سوق «بطاقات الائتمان» في السعودية.. الوعي يتنامى والمبيعات تتراجع

قيمة المشتريات انخفضت 22 في المائة خلال خمس سنوات ومختص يرجع ذلك إلى ارتفاع ثقافة المستهلكين

الاقتراض عبر البطاقة الائتمانية ينخفض بنحو 8.3 في المائة إلى 7.3 مليار ريال العام الماضي
الاقتراض عبر البطاقة الائتمانية ينخفض بنحو 8.3 في المائة إلى 7.3 مليار ريال العام الماضي
TT

سوق «بطاقات الائتمان» في السعودية.. الوعي يتنامى والمبيعات تتراجع

الاقتراض عبر البطاقة الائتمانية ينخفض بنحو 8.3 في المائة إلى 7.3 مليار ريال العام الماضي
الاقتراض عبر البطاقة الائتمانية ينخفض بنحو 8.3 في المائة إلى 7.3 مليار ريال العام الماضي

كشفت بيانات رسمية حديثة عن تراجع سوق الاقتراض بالبطاقات الائتمانية في السعودية بواقع 8.3 في المائة، مفصحة في الوقت ذاته عن ارتفاع حجم القروض الاستهلاكية في السعودية بواقع 4.9 في المائة خلال العام الماضي 2013.
وشملت القروض الاستهلاكية بواسطة بطاقات الائتمان العالمية المستخدمة عبر البنوك السعودية كـ«ماستر كارد» و«فيزا» و«أميركان إكسبرس»، حيث جرى الاقتراض عبرها بقيمة 7.3 مليار ريال في العام الحالي، مقابل اقتراض 7.9 مليار ريال خلال عام 2012.
وسجلت مؤشرات الاقتراض عبر البطاقة الائتمانية تراجعا من عام 2008، التي استخدمت بقيمة 9.4 مليار ريال، تراجعت في 2009 إلى 8.6 مليار ريال، كما تراجعت في عام 2010 إلى 8.3 مليار ريال، بينما انخفضت في عام 2011 إلى 7.7 مليار ريال، مقابل ارتفاع طفيف في عام 2012 إلى 7.9 مليار ريال، بينما جاءت تقديرات العام الماضي 2013 بتسجيل البطاقة الائتمانية مبيعات قوامها 7.3 مليار ريال.
وهنا، يرجع محمد العمران عضو جمعية الاقتصاد السعودية تلك المؤشرات السلبية في استخدام البطاقة الائتمانية إلى ارتفاع الوعي عند المستهلكين السعودية، إذ شدد على أن حجم الفوائد المستفاد منها كبير ويرهق المستخدمين.
وقال العمران في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «سياسة البنوك مجحفة جدا في تحصيل العمولات والفائدة من البطاقات الائتمانية، الأمر الذي أدى إلى نفور من استخدامها وحتى استخراجها ضمن الخدمات البنكية التي يتطلع إليها الفرد».
وأضاف العمران أن المؤشرات الحالية التي تسير بحجم استخدام البطاقة من حيث القيم المدفوعة عبر الائتمان، تفصح بجلاء عن ارتفاع الوعي عند المستهلك في ظل ما تأخذه بعض البنوك من نسبة اثنين في المائة شهريا، وهو ما يعني فائدة قوامها 24 في المائة نهاية العام.
وزاد العمران أن البنوك على الرغم من أنها تقوم بتخيير المستهلك بين الدفع المباشر بعد استخدام البطاقة أو التأجيل عبر ترحيل السداد إلى الشهر الذي يليه، على سبيل المثال، فإن تلك العملية تستهلك عمولة باهظة في ظل معدل الفائدة الشائع على المساكن مثلا بين اثنين وأربعة في المائة.
ولفت إلى أن الحديث هنا يتركز على الهامش المهول بين الفائدتين، مما يوضح مدى الإجحاف الذي يتعرض له المستهلك، وبالتالي خرجت السنوات الخمس الأخيرة لتوضح مؤشرات تراجع قيمة التعامل بالبطاقة الائتمانية على الرغم من تكثيف البنوك المحلية من عمليات التسويق لها بشتى الوسائل المتاحة.
ويضيف العمران أن المستهلك بدا محترفا في استخدام البطاقة، حيث يتأكد من ضرورة تسديد المبالغ مباشرة من الحساب بعد استخدام البطاقة، ورفض السماح للبنك بترحيل المبالغ، بل التسديد الفوري، إضافة إلى تفعيل استخدام بطاقة السحب الإلكتروني التي تتضمن خدمة الائتمان، وتقوم في أوقات كثيرة بدور البطاقة الائتمانية نتيجة ارتباطها بشبكات مالية محلية وإقليمية وعالمية.
يأتي ذلك وسط ما يكشف عنه تقرير مؤسسة النقد العربي السعودي الذي صدر حديثا، حيث بلغ حجم القروض الاستهلاكية في السعودية خلال العام الماضي 307.4 مليار ريال (81.9 مليار دولار) بزيادة عما هو مسجل في عام 2012 حيث وصلت القروض الاستهلاكية إلى 292 مليار ريال (77.8 مليار دولار).
وجاء النمو في القروض مدعوما بواقع الطلب على القروض العقارية والقروض المتصلة بالسيارات والمعدات، حيث نمت القروض المطلوبة بهدف الإسكان والعقار بنسبة ضئيلة قوامها 1.3 في المائة العام الماضي لتصل إلى 38.4 مليار ريال، مقابل 37.9 مليار ريال في العام 2012. وسجلت القروض المستهدف بها أغراض السيارات والمعدات 3.2 في المائة، حيث وصل حجم المقترض في العام السابق إلى 59.3 مليار ريال مقابل 57.4 مليار ريال خلال العام الأسبق.
واستحوذت بند «قروض أخرى»، وهي القروض غير الاستهلاكية وتستهدف الإقراض بهدف الاستثمار والإنفاق الرأسمالي والتجاري، على حصة الأسد من حجم إجمالي القروض في السعودية خلال العام الماضي 2013، حيث بلغت 209.5 مليار ريال مرتفعة من 196.6 مليار ريال خلال عام 2012، بينما شكلت القروض الأخرى من إجمالي القروض نسبة 68.1 في المائة.



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.