بلاتر وفالكه يعينان محاميين أميركيين «ذائعي الصيت» من أجل تحقيقات الفساد بالفيفا

الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي ينفي الحصول على رشوة لمساندة عرض قطر لاستضافة مونديال 2022

بلاتر وفالكه في لحظة صفاء بعيدا عن فضائح الفيفا («الشرق الأوسط»)  -  ريكاردو تيشيرا ينفي تلقي رشاوى من قطر
بلاتر وفالكه في لحظة صفاء بعيدا عن فضائح الفيفا («الشرق الأوسط») - ريكاردو تيشيرا ينفي تلقي رشاوى من قطر
TT

بلاتر وفالكه يعينان محاميين أميركيين «ذائعي الصيت» من أجل تحقيقات الفساد بالفيفا

بلاتر وفالكه في لحظة صفاء بعيدا عن فضائح الفيفا («الشرق الأوسط»)  -  ريكاردو تيشيرا ينفي تلقي رشاوى من قطر
بلاتر وفالكه في لحظة صفاء بعيدا عن فضائح الفيفا («الشرق الأوسط») - ريكاردو تيشيرا ينفي تلقي رشاوى من قطر

لجأ سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وأمينه العام جيروم فالكه لمحامين أميركيين ذائعي الصيت لتمثيلهما في تحقيق فساد لا يزال يهز أركان المؤسسة التي تدير اللعبة في العالم.
وقال مصدر على دراية بالأمر تحدث لـ«رويترز» مشترطا عدم ذكر اسمه بأن بلاتر استعان مؤخرا بريتشارد كولين مدير شركة مجواير وودز للمحاماة وهو أيضا مدع اتحادي أميركي سابق. أما فالكه فعين المحامي الأميركي البارز باري بيرك ليمثله حسبما أكد مصدر ثان.
وفي الثاني من الشهر الجاري أعلن بلاتر أنه سيترك رئاسة الاتحاد الدولي بعد أربعة أيام فقط من إعادة انتخابه.
وقال بلاتر حينها بأنه فقد التفويض من غالبية مجتمع كرة القدم العالمي. وجاء ذلك بعد اتهام السلطات الأميركية لتسعة من المسؤولين الحاليين والسابقين بالفيفا وخمسة من مسؤولي شركات كبرى بممارسات فساد شملت الحصول على أكثر من 150 مليون دولار في صورة رشاوى على مدار أكثر من 24 عاما. ولم يوجه الادعاء الأميركي أي اتهام لبلاتر أو لفالكه. لكن مصدرا قال في أوائل الشهر الحالي بأن هناك اعتقادا بأن فالكه ضالع في تحويلات مصرفية بقيمة عشرة ملايين دولار تمثل جزءا أصيلا من التحقيق.
والأسبوع الماضي أقر فالكه بأنه وقع على التحويلات لكنه أكد أنه لم يرتكب أي خطأ. وقال فالكه بأن تلك المزاعم ضده «ضرب من الجنون». وقالت مصادر بأن من القضايا الأخرى التي يفحصها مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي إدارة بلاتر للفيفا. وأصبح بلاتر رئيسا للاتحاد الدولي في 1998 وسيظل في المنصب لحين انتخاب رئيس جديد في تصويت لا يرجح أن يجرى قبل ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وتشمل تحقيقات السلطات الأميركية والسويسرية طريقة منح الفيفا حق تنظيم نهائيات كأس العالم في 2018 و2022 لروسيا وقطر على الترتيب. وقال المصدر الأول بأن بلاتر عين أيضا لورينز ايرني وهو محام بارز في زيوريخ. ورفض ايرني التعليق على الأمر في وقت سابق هذا الأسبوع. ولم يتضح بعد أن كانت قرارات بلاتر وفالكه الاستعانة بمحامين أميركيين كبار يشير للضغوط المتزايدة عليهما من السلطات الأميركية. ومن المألوف في الولايات المتحدة - حتى بالنسبة للشهود المحتملين - السعي للحصول على نصيحة قانونية أن تيسر من أجل حماية حقوقهم. ولم يتسن على الفور الوصول إلى كولين للحصول على تعليق يوم الأربعاء. كما رفضت متحدثة باسم الادعاء العام الأميركي التعليق. ولم يكن ممكنا أيضا الحصول على تعليق من الفيفا بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية.
