مرسي يظهر مرتديًا البدلة الحمراء للمرة الأولى ويحيي انصاره من وراء القضبان

استئناف محاكمة الرئيس الأسبق في قضية تسريب وثائق إلى قطر الخميس

الرئيس الأسبق المخلوع محمد مرسي خلف القضبان في المحكمة الجنائية بالقاهرة أمس (أ.ب)
الرئيس الأسبق المخلوع محمد مرسي خلف القضبان في المحكمة الجنائية بالقاهرة أمس (أ.ب)
TT

مرسي يظهر مرتديًا البدلة الحمراء للمرة الأولى ويحيي انصاره من وراء القضبان

الرئيس الأسبق المخلوع محمد مرسي خلف القضبان في المحكمة الجنائية بالقاهرة أمس (أ.ب)
الرئيس الأسبق المخلوع محمد مرسي خلف القضبان في المحكمة الجنائية بالقاهرة أمس (أ.ب)

ظهر الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي أمس مرتديًا الزي الخاص بالمحكوم عليهم بعقوبة الإعدام شنقا (البدلة الحمراء) لأول مرة قفص الاتهام بدلا من بدلة السجن الزرقاء، وذلك خلال استئناف جلسات محاكمته و10 آخرين من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، في قضية اختلاس وتسريب وثائق أمن قومي سرية إلى دولة قطر.
ويتهم مرسي ومن معه باختلاس تقارير صادرة عن جهازي المخابرات العامة والحربية، والقوات المسلحة، وقطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية، وهيئة الرقابة الإدارية، من بينها مستندات غاية في السرية تضمنت بيانات حول القوات المسلحة وأماكن تمركزها والسياسات العامة للدولة، بغية تسليمها إلى جهاز المخابرات القطري وقناة «الجزيرة»، بقصد الإضرار بمركز مصر العسكري والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي وبمصالحها القومية.
وفور إيداعه داخل القفص الزجاجي، في قاعة محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة (شرق القاهرة)، قام الرئيس الأسبق بالتلويح لأنصاره بيديه، مع إرسال القبلات لهم. بينما قام باقي المتهمين بترديد هتافات معادية للنظام الحالي وتعمدوا الضحك بصوت مرتفع والابتسام في مواجهة كاميرات المصورين الصحافيين، في محاولة لإظهار عدم مبالاتهم بالمحاكمة.
وقضية تسريب وثائق سرية إلى قطر، ضمن خمس قضايا يحاكم فيها مرسي منذ عزله في مطلع يوليو (تموز) 2013، إثر احتجاجات حاشدة على حكمه، تشمل أيضا إهانة القضاء، والتخابر، وأحداث الاتحادية، واقتحام السجون.
وسبق أن قضت محكمة جنايات القاهرة يوم (الثلاثاء) الماضي، بإعدام مرسي وآخرين في قضية اقتحام السجون التي جرت أحداثها إبان ثورة يناير (كانون الثاني) عام 2011. كما قضت بسجنه 25 عاما إثر إدانته في قضية التخابر.
وفي أبريل (نيسان) الماضي، حكم على مرسي أيضا بالسجن المشدد لمدة 20 عاما والرقابة لمدة 5 سنوات، في قضية أحداث الاتحادية، بعد إدانته بتهمتي استعراض العنف والاحتجاز المقترن بالتعذيب البدني.
وخلال جلسة أمس عرضت المحكمة محتوى الأحراز المضبوطة مع المتهمة كريمة الصرفي، نجلة سكرتير مرسي. وهي عبارة عن كومبيوتر يحتوي على صور لمرسي وأغان وأفلام وموسيقى ومجموعة من الصور الشخصية وتسجيل لمقاطع فيديو خاصة وصور وثائقية بعضها لتظاهرات.
واحتوت الأحراز على أوراق تخص مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، حول رؤيته للمجتمع والمفاهيم الوطنية والقومية، وأوراق تنظيمية تتعلق بنظرة سيد قطب للمجتمع والاختلاف بين رؤية البنا وقطب للمجتمعات القائمة. كما تضمنت أوراقا حول خط سير إحدى القيادات العسكرية، وكشف بأسماء عدد من ضباط الصف.
وقد قررت المحكمة تأجيل نظر القضية إلى جلسة يوم (الخميس) المقبل، لاستكمال فض ومشاهدة باقي الأحراز المصورة في القضية.
وكان المستشار هشام بركات النائب العام قد أحال المتهمين للمحاكمة، في سبتمبر (أيلول) العام الماضي، في ختام تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا بالقضية. والمتهمون بجانب مرسي هم (أحمد عبد العاطي - مدير مكتب مرسي، وأمين الصيرفي - سكرتير سابق برئاسة الجمهورية، وأحمد عفيفي - منتج أفلام وثائقية، وخالد رضوان - مدير إنتاج بقناة مصر 25، ومحمد كيلاني محبوس - مضيف جوي، وأحمد إسماعيل معيد جامعي، وكريمة الصيرفي - طالبة، وأسماء الخطيب - مراسلة بشبكة رصد هاربة، وعلاء سبلان – أردني هارب، وإبراهيم هلال - رئيس قطاع الأخبار بقناة الجزيرة هارب).
وأشارت التحقيقات إلى أن مرسي استغل منصبه كرئيس وعين بعض كوادر الإخوان في وظائف حساسة بمؤسسة الرئاسة، وبعد زيادة حدة الانتقادات ضد مرسي والإخوان، أصدر التنظيم الدولي للجماعة تعليماته لمرسي بتسريب ما يطلع عليه بحكم منصبه من وثائق مهمة، إلى جهاز المخابرات القطري، ومسؤولي قناة «الجزيرة»، من بينها تقارير شديدة الخطورة عن القوات المسلحة المصرية وأماكن تمركزها وطبيعة تسليحها، احتفظ بها كل من مرسي وأحمد عبد العاطي بخزينة مكتبه بالرئاسة، بصفتهما الوظيفية، ثم سلماها إلى المتهم أمين الصيرفي.
وتبين من التحقيقات أن 7 من المتهمين من العاملين بقناتي «الجزيرة» و«مصر 25» وشبكة «رصد» قد ارتكبوا جريمة التخابر بصورة مباشرة وصريحة، باتفاقهم مع ضابط جهاز المخابرات القطري على العمل لصالح دولة قطر، وإمداد المخابرات القطرية بالوثائق السرية الصادرة عن الجهات السيادية إلى مؤسسة الرئاسة، والتي تم اختلاسها بمعرفة الرئيس الأسبق ومدير مكتبه، وتم تهريبها بمعرفة سكرتيره الخاص ومتهمين آخرين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».