه قد يجري تغييرات على طريقة نقلهم إلى مستشفيات البلاد. ويمكن أن يتم ذلك لاحقا بواسطة مروحيات عسكرية، لتجنب مرور سيارات الإسعاف من جانب القرى الدرزية، أو بطرق برية بعيدة عن القرى الدرزية. وخلال جلسة التقييم التي عقدها الجيش مع الشرطة، أمس، نوقشت سبل الاستعداد لازدياد أعمال العنف من قبل الدروز في هضبة الجولان، وضرورة تعزيز قوات الشرطة في المنطقة. كما تقرر أن تستعد قوات الأمن لاحتمال حدوث تصعيد وخرق النظام بما يشمل رشق الحجارة وإغلاق الشوارع. وتم في نهاية الجلسة إصدار أمر عسكري يقضي بالبدء بإعداد قوات الجيش والشرطة لمواجهة أي تطور، وتعزيز قوات الشرطة في الشمال.
كما تقرر نقل كل الجرحى السوريين الموجودين في مستشفيات إسرائيلية في الشمال إلى مستشفيات في وسط البلاد.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.