لاجئو دارفور.. في انتظار المساعدات وحل المعضلات

بعد منازعات أدت لنزوح 78 ألف شخص

لاجئو دارفور.. في انتظار المساعدات وحل المعضلات
TT

لاجئو دارفور.. في انتظار المساعدات وحل المعضلات

لاجئو دارفور.. في انتظار المساعدات وحل المعضلات

ذكرت منظمة الصليب الأحمر، أنها بدأت في استعادة أنشطتها بشكل تدريجي بولايات دارفور (غرب السودان) لتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للنازحين واللاجئين الموجودين بمعسكرات الإيواء بإقليم دارفور.
وقال رئيس بعثة الصليب الأحمر بالسودان ألواه فليون، في تصريح صحافي اليوم (الثلاثاء)، إن المنظمة شرعت في الدخول في مفاوضات مباشرة مع وزارات ومؤسسات سودانية لاستئناف التدخلات الإنسانية بشكل طبيعي خلال المرحلة المقبلة.
وأضاف فليون أن الوضع في ولايات دارفور بحاجة إلى كثير من المساعدات والمعالجة وتأهيل المتأثرين والمتضررين من الحرب. وقال: «دخلنا في مفاوضات مع جمعية الهلال الأحمر وبعض الوزارات والمؤسسات الحكومية السودانية، لاستئناف الأنشطة والتدخلات الإنسانية بشكل طبيعي».
وأكد رئيس بعثة الصليب الأحمر بالسودان، وجود تعقيدات أمنية بدارفور تتأثر بها المنظمات كما يتأثر بها سكان الإقليم. وزاد: «رغم ذلك أرسلنا عاملين وموظفين باشروا أعمال الصليب الأحمر».
وأشار فليون إلى الأعمال التي تتعلق بتقديم المساعدات غير الغذائية، مثل توزيع البذور ومدخلات الإنتاج للزراعة للموسم الحالي، موضحا أنه لتجاوز بعض الصعوبات تم الدخول في مفاوضات مباشرة مع الهلال الأحمر السوداني، للتوصل إلى اتفاقات مشتركة للعمل معا في إقليم دارفور.
ومنذ أيام، حذر الأمين العام عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة إدموند موليت من خطورة الوضع في إقليم دارفور بسبب الهجمات المتواصلة ونزوح آلاف الأشخاص.
وقال موليت أمام مجلس الأمن الدولي إن الوضع هناك «لا يزال خطيرا جدا»، مع استمرار الحاجة إلى زيادة المساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أن المرحلة الثانية من الهجوم العسكري للحكومة السودانية المسماة «الصيف الحاسم» قد أدت إلى نزوح 78 ألف شخص على الأقل.
وأبلغ موليت أعضاء المجلس قلقه الشديد جراء الهجمات العنيفة ضد أفراد من بعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة (يوناميد) والعاملين في المجال الإنساني.
ودعا إلى توحيد الجهود لإقناع الأطراف المتحاربة بضرورة التوصل إلى حل سلمي في دارفور، مؤكدا أن ذلك يتطلب جهودا مشتركة من مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي بأسره.
وأكد ضرورة أن تبلغ هذه الجهات الأطراف المتحاربة أن لا حل عسكريا لهذا النزاع وأن معاناة السكان قد طالت ويجب أن تتوقف فورا.
ومن جهته، نفى القائم بأعمال السفير السوداني في الأمم المتحدة حسن حامد حسن أن تكون العمليات العسكرية الحكومية أدت إلى إعاقة الجهود لتقديم المساعدات الإنسانية في دارفور.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.