رئيس الوزراء الإيطالي: اربطوا أحزمتكم.. حانت ساعة الإقلاع وإيطاليا ستنطلق اقتصاديًا

بدء عمليات الشراكة بين «أليطاليا» و«الاتحاد» الإماراتية في احتفال كبير

لقطة من الحفل
لقطة من الحفل
TT

رئيس الوزراء الإيطالي: اربطوا أحزمتكم.. حانت ساعة الإقلاع وإيطاليا ستنطلق اقتصاديًا

لقطة من الحفل
لقطة من الحفل

شركة «أليطاليا» بدأت في العودة إلى أمجادها القديمة بمساعدة شركة «الاتحاد» الإماراتية للطيران. هذه هي الرسالة التي أبلغها رئيس مجلس إدارة شركة «أليطاليا» لوقا دي مونتيزيمولو (الرئيس السابق لسيارات فيراري الرياضية) ونائبه في مجلس الإدارة الأسترالي جيمس هوغان من شركة الاتحاد والمدير التنفيذي لشركة أليطاليا سيلفانو كاسانو في مؤتمر صحافي واحتفال كبير في مطار روما الدولي في فيوميتشينو قرب العاصمة الإيطالية بعد اجتماعهم برئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي.
وقال مونتيزيمولو بصراحة إن شركة أليطاليا قد فشلت في السنوات الأخيرة وبدلت 5 رؤساء لها خلال خمس سنوات. وأضاف: «إيطاليا تنظر الآن إلى المستقبل وبتعاونها مع شركة الاتحاد ستربط إيطاليا بأبوظبي والصين والهند وكوريا الجنوبية وغيرها من البلدان، فقد حان وقت العودة إلى الأمجاد القديمة حين كانت أليطاليا تمثل إيطاليا بأحسن صورها». وكان رينزي قد صرح قائلا: «اربطوا أحزمتكم فقد حانت ساعة الإقلاع وإيطاليا ستنطلق اقتصاديا».
وارتدت مضيفات الشركة الأزياء التي صممها كبار مصممي الأزياء الإيطالية منذ ستينات القرن الماضي ومن بينهم جورجيو أرماني بين عامي 1991 - 1998. تحدث بعد ذلك جيمس هوغان فقال إن «لدى شركة أليطاليا في عهدها الجديد إمكانات واسعة فعلامتها التجارية معروفة ومحبوبة لأنها ترمز إلى إيطاليا».
وأردف «سنعمل على أساس تجاري بحت ولا نقبل بالتدخل السياسي فرائدنا هو الكفاءة