المعارضة تفرض حظرًا «جزئيًا» للطيران في الجنوب بصواريخ حرارية ومدافع رشاشة ثقيلة

النظام بات يعتمد طائرات «سوخوي».. وتحليقها على ارتفاعات شاهقة

المعارضة تفرض حظرًا «جزئيًا» للطيران في الجنوب بصواريخ حرارية ومدافع رشاشة ثقيلة
TT

المعارضة تفرض حظرًا «جزئيًا» للطيران في الجنوب بصواريخ حرارية ومدافع رشاشة ثقيلة

المعارضة تفرض حظرًا «جزئيًا» للطيران في الجنوب بصواريخ حرارية ومدافع رشاشة ثقيلة

قال قيادي في «الجيش السوري الحر» إن مقاتلي المعارضة في جنوب سوريا «استطاعوا فرض حظر جوي جزئي» ضد بعض طائرات القوات الحكومية السورية، عبر «استخدام صواريخ حرارية مضادة للطائرات»، وسط تضارب في الأنباء حول ما إذا كانت من نوع «كوبرا» أو نوع آخر من الصواريخ التي تطلق من على أكتاف المقاتلين.
وقال عضو المجلس الأعلى للقيادة العسكرية المعارضة رامي الدالاتي لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي المعارضة في ريف درعا الشرقي، «يستخدمون الصواريخ الحرارية ضد طائرات النظام، ما منع طائرات الـ(ميغ) من التحليق، كما قوّض حركة المروحيات» التي تسقط البراميل المتفجرة على الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وكانت قوات المعارضة، الخميس الماضي، أسقطت طائرة حربية من نوع «ميغ»، قال معارضون إن طيارها هبط بمظلة في محافظة السويداء، وكان ذلك الحادث الثاني من نوعه، بعد إسقاط قوات المعارضة بصاروخ حراري طائرة من نوع «ميغ» أيضا في أواخر مارس (آذار) الماضي، عقب السيطرة على بلدة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، إن الطائرة الأخيرة أسقطت بمدافع رشاشة من عيار «23»، أثناء تحليقها على علو منخفض بهدف رمي حمولتها، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن قوات المعارضة «تمتلك 4 أنواع من مضادات الطائرات في درعا، هي صواريخ من نوع (كوبرا)، ومدافع رشاشة من عياري (23) و(57) ملليمتر، إضافة إلى صواريخ (إيغلا) لا يمكن استخدامها، لأنها تفتقد إلى منصات إطلاقها». وقال إن الأنواع الثلاثة القابلة للاستخدام التي غنمها مقاتلو المعارضة من قواعد النظام «قادرة على فرض حظر جوي جزئي، على الأقل ضد الحوامات، نظرًا إلى أن المقاتلات الحربية تحلق على ارتفاع شاهق».
بدوره، أكد الدالاتي لـ«الشرق الأوسط» أن المقاتلين المعارضين «يمتلكون الآن مجموعة من الصواريخ الحرارية، قادرة على تحقيق إصابات مباشرة في طائرات حربية وتحقيق حظر جوي جزئي»، مشيرًا إلى أن تلك الصواريخ أيضا «قوضت حركة المروحيات التي ترمي البراميل المتفجرة عن علو منخفض، مما دفع النظام لاستخدام مروحيات الـ(غازيل) الفرنسية التي تحلق على مرتفعات عالية». وقال إن استخدام المروحيات «بات محظورًا إلى حد ما؛ إذ تشير معلوماتنا إلى أن النظام أوقف إقلاعها من مطاري الطيفور والسين أيضًا» في ريف حمص الشرقي.
ويخوض المعارضون معارك للسيطرة على مطار الثعلة العسكري في أقصى شرق ريف درعا المتصل بريف السويداء. وأشار الدالاتي إلى أن سلاح الجو السوري «بدأ يستخدم منذ الخميس الماضي طائرات (سوخوي) لهدفين؛ الأول يتمثل في تحليقها على ارتفاع كبير لا تصل إليه الصواريخ الحرارية، فضلاً عن قدرتها على حمل أوزان كبيرة من القنابل والمتفجرات، نظرًا إلى أنها قاذفة». ونفى في الوقت نفسه أن الصواريخ من نوع «كوبرا»، مؤكدًا أنها «صواريخ حرارية من نوع آخر».
وجاء نفي الدالاتي، بعد إعلان القائد العام للجيش الأول، أحد أكبر التشكيلات العسكرية للمعارضة المسلحة في الجبهة الجنوبية، العقيد الركن صابر سفر، أن الأسلحة المستخدمة في معركة تحرير مطار الثعلة العسكري كلها غنائم من النظام السوري بما في ذلك صواريخ «كوبرا»، مشيرًا في تصريحات لأحد المواقع، إلى أن الصواريخ الحرارية من نوع «كوبرا» التي ظهرت خلال معركة مطار الثعلة، «هي غنائم محلية، وليست دعما خارجيا، وقد سيطر عليها الثوار السوريون خلال معارك سابقة، واستخدمت في كثير من المواقع». لكنه أقر بأن الطيران الحربي والمروحي التابع للنظام السوري «يُحلق على مسافات شاهقة، أبعد من مدى هذه الصواريخ، لذا فدقة إصابة الطائرات قليلة»، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن «الثوار يمتلكون أيضا عددا من صواريخ (إيغلا)، ولكنهم يعانون المشكلة ذاتها، وهي المدى المجدي للصاروخ».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن قوات النظام قصفت مناطق في قرية أم ولد بريف درعا، وسط تنفيذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في البلدة، وغارة أخرى على مناطق في بلدة الكرك الشرقي بريف درعا، كذلك قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدتي رخم والكرك الشرقي.
وواصلت قوات المعارضة، أمس، هجومها على مطار الثعلة، وأفاد موقع «الدرر الشامية» بأن مقاتلي المعارضة، شنوا هجومًا عنيفًا بالقذائف الصاروخية على مطار الثعلة العسكري بريف السويداء، أطلقوا فيه أكثر من 200 صاروخ وحققوا إصابات مباشرة مع بدء الهجوم عليه من ثلاثة محاور، ليحققوا تقدمًا من محور السرية الرابعة.
وفي الأثناء، تمكن مقاتلو «معركة سحق الطغاة» من تدمير دشم وتحصينات تابعة لقوات الأسد في ‏مطار الثعلة العسكري عقب استهدافها بمضاد «23».
ويأتي استئناف مقاتلي المعارضة العمليات العسكرية على مطار الثعلة العسكري بعد توقف لعدة أيام، في أعقاب انسحابهم من مواقع سيطروا عليها جراء عمليات القصف العنيفة من القوات النظامية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.