توقّعت مصادر في المعارضة السورية أن تشهد الأيام القليلة المقبلة تطورات في المناطق الواقعة في جنوب دمشق، مشيرة في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الهدف من تشكيل «جيش الفتح» في الجنوب هو «التركيز على الجبهة الجنوبية حيث لا تزال نقاط مهمة محاصرة، لافتة في الوقت عينه إلى عودة الانشقاقات في صفوف قوات النظام في هذه المنطقة بعد توقفها في المرحلة الأخيرة».
وبعد تراجع المعارضة في هجومها على مطار الثعلة وحصارها له لأيام، قرب محافظة السويداء، أشار المصدر إلى أن تشكيل هذا الجيش سيؤدي إلى تفعيل العمل على جبهة القنيطرة وجبهات أخرى في درعا.
ويوم أمس، تجددت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة والفصائل المعارضة من جهة أخرى في محيط قرية سكاكا التي سيطرت عليها قوات النظام يوم أول من أمس، وبالقرب من قرية الدارة المحاذية لمطار الثعلة العسكري، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وفي ظل المعلومات التي تشير إلى إمكانية استغلال إسرائيل للأحداث في المنطقة الجنوبية، ولا سيما في المناطق الحدودية الدرزية، والدخول على خط الأزمة، قال المصدر: «ظهرنا الآن إلى إسرائيل ووجهنا إلى دمشق»، ويبدو واضحا أنّ إسرائيل باتت متأكدة أن النظام يتداعى وهي تقف اليوم تراقب من بعيد، لكن إذا تحركت فهذا لا يعني أننا سنقف مكتوفي الأيدي».
وكان مقاتلو «جيش الفتح» شنوا هجومًا عنيفًا على النقاط العسكرية شمال بلدة جباثا الخشب بريف القنيطرة، وتمكنوا من السيطرة على نقطة الـUN الواقعة على الطريق الواصل بين منطقة حضر ومزرعة بيت جن بريف دمشق الغربي، والتي كان يتمركز فيها الجيش النظامي.
في المقابل، قالت «شبكة الدرر الشامية»، إنّ ميليشيات الدفاع الوطني الدرزية في بلدة حضر بريف القنيطرة المتاخمة لغوطة دمشق الغربية، لم تستجب لنداءات الفصائل المعارضة بالوقوف على الحياد وعدم مساندة النظام في وجه تقدم «جيش الحرمون» و«جيش الفتح» في سعيهم لفك الحصار عن غوطة دمشق الغربية.
وأشارت الشبكة إلى أن مقاتلي المعارضة وبعد سيطرتهم على التلول الحمر، وحاجز الأمن العسكري ونقطة الـ«un»، اصطدموا بميليشيات الدفاع الوطني المنتمية لبلدة الحضر التي تقوم بالتنسيق مع جيش النظام.
وكان «جيش الحرمون»، المكون من عدة فصائل وجّه نداء للطائفة الدرزية بضرورة منع أبنائهم من الاصطفاف مع النظام، وأنهم ليسوا هدفًا له، وذلك بعد سيطرتهم على التلول الحمر وتقدمهم باتجاه سرايا الدفاع بريف القنيطرة التي تفرض حصارًا خانقًا على غوطة دمشق الغربية.
وتعد محافظة القنيطرة التي تشكل قسمًا منها أراضي الجولان المحتل، منطقة حساسة، فهي تبعد نحو 70 كيلومترا جنوب غربي العاصمة دمشق، وشهدت اشتباكات متعددة بين جماعات المعارضة المختلفة وجيش النظام السوري ومسلحين متحالفين معه.
وكانت ثمانية فصائل معارضة، أعلنت أخيرا، عن تشكيل «جيش الفتح» في المنطقة الجنوبية، ويضم وفق البيان الذي بثّ على موقع «يوتيوب»، كلاً من (حركة أحرار الشام الإسلامية، وجبهة النصرة، وتحالف فتح الشام، ولواء إحياء الجهاد، وتجمع مجاهدي نوى، ولواء أنصار الحق، ولواء أسود التوحيد، ولواء العمرين الإسلامي).
يذكر أن «جيش الفتح» في الجبهة الجنوبية هذا، هو ثالث فصيل يشكل تحت هذا الاسم بعد إدلب والقلمون، حيث تعتبر «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» هما الفصيلان الأساسيان فيه وقد تمكنا من السيطرة على معظم محافظة إدلب، منذ ما يقارب الثلاثة أشهر، ولكنه شهد تراجعًا في منطقة القلمون بريف دمشق بالتزامن مع تقدم مقاتلي حزب الله اللبناني والجيش النظامي.
وبعد ساعات على إعلان تشكيل «جيش الفتح» في الجبهة الجنوبية عن سيطرة فصائله على مناطق بين ريف القنيطرة والغوطة الغربية بريف دمشق، هاجمت مجموعات تابعة للواء شهداء اليرموك (موالية لداعش) مقرات سرية لـ«حركة أحرار الشام» أحد فصائل «الفتح» في بلدة تسيل بمنطقة وادي اليرموك في درعا، ما أدى لسقوط قتلى من الطرفين.
وكان «شهداء اليرموك» المتهم بالتنسيق مع تنظيم داعش، قد تعهد في وقت سابق بعدم التعرض للفصائل المعارضة، إلا أنه وبشكل مفاجئ بدأ بقصف البلدة بقذائف الهاون، مما دفع جيش الفتح المشكل حديثًا في الجنوب، إلى استقدام تعزيزات لرد هجومهم. وقد أدت المعارك إلى سقوط جرحى في صفوف الطرفين، وفق ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وفي درعا، كثّف الطيران المروحي غاراته الجوية، صباح أمس، على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في درعا، في حين قامت قوات النظام بالاستيلاء على منازل المدنيين ممن نزحوا عنها بالأحياء الخاضعة لسيطرتها بالمدينة، وفق «الدرر الشامية».
وأفاد ناشطون بأن الطيران المروحي استهدف بالبراميل المتفجرة أحياء مدينة درعا، في حين شن عدة غارات على المنطقة الواقعة بين تل الحارة وبلدة نبع الصخر بالبراميل المتفجرة، كما ألقى ببرميلين آخرين على بلدة اليادودة بريف درعا، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر.
في غضون ذلك، أفادت مصادر محلية لشبكة «الدرر الشامية» باستيلاء قوات النظام خلال اليومين الماضيين على عشرات المنازل ممن نزح سكّانها من أحياء درعا المحطة الخاضعة لسيطرتها إلى مناطق أقل خطرًا، وذلك بعد توارد الأنباء عن هجوم وشيك للفصائل المقاتلة للقضاء على الوجود العسكري في مدينة درعا.
وأوضحت المصادر، أن قوات النظام تمركزت في عدد من المنازل بحي المطار في منطقة درعا المحطة والواقعة بالقرب من مواقعهم العسكرية.
تشكيل «جيش الفتح» في جنوب سوريا يعيد تفعيل جبهتي القنيطرة ودرعا
عودة الاشتباكات إلى محيط «مطار الثعلة» في محافظة السويداء
تشكيل «جيش الفتح» في جنوب سوريا يعيد تفعيل جبهتي القنيطرة ودرعا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة