قال عدنان موسى، والد الأسير المضرب خضر عدنان، إن ابنه رفض عرضا إسرائيليا بتمديد اعتقاله ثلاثة أشهر، ومن ثم إطلاق سراحه، وأنه أصر على مواصلة إضرابه حتى إنهاء سياسة الاعتقال الإداري بحقه.
وأكد موسى في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن خضر «يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام على الرغم من الوضع الصحي الصعب الذي وصل إليه».
ودخل إضراب خضر عن الطعام، أمس، يومه الـ48، احتجاجا على سياسة اعتقاله إداريا.
ويريد عدنان قرارا من إسرائيل بعدم تجديد اعتقاله إداريا، بعدما فعلت ذلك 3 مرات خلال عام واحد فقط.
وكانت السلطات الإسرائيلية اعتقلت عدنان، في يوليو (تموز) من العام الماضي، وحكمته إداريا 6 أشهر، ثم جددت حكمه لـ4 أشهر، ثم إلى4 أشهر في مرة ثالثة، قبل أن يبدأ في الرابع من الشهر الحالي إضرابا مفتوحا عن الطعام.
ويستند الحكم الإداري إلى قانون الطوارئ البريطاني لعام 1945. ويعني اعتقال فلسطينيين وزجهم بالسجن من دون محاكمات أو إبداء الأسباب، لفترات مختلفة قابلة للتجديد تلقائيا. ويعتمد السجن الإداري على ملف تتذرع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأنه سري، ولا يجوز للمحكمة الاطلاع عليه.
واستخدمت إسرائيل الاعتقال الإداري أكثر من 20 ألف مرة ضد فلسطينيين منذ عام 2000.
وقبل 3 سنوات أضرب عدنان لـ66 يوما للتخلص من هذا الاعتقال، وتحول إلى رمز لمناهضة الحكم الإداري.
وقال والده: «هذه المرة أصعب، العمر يتقدم والصحة تتراجع، كما أنه يرفض تناول السوائل والمدعمات والفيتامينات، بخلاف الإضراب السابق».
وأضاف: «لقد زاره اليوم عضو الكنيست أسامة السعدي والمحامي جواد بولس، وأكدا لنا أنه ما زال على قيد الحياة (توضيحا لأنباء انتشرت فجرا حول استشهاده). لكنه بوضع صعب جدا، إنه يستفرغ باستمرار ويفقد قواه».
وتابع والده: «لقد أرسل لنا رسالة مفادها أنه سيواصل الإضراب بغض النظر عن أي نتائج (...) لقد رفض عرضا بتمديد اعتقاله 3 أشهر، أبلغهم (سلطات السجن) بأنه يرفض أن يبقى في الاعتقال بناء على معلومات سرية. وقال لهم: إذا كان هناك شيء ضدي حاكموني علانية، وإذا لا يوجد أطلقوا سراحي».
وأكد موسى أن ابنه رفض التعاون في أخذ المدعمات أو إجراء فحوصات طبية، مضيفا: «لقد رفض أن يعطيهم ميلمترا واحدا من دمه لإجراء فحوص. شعاره إما الشهادة أو الحرية».
وكانت أنباء تحدثت فجر أمس عن وفاة عدنان في سجنه، وهو ما أحدث إرباكا شديدا على الساحة الفلسطينية.
وأصدر رئيس نادي الأسير قدورة فارس بيانا فوريا نفى فيه تلك الأنباء. وقال فارس: «الأسير عدنان لم يستشهد وفقا لاتصالات تمت من قبل مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير، المحامي جواد بولس، مع نائب مدير مستشفى أساف هاروفيه، الذي قال إنه تلقى تقريرًا عن وضع عدنان الصحي ولم يكن هناك أي تغيير عليه، إضافة إلى اتصال آخر مع المستشار القضائي لإدارة سجون الاحتلال، الذي نفى صحة الخبر مع تأكيده على خطورة الوضع الصحي لعدنان».
ودعا فارس كل أطياف الشعب الفلسطيني إلى التحرك لنصرة الأسير خضر عدنان، في ظل ما يعيشه من أوضاع صحية خطيرة، جراء مواصلته الإضراب المفتوح عن الطعام ضد سياسية الاعتقال الإداري.
من جهته، أكد مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير المحامي جواد بولس، بعد زيارته للأسير عدنان، أن وضعه لا يزال حرجًا وصعبًا، وهو ما زال محتجزًا في ظروف الاعتقال نفسها، مكبلاً بالسرير.
وأضاف بولس، أنه وطوال وقت الزيارة كان الأسير خضر يتقيأ مواد خضراء اللون مع استمراره بمقاطعة الملح والمدعمات وإجراء الفحوصات الطبية.
ونقل بولس رسالة من خضر جاء فيها: «إن شاء الله سينتهي الإضراب عما قريب إما حرًا أو شهيدًا، وأسأل الله الخير دائمًا»، مضيفًا: «إلى كل من استعجل موتي: ما زلت حرًا وحيًا وستبقى الحياة والموت بيد الله».
خضر عدنان من سجنه: إلى كل من استعجل موتي.. ما زلت حرًا وحيًا
والد الأسير المضرب لـ «الشرق الأوسط» : ابني رفض عرضا لتمديد اعتقاله 3 أشهر فقط
خضر عدنان من سجنه: إلى كل من استعجل موتي.. ما زلت حرًا وحيًا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة