لبنان: الطيران الإسرائيلي يدمّر طائرة استطلاع تابعة له بعد سقوطها في البقاع

تل أبيب تقلل من أهمية الخبر وتتردد في تبنيه

عنصر من الأمن اللبناني يتفحص بقايا طائرة دون طيار سقطت شرق لبنان واستهدفتها غارة إسرائيلية لتدمير أية معلومات تحملها (أ.ف.ب)
عنصر من الأمن اللبناني يتفحص بقايا طائرة دون طيار سقطت شرق لبنان واستهدفتها غارة إسرائيلية لتدمير أية معلومات تحملها (أ.ف.ب)
TT
20

لبنان: الطيران الإسرائيلي يدمّر طائرة استطلاع تابعة له بعد سقوطها في البقاع

عنصر من الأمن اللبناني يتفحص بقايا طائرة دون طيار سقطت شرق لبنان واستهدفتها غارة إسرائيلية لتدمير أية معلومات تحملها (أ.ف.ب)
عنصر من الأمن اللبناني يتفحص بقايا طائرة دون طيار سقطت شرق لبنان واستهدفتها غارة إسرائيلية لتدمير أية معلومات تحملها (أ.ف.ب)

دمر الطيران الإسرائيلي، صباح أمس الأحد، طائرة استطلاع من دون طيار تابعة له، بعد سقوطها في منطقة جبلية في شرق لبنان، وفق ما أكّد مصدر أمني لبناني لوكالة الصحافة الفرنسية، فيما لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الغارة.
وقالت وسائل إعلام تابعة لحزب الله إن انفجارا وقع في بلدة صغبين في منطقة نائية في محافظة البقاع الغربي اللبنانية نجم عن غارة إسرائيلية استهدفت تدمير طائرة بلا طيار سقطت في المنطقة. وقال المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الطيران الإسرائيلي دمر صباح اليوم (أمس) طائرة استطلاع إسرائيلية بعد سقوطها ليلا في جرود بلدة صغبين» في منطقة البقاع، شرق لبنان، من دون أن تتضح أسباب سقوطها.
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام أفادت بسماع دوي انفجار بين بلدة صغبين وجبل الباروك لم تعرف أسبابه، وترافق ذلك مع تحليق للطيران، مشيرة إلى أن خبراء في الجيش اللبناني تولوا معاينة موقع الحادث. وأشارت معلومات صحافية إلى كتابات روسية ظهرت على حطام الطائرة.
من جهته، نفى الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي النبأ الذي انتشر في لبنان، بأن طيارة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي أقدمت على تدمير طائرة إسرائيلية بلا طيار، كانت قد سقطت ظهر أمس في البقاع اللبناني. وقالت مصادر غير رسمية إنها ترجح أن تكون هذه طائرة صغيرة وقديمة بلا طيار تابعة لحزب الله تم إسقاطها بصاروخ أرض جو من جبهة النصرة أو «داعش». وفي رواية ثالثة قيل إن هذه طائرة لحزب الله، لكن إسرائيل هي التي قصفتها ودمرتها.
وأضافت المصادر الإسرائيلية أنه لا يستبعد أن تكون هذه طائرة إسرائيلية بلا طيار سقطت على الأراضي اللبنانية نتيجة لخلل ما، وقام سلاح الجو الإسرائيلي بتدميرها من الجو بهدف «منع عناصر معادية من لبنان أو إيران من كشف أسرارها». وقالت هذه المصادر إنه سبق أن سقطت طائرة إسرائيلية بلا طيار في لبنان، في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، وكان رد الفعل الإسرائيلي الأول بالنفي. لكنه مع ذلك، فقد رجح أن تكون هذه الطائرة تابعة لحزب الله، وأن يكون سقوطها ناجما عن ضربة من خصومه في سوريا، «داعش» و«النصرة» وأمثالهما.
وأحجمت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي عن التعليق على النبأ، مما أثار الشكوك بأن الرواية الأولى هي الصحيحة، أي أن الجيش الإسرائيلي دمر طائرة تابعة له. لكن ناطقا آخر بلسان الجيش سارع إلى نفي الخبر. وفي لبنان، أعلن الجيش عن إغلاق الطرق المؤدية إلى موقع الانفجار لكي يحقق في الحادث بهدوء.
ومن جهتها، بثت قناة «المنار» التابعة لحزب الله خبرا عن الانفجار في البقاع، لكنها لم تكشف عن مزيد من التفاصيل، وكذلك فعلت قناة «الميادين» التي تبث برامجها من لبنان.
وفي بداية العام الحالي فجرت إسرائيل عن بعد جهاز تجسس كان مزروعا قرب طريق رئيسي في جنوب لبنان بعد أن اكتشفه عناصر حزب الله. وأسفر ذلك الهجوم عن مقتل عنصر في الحزب الذي رد بتفجير قنبلة على الحدود اللبنانية مع إسرائيل مما أسفر عن إصابة جنديين إسرائيليين.
وشنت إسرائيل عدة ضربات جوية في سوريا المجاورة منذ بدء الحرب قبل أربع سنوات، وأسفر معظمها عن تدمير أسلحة قال مسؤولون إسرائيليون إنها كانت موجهة لحزب الله اللبناني. ويسجّل بشكل دائم تحليق للطيران الإسرائيلي فوق المناطق اللبنانية لا سيما في البقاع والجنوب. وخاضت إسرائيل حربا ضد حزب الله استمرت 34 يوما عام 2006 قتل خلالها المئات.



