يهيمن القلق على قطاع كبير من المواطنين اليونانيين بخصوص مستقبل البلاد، كما تنتظر الأسواق الدولية، ما سوف يسفر عنه لقاء القمة المخصص لليونان، وضرورة التوصل لاتفاق بين زعماء دول منطقة اليورو، ورغم تزايد فرص التوصل لاتفاق لحل الأزمة بناء علي تصريحات من مسؤولين يونانيين وأوروبيين تتحدث عن إمكانية إبرام اتفاق يجنب أثينا التخلف عن سداد ديونها واحتمال الخروج من منطقة اليورو، فإن تصريحات المستشارة الألمانية ميركل الأخيرة ربما قلبت المعادلة حيث طالبت بالرجوع مجددا إلى الخبراء التقنيين والمؤسسات الدائنة.
وفي تصريحاته قبل القمة قال رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس فيما كان رئيس المفوضية الأوروبية جان كلوود يونكر يقف بجانبه: «لقد جئنا من أجل التوصل إلى اتفاق قابل للحياة من الناحية الاقتصادية، ومن أجل ترك فوائض أولية مفرطة، ولإنقاذ المعاشات التقاعدية والأجور»، وأكد تسيبراس أن حكومته تسعى لتجنب الزيادات المفرطة وغير معقولة في الاستهلاك الكهربائي للسر والعائلات من الطبقات الوسطي، ومن أجل استعادة الحياة الطبيعية في علاقات العمل، وفي الوقت نفسه لتعزيز الإصلاحات الهيكلية وتوزيع الأعباء، ومكافحة التهرب الضريبي والفساد، واختتم تصريحاته بأن كل هذه الأشياء هي مفتاح للاتفاق.
وصرح وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس بأن حكومة بلاده تعتقد بإمكانية التوصل لاتفاق مع دائنيها وذلك بعد اجتماعات على مدى ثماني ساعات للإعداد لمقترحات قبل يوم من القمة الأوروبية.
وقال مفوض الشؤون الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي بيير موسكوفيتشي إنه مقتنع بأن زعماء منطقة اليورو سيتوصلون إلى وسيلة لحل الأزمة اليونانية، مضيفا أنه يعتقد أن الإرادة السياسية لدى الجميع للحفاظ على اليورو، وضمان عدم التخلي عن هذه العملة الموحدة ستنتصر بنهاية اللقاء.
ورحب الاتحاد الأوروبي بالمقترحات الجديدة التي قدمها رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس بشأن الإصلاحات التي يطلبها الدائنون من أثينا، ووصف الاتحاد المقترحات بأنها «أساس جيد لإحراز تقدم» في المحادثات التي تجرى خلال القمة، وتهدف لإنقاذ اليونان من الإفلاس.
ونتيجة لتزايد الآمال بحل أزمة اليونان، صعدت أسواق الأسهم الأوروبية، وسجلت بورصة أثينا صعودا بأكثر من 7 في المائة عند الافتتاح، في حين ارتفعت بورصة فرانكفورت بـ3.5 في المائة، وارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى بنسبة 1.4 في المائة، كما صعد مؤشرا بورصتي لندن وباريس بنسب تراوحت بين 1 في المائة و2.4 في المائة.
من جهة أخرى، قال مصدر مصرفي أمس الاثنين إن البنك المركزي الأوروبي رفع سقف السيولة الطارئة التي تستطيع البنوك اليونانية سحبها من البنك المركزي للبلاد وذلك للمرة الثالثة في ستة أيام، ولكن لم يتبين حتى وقت إرسال الخبر عن حجم السيولة الجديدة.
وعقد مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي مؤتمرا عبر الهاتف أمس الاثنين لمناقشة تمديد مساعدات السيولة الطارئة بعدما سحب المودعون اليونانيون نحو 4.2 مليار يورو من البنوك اليونانية الأسبوع الماضي خوفا من احتمال عدم توصل أثينا إلى اتفاق مع مقرضيها.
وذكرت المصادر أن مجلس المحافظين رفع سقف مساعدات السيولة الطارئة في مؤتمر عبر الهاتف إذا اقتضت الضرورة، وكان قد رفع المركزي الأوروبي السقف 1.1 مليار يورو إلى 84.1 مليار يورو في 17 يونيو (حزيران)، ورفعه مجددا 1.8 مليار يورو يوم الجمعة الماضي.
وتستمر المظاهرات في العاصمة اليونانية أثينا، تضامنا مع مطالب الحكومة اليسارية وأيضا رفضا لتدابير التقشف والمساس بالمرتبات والمعاشات، وفي نفس الوقت طالب المتظاهرون الذين خرجوا أيضا مجددا مساء أمس الاثنين إلى ساحة سينتغما وسط أثينا ببقاء البلاد داخل منطقة اليورو.
يذكر أن برنامج الإنقاذ المالي لليونان ينتهي العمل به في الثلاثين من الشهر الجاري، وهو أيضًا الموعد الذي يتعين فيه على أثينا سداد 1.6 مليار يورو لصندوق النقد الدولي، حيث رفضت المديرة العامة للصندوق تمديد مهلة السداد.
قلق يهيمن على الشارع اليوناني رغم تزايد فرص الاتفاق
بورصة أثينا تسجل ارتفاعًا 7 % > «المركزي الأوروبي» يوافق على سيولة طارئة
قلق يهيمن على الشارع اليوناني رغم تزايد فرص الاتفاق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة