طهران تختار بغداد مقرا لمؤتمر ثلاثي مع دمشق لبحث سبل «مكافحة الإرهاب»

وزارة الداخلية العراقية نفت علمها باللقاء أو بالترتيبات الخاصة به

طهران تختار بغداد مقرا لمؤتمر ثلاثي مع دمشق لبحث سبل «مكافحة الإرهاب»
TT

طهران تختار بغداد مقرا لمؤتمر ثلاثي مع دمشق لبحث سبل «مكافحة الإرهاب»

طهران تختار بغداد مقرا لمؤتمر ثلاثي مع دمشق لبحث سبل «مكافحة الإرهاب»

طالب رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري الدول المجاورة للعراق بمواقف أكثر فاعلية لمواجهة تنظيم داعش بوصفه بات يمثل تهديدا إقليميا، وذلك خلال استقباله السفير الإيراني في بغداد حسن دنائي فر.
وفيما أبدى دنائي فر استعداد بلاده للوقوف إلى جانب العراق في الحرب ضد تنظيم داعش، فقد اختار وزير الداخلية الإيراني بغداد مقرا لعقد اجتماع ثلاثي بين «العراق وسوريا وإيران» لبحث سبل مكافحة الإرهاب.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان العراقي، في بيان أمس، إن الجبوري استقبل السفير الإيراني لدى العراق «بهدف بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها بما يضمن مصلحة الشعبين الصديقين، ومستجدات الأوضاع في العراق وتطورات الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي». ونقل البيان عن الجبوري قوله إن «ما يجري في العراق من تطورات أمنية تشكل تهديدا إقليميا يستدعي تعاونا دوليا لمواجهته، ويجب تضافر الجهود الدولية لمحاربة التنظيم المتطرف»، داعيا دول الجوار إلى «فاعلية أكثر في هذه المواجهة».
من جهته، أبدى السفير الإيراني «استعداد بلاده للتعاون مع العراق في جميع المجالات خصوصا في الجانب الأمني ومواجهة تنظيم داعش الإرهابي».
إلى ذلك، أعلن وزیر الداخلیة الإیراني عبد الرضا رحماني فضلي أن اجتماعا ثلاثیا بین إیران وسوریا والعراق سیعقد في بغداد. وقال إن الدول الثلاث التي تنشط في مواجهة إسرائیل ومكافحة الإرهاب والتطرف والعنف ستعمل علی تعزیز تعاونها وتمهد الفرص للنشاطات المشتركة.
وفي وقت نفى فيه مصدر مسؤول في وزارة الداخلية العراقية «علم الوزارة بأمر هذا الاجتماع أو الترتيبات الخاصة به»، فإن الوزير الإيراني وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزیر الداخلیة السوري محمد الشعار، أعرب عن أمله في أن یمهد الاجتماع الثلاثي لعقد اجتماعات متعددة الأطراف بین وزراء الداخلیة في الدول الإسلامیة التي تمتلك رؤى مشتركة. وقال إن «محاربة الإرهاب لا سیما تنظیم داعش من المواضیع المهمة جدا بالنسبة لإیران وسوریا».
وأضاف أن «المسؤولیة التي تقع علی عاتق الجمیع تتمثل في مكافحة الإرهاب بشكل حقیقي والتصدي لهذه الظاهرة الخطیرة في ظل الوحدة والتنسیق بین الدول الإسلامیة بالمنطقة لا سیما دول محور المقاومة».
لكن مصدرا مسؤولا في وزارة الداخلية العراقية نفى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» علم بغداد «بما إذا كان هناك اجتماع أو لقاء قريب سيعقد في بغداد مع إيران وســــوريا أو الترتيبات الخـــــــــاصة بذلك».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.