تقديرات أميركية باستمرار حملة ترمب ضد الحوثيين 6 أشهر

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)
TT
20

تقديرات أميركية باستمرار حملة ترمب ضد الحوثيين 6 أشهر

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)

وسط تقديرات أميركية باستمرار الحملة التي أطلقها الرئيس دونالد ترمب ضد الحوثيين 6 أشهر، تواصلتْ الضربات في نهاية أسبوعها الثالث على معقل الجماعة الرئيسي في صعدة ضمن سعي واشنطن لإرغام الجماعة المدعومة من إيران على وقف تهديد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

ومع توقف الهجمات الحوثية باتجاه إسرائيل منذ الأحد الماضي، يتكهن مراقبون يمنيون بتعرض قدرات الجماعة العسكرية لضربات موجعة جراء الغارات التي استهدفت مخابئهم المحصنة في الجبال والكهوف ومراكز قيادتهم ومستودعات الأسلحة.

وأفاد الإعلام الحوثي بتلقي ضربات جديدة، فجر الجمعة، استهدفت منطقة العصايد بمديرية كتاف في صعدة، إلى جانب ضربات أخرى استهدفت منطقة كهلان شرق مدينة صعدة، وجميعها مواقع تعرضت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية للاستهداف أكثر من مرة.

ولم يتحدث إعلام الجماعة عن الخسائر جراء الضربات الجديدة، ولا عن عددها، إلا أن التقديرات تشير إلى بلوغ مجمل الغارات نحو 320 غارة منذ بدء الحملة في 15 مارس (آذار) الماضي.

منظر للأضرار في منطقة ضربتها غارة جوية أمريكية في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون (أ.ف.ب)
منظر للأضرار في منطقة ضربتها غارة جوية أمريكية في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون (أ.ف.ب)

ويقول القطاع الصحي الخاضع للحوثيين إن الضربات التي أمر بها ترمب أدت حتى الآن إلى مقتل 63 شخصاً وإصابة 140 آخرين، بينهم أطفال ونساء، في حين بلغ الإجمالي منذ بدء الضربات التي تلقتها الجماعة في عهد جو بايدن 250 قتيلاً و714 مصاباً.

ومع تكتم الجماعة على الخسائر العسكرية، لم يتم التحقق من هذه الأرقام للضحايا المدنيين من مصادر مستقلة.

مليار دولار

مع تصاعد وتيرة الضربات الأميركية ضد الحوثيين، كشف مسؤولون لصحيفة «نيويورك تايمز» أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنفقت ما يقارب 200 مليون دولار على الذخائر خلال الأسابيع الثلاثة الأولى فقط من عملية «الفارس الخشن»، مع توقعات بأن تتجاوز التكلفة مليار دولار قريباً.

ونقلت الصحيفة أن الضربات الأميركية، التي أطلق عليها وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، اسم «عملية الفارس الخشن» نسبة إلى القوات التي قادها ثيودور روزفلت في كوبا خلال الحرب الإسبانية الأميركية، قد تستمر على الأرجح لمدة 6 أشهر.

آثار قصف أميركي استهدف موقعاً خاضعاً للحوثيين في الحديدة (أ.ف.ب)
آثار قصف أميركي استهدف موقعاً خاضعاً للحوثيين في الحديدة (أ.ف.ب)

وأقر المسؤولون، حسب الصحيفة، بأن الحملة الجوية لم تحقق سوى «نجاح محدود» في تقليص الترسانة العسكرية الضخمة للحوثيين، التي توجد إلى حد كبير تحت الأرض، وتشمل صواريخ وطائرات مسيرة وقاذفات، وذلك وفقاً لما أفاد به مساعدو الكونغرس وحلفاؤهم.

ويقول المسؤولون الأميركيون، الذين اطلعوا على تقييمات الأضرار السرية، إن القصف كان أكثر كثافة من الضربات التي نفذتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وأكبر بكثير مما أوردته وزارة الدفاع علناً.

وخلال الأيام الأخيرة كثّف الجيش الأميركي ضرباته على معقل الحوثيين في صعدة، وبدأ في تصيّد تحركات قادة الجماعة على الطرقات.

تراجع الهجمات

كان لافتاً توقف الهجمات الصاروخية الحوثية تجاه إسرائيل بعد إطلاق 10 صواريخ منذ 17 مارس (آذار) الماضي، إذ كان أحدث هجوم اعترضه الجيش الإسرائيلي، الأحد الماضي، وهو ما يؤشر على ضعف التهديد الحوثي من الناحية الاستراتيجية لإسرائيل ومحدودية قدرة الجماعة على تكثيف الهجمات.

الحوثيون تبنوا استهداف إسرائيل بـ10 صواريخ خلال 3 أسابيع دون تأثير هجومي (إعلام حوثي)
الحوثيون تبنوا استهداف إسرائيل بـ10 صواريخ خلال 3 أسابيع دون تأثير هجومي (إعلام حوثي)

وتضاف ضربات ترمب إلى حوالي ألف غارة وضربة بحرية تلقتها الجماعة في عهد إدارة جو بايدن على مدار عام ابتداءً من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، وحتى إبرام هدنة غزة بين حركة «حماس» وإسرائيل في 19 يناير الماضي.

وكانت إدارة بايدن توقفت عن ضرباتها ضد الحوثيين بعد سريان اتفاق الهدنة في غزة، كما توقفت الجماعة عن مهاجمة السفن وإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، قبل أن تعود مجدداً للتهديد بشن الهجمات تجاه السفن الإسرائيلية مع تعذر تنفيذ المرحلة الثانية من الهدنة في غزة.

ودخل الحوثيون على خط التصعيد الإقليمي بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، حيث أطلقوا نحو 200 صاروخ وطائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، دون تأثير عسكري يُذكر، باستثناء مقتل شخص واحد في تل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي.