العثور في الأنبار على مقبرة جماعية لضباط أعدمهم مسلحو «داعش»

قائد ميداني: سد الثرثار تحت سيطرة الجيش العراقي

العثور في الأنبار على مقبرة جماعية لضباط أعدمهم مسلحو «داعش»
TT

العثور في الأنبار على مقبرة جماعية لضباط أعدمهم مسلحو «داعش»

العثور في الأنبار على مقبرة جماعية لضباط أعدمهم مسلحو «داعش»

أعلن آمر الفوج الثاني في قيادة عمليات الأنبار العقيد محمد الجميلي، أن قواته تمكنت من العثور على مقبرة جماعية تضم 40 جثة لضباط في الجيش والشرطة العراقية أعدمهم تنظيم داعش الإرهابي في منطقة القناطر في قضاء الكرمة 65 شرق مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار.
وقال العقيد الجميلي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن «القوات الأمنية تمكنت من خلال بلاغ قدمه أحد المواطنين في المنطقة من العثور على مقبرة جماعية تضم 40 جثة متفسخة من ضباط في الجيش والشرطة تم قتلهم رميا بالرصاص خلال الفترة الماضية ودفنهم في منطقة القناطر في قضاء الكرمة شرقي الرمادي». وأضاف أن «القوات الأمنية شرعت فور العثور على المقبرة برفع جثث المغدورين منها وسيتم إرسال جثث الضحايا إلى دائرة الطب العدلي في بغداد لفحصها ومعرفة هوية المغدورين وتسليم جثثهم إلى ذويهم».
من جانب آخر، أكد قائد عمليات الأنبار أن قواته تمكنت من قتل 17 عنصرا من تنظيم داعش بمعارك تطهير مناطق غرب الرمادي.
وقال اللواء الركن قاسم المحمدي لـ«الشرق الأوسط»، إن «القوات الأمنية وبغطاء من طيران التحالف شنت عملية عسكرية واسعة النطاق لاستهداف أوكار وتجمعات تنظيم داعش الإرهابي بمنطقة معمل الزجاج ومنطقة (الخمسة كيلو) والمخازن غرب الرمادي، ما أسفر عن مقتل 17 عنصرا من (داعش) بينهم انتحاري يقود سيارة مفخخة». وأضاف أن «القوات الأمنية دمرت ثلاث عجلات مثبت عليها أسلحة متوسطة وثقيلة ومنصة لإطلاق الصواريخ كان يستخدمها (داعش) في استهداف القطعات البرية مع تفجير مخبأ كبير للأسلحة في منطقة المخازن غرب الرمادي».
وأشار المحمدي إلى أن «معارك تطهير مدينة الرمادي مستمرة وتحديدا في شرق المدينة من جهة حصيبة الشرقية باتجاه منطقة السجارية ومن غرب المدينة عند مناطق (الخمسة كيلو) وجامعة الأنبار ويحاول تنظيم داعش صد العمليات العسكرية بخطوط دفاعية ضعيفة وقد تكبد عناصره خسائر فادحة خلال الأيام القليلة الماضية».
من جهته، أعلن قائد شرطة محافظة الأنبار اللواء هادي رزيج عن اعتقال 25 شخصًا يشكلون خلايا نائمة تعمل لصالح تنظيم داعش في ناحية عامرية الفلوجة 73 جنوب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، وأشار إلى أن المعتقلين كانوا يحاولون زعزعة الأمن في الناحية.
وقال رزيج لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوة من شرطة الأنبار وبالتعاون مع مديرية مكافحة الإجرام واللجنة التحقيقية الخاصة بها تمكنت من إلقاء القبض على 25 إرهابيا في قضاء العامرية، يشكلون خلايا نائمة تعمل لصالح تنظيم داعش الإرهابي».
من جانب آخر، أكد قائد تعبوي مختص بالشؤون اللوجيستية والاستراتيجية في قيادة عمليات الأنبار لـ«الشرق الأوسط»، أن «كل القواعد العسكرية والجوية والقيادات المهمة والسدود والطرق الرئيسة تحت سيطرة القوات المسلحة العراقية ودافعت عنها بقوة وخاضت معركة شرسة وقدمت تضحيات ليست بالقليلة للحفاظ عليها، وأن ناظم الورار بالرمادي وناظم النعيمية بالفلوجة هي ليست بالسدود للخزن والتحويل والتوليد، وإنما سدود تنظيمية لتوزيع مياه الزراعة وتم إيجاد البديل بتحويل المياه من أماكن بديلة إلى أن يعاد السيطرة عليها».
ووصف القائد التعبوي الذي رفض الكشف عن اسمه أنه من المستحيل السيطرة على المساحة الشاسعة للأنبار.
وأضاف: «القوات المسلحة تحكم السيطرة على سد الثرثار والنواظم التنظيمية المتفرعة شمال المحافظة وطرق سامراء وسدها وبيجي حديثة، وتتمركز قيادة عمليات الجزيرة والبادية في قاعدة عين الأسد شمال غربي أقصى المحافظة وليست ببعيدة عن الحدود المشتركة العراقية السورية الأردنية، وتوجد فيها وحولها الفرقتان السابعة والسادسة عشرة للمشاة وصنوف أخرى مساندة والكثير من الطائرات المروحية والمقاتلة التي تقدم الإسناد، فيما أكملت قيادة عمليات بغداد تقدمها من ذراع دجلة حتى مركز الكرمة وحدود الفلوجة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.