وحدات الشعب الكردية تتقدم لدحر «داعش» في سوريا.. وواشنطن تراقب بحذر

مسؤولون أميركيون: القوات قد تحتاج إلى مزيد من الوقت لتعزيز مكاسبها

وحدات الشعب الكردية تتقدم لدحر «داعش» في سوريا.. وواشنطن تراقب بحذر
TT

وحدات الشعب الكردية تتقدم لدحر «داعش» في سوريا.. وواشنطن تراقب بحذر

وحدات الشعب الكردية تتقدم لدحر «داعش» في سوريا.. وواشنطن تراقب بحذر

وصفت ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما انتصارات قوات يقودها الاكراد على تنظيم "داعش" في سوريا، بأنها نموذج للجهود المدعومة من الولايات المتحدة لاستعادة أراض من التنظيم المتطرف، إلا أن بعض المسؤولين حذروا من أنه يمكن أن يضرب من جديد.
وسيطر مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية أمس (الثلاثاء) على بلدة واقعة تحت سيطرة "داعش" وهم يقتربون من الرقة معقل التنظيم.
وقال مسؤولون ان هذه الصفعة الموجهة للتنظيم المتطرف هناك تحققت بدعم من الضربات الجوية المتزايدة التي تشنها الولايات المتحدة وبفضل تبادل المعلومات المخابراتية.
وأسقط الجيش الأميركي جوا أسلحة الى مقاتلي وحدات حماية الشعب داخل سوريا خلال حملة سابقة على الحدود مع تركيا.
وقال جوش ايرنست المتحدث باسم البيت الابيض "هذا في اعتقادي مؤشر على مدى أهمية أن يكون للولايات المتحدة شريك فعال مستعد وقادر على قتال تنظيم داعش على الارض".
لكن مسؤولين أميركيين، تحدثوا شريطة عدم نشر أسمائهم، هونوا من هذا الرأي مشيرين الى قدرة "داعش" على التأقلم والتعافي سريعا من أي انتكاسات. وأضافوا أن القوات الكردية قد تكون بحاجة أيضا الى مزيد من الوقت لتعزيز مكاسبها.
من جانبه، قال مصدر مخابراتي أميركي "أثبت تنظيم "داعش" أنه قوة مرنة... في الماضي سعى الى تعويض خسائره بهجمات في أماكن أخرى".
وقال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ان سيطرة المقاتلين الاكراد على الطريق السريع المؤدي من الشمال الى الجنوب بين الرقة والحدود التركية سيزيد من صعوبة حفاظ تنظيم "داعش" على تدفق الاسلحة والمقاتلين الاجانب الى المناطق التي يسيطر عليها.
ولكن مسؤولا أميركيا آخر أقر بأن "داعش" لديه طرق أخرى وليس معرضا لخطر الانعزال بصورة فورية.
والسيطرة على بلدة عين عيسى مساء أمس جعل القوات الكردية وحلفاءها على بعد 50 كيلومترا من الرقة، الا أن متحدثا باسم وحدات حماية الشعب قال ان شن هجوم هناك ليس واردا في الوقت الحالي.
وقال وارن للصحافيين في واشنطن ردا على سؤال عما اذا كانت الرقة الهدف المقبل "لن نتحدث بشكل محدد عن خططنا الفورية. بالتأكيد هدفنا النهائي هو طرد تنظيم داعش تماما".
وفي وقت تعاني وحدات حماية الشعب الكردية من نقص في معدات ترساناتها، لم يتضح كيف سيتم تعويض هذا النقص في امدادات الاسلحة؛ إذ استبعد أوباما ارسال مستشارين أو مدربين الى سوريا، لكنه نشر ما يقرب من 3500 فرد في العراق حيث سيطر التنظيم في الآونة الاخيرة على الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.