من جهة أخرى قال الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي لكرة القدم بأنه «لم يحصل على شيء على الإطلاق» مقابل منح صوته لقطر لكي تحصل على حق استضافة كأس العالم 2022 ووصف مزاعم تورطه في الحصول على رشوة بأنها «سخيفة».
وردا على مزاعم نشرت في صحيفة برازيلية الثلاثاء بأنه تلقى رشوة من أمير قطري مقابل صوته قال ريكاردو تيشيرا «لم أحصل على شيء على الإطلاق».
وقال تيشيرا في مقابلة نشرت على موقع تيرا البرازيلي على الإنترنت «الأمير لم يعطني ساعة.. لم يعطني أي شيء». وكان تيشيرا رئيسا للاتحاد البرازيلي لكرة القدم بين 1989 و2012 عندما استقال لأسباب صحية. واتهم كثيرا بالفساد لكن رغم أن السلطات البرازيلية أبلغت رويترز أنه يتم التحقيق معه في عمليات غسل أموال وتهرب ضريبي إلا أنه لم يتهم بشيء.
واعترف تيشيرا خلال المقابلة مع موقع تيرا بأنه اجتمع مع ممثلين للكثير من الدول التي قدمت عروضا لاستضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022 وقال: إن تلك الزيارات كانت عادية تماما وجرت علنا. كما اعترف بأنه صوت لصالح قطر من أجل كأس العالم 2022 كجزء من اتفاق تم التوصل إليه قبل عملية التصويت. وقال تيشيرا بأن أميركا الجنوبية قررت التصويت في كتلة واحدة واتفقت مع قطر وبعض الدول الآسيوية على التصويت لصالح عرض إسبانيا - البرتغال المشترك من أجل كأس العالم 2018 مقابل منح أصوات أميركا الجنوبية لقطر في 2022.
ورغم تفوق روسيا على عرض إسبانيا - البرتغال لاستضافة كأس العالم 2018 فإن أميركا الجنوبية التزمت بتعهدها وصوتت لقطر في 2022. وقال تيشيرا «هذا كان الاتفاق. القصة ليست مختلفة عن ذلك مليمترا واحدا». وتأتي تعليقاته بينما يجلس خليفته جوزيه ماريا مارين في سجن سويسري في انتظار ترحيل محتمل للولايات المتحدة. ومارين واحد من سبعة مسؤولين في كرة القدم اعتقلوا في زيوريخ الشهر الماضي عن طريق الشرطة السويسرية نيابة عن السلطات الأميركية التي تحقق في عمليات فساد تضم مسؤولين بالفيفا.
وفي المجمل تم توجيه اتهامات بالفساد إلى تسعة مسؤولين حاليين أو سابقين في كرة القدم وخمسة مديرين تنفيذيين لشركات.
من جهة ثانية أفادت بعض المصادر القضائية في الأرجنتين أن كلا من هوغو وماريانو جنكيس، اللذين كانا هاربين من العدالة في قضية فضيحة فساد الاتحاد الفيفا، مثلا اليوم أمام القضاء الأرجنتيني للتحقيق معهما. وطبقا لما ذكرته المصادر القضائية في تصريحات لوكالة «تيلام» الأرجنتينية للأنباء، فإن الشريكين حضرا بمحض إرادتهما صباح اليوم أمام القاضي كلاوديو بوناديو. ويمتلك الثنائي هوغو وماريانو شركة «فول بلاي»، وهي إحدى الشركات التي كانت محل اشتباه بعد فضيحة القبض على سبعة من أكبر القائمين على شؤون الفيفا في نهاية مايو (أيار) الماضي خلال حضورهم اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد الكرة الدولي بزيوريخ. وصدرت أوامر دولية بالقبض على الشريكين جينكيس بعد اتهامهما بغسل الأموال ولكنهما ظلا هاربين حتى تسليم نفسيهما. ولم يبق، بعد تسليم الشريكين جينكيس نفسيهما، أي رجل أعمال أرجنتيني آخر يرتبط بعلاقة من أي نوع بفضيحة الفيفا في مكان مجهول.
يذكر أن أليخاندرو بورزاكون الرئيس السابق لشركة «منافسات وبطولات» قد مثل أمام القضاء قبل أيام. واتهم القضاء الأميركي الأرجنتينيين الثلاثة بتقديم رشى لبعض المسؤولين والاتحادات الوطنية للحصول على عقود وحقوق البث التلفزيوني للبطولات الكروية الكبرى، من بينها بطولة كوبا أميركا 2019 بالبرازيل.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».