الرئيس المصري يعيد توزيع أوراق الدبلوماسية المصرية في العواصم الرئيسية

تعيين سفراء جدد في الرياض وأبوظبي وواشنطن وتل أبيب

الرئيس المصري يعيد توزيع أوراق الدبلوماسية المصرية في العواصم الرئيسية
TT

الرئيس المصري يعيد توزيع أوراق الدبلوماسية المصرية في العواصم الرئيسية

الرئيس المصري يعيد توزيع أوراق الدبلوماسية المصرية في العواصم الرئيسية

اعتمد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الحركة الدبلوماسية لسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية بالخارج. وشملت الحركة ترشيح السفير ياسر رضا سفيرا لمصر في واشنطن، خلفا للسفير محمد توفيق، والسفير حازم خيرت سفيرا لبلاده في تل أبيب، وناصر حمدي زغلول سفيرا لمصر في الرياض، ووائل جاد في الإمارات.
وتأمل القاهرة، على ما يبدو، في أن ينجح رضا، الذي عمل في وقت سابق مستشارا لوزير الخارجية، في تبديد ما بقي من غيوم كانت قد شابت العلاقات المصرية - الأميركية في أعقاب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي صيف العام قبل الماضي.
ويعد رضا، الذي خدم في إسرائيل رابعا لسفراء بلاده في تل أبيب منذ عام 2008 إلى 2012، أحد أبرز الدبلوماسيين المصريين المعنيين بملف الشؤون العربية والإسرائيلية، وشارك رضا في ملفات تبادل الأسرى مع فلسطين، وأزمة توقف محادثات السلام.
وحافظ رضا على علاقات هادئة مع تل أبيب خلال السنوات الأربع التي تولى فيها مهام عمله. ونقلت إذاعة إسرائيلية عن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي حينها، داني أيالون قوله في حفل وداع السفير ياسر رضا: «فترة رضا ساهمت إلى حد كبير في تطوير العلاقات مع مصر»، كما أضاف موجها كلامه للسفير رضا: «إسرائيل تشكر لك مساهمتك الفريدة من نوعها في تطوير العلاقات مع مصر، ومتأكدة أنك ستستمر شريكا حقيقيا في دفع العلاقات خلال الفترة المقبلة».
ويحمل السفير رضا خبرة واسعة؛ حيث عمل في عدد من العواصم المهمة أبرزها بكين، ونيقوسيا، وبغداد، وروما، وبرلين.
كما شملت الحركة الدبلوماسية الجديدة ترشيح السفير حازم خيرت مساعد وزير الخارجية لشؤون السلكين الدبلوماسي والقنصلي، سفيرا لمصر في تل أبيب، خلفا للسفير عاطف سالم.
ومن أبرز الدبلوماسيين في الحركة الجديدة الدكتور بدر عبد العاطي الذي شغل خلال العامين الماضيين منصب المتحدث الرسمي باسم الخارجية، والذي رشح سفيرا لمصر في برلين خلفا للسفير محمد حجازي، وناصر حمدي زغلول سفيرا لمصر في الرياض، وعلاء يوسف حسن قنصل عام لندن.
وتضمنت الحركة أيضا ترشيح السفير أحمد شاهين قنصلا لمصر في ميلانو، وترشيح السفير عاطف سالم (سفير مصر في تل أبيب) سفيرا لمصر في كوبا، وترشيح السفير محمد أبو الدهب للقنصلية المصرية في شيكاغو.
وشملت الترشيحات ياسر عاطف في الكويت، ووائل جاد في الإمارات، والسفير حاتم سيف النصر للفاتيكان، وعبد الرحمن صلاح في براغ، وحسين مبارك لقبرص، وصبري مجدي لسلطنة عمان، والسفير شريف شاهين سفيرا لمصر في إسلام آباد، وأبو بكر حفني في أديس أبابا. وتم كذلك ترشيح علاء رشدي إلى البرازيل، والسفيرة لمياء مخيمر قنصلا لمصر في لوس أنجليس، والسفيرة ماهي عبد اللطيف سفيرة لمصر لدى النرويج، والسفير يوسف مكاوي سفيرا لمصر لدى سلوفينيا، كما شملت الحركة ترشيح السفيرة ألفت فرح مساعد وزير الخارجية للشؤون الثقافية سفيرة لمصر لدى كرواتيا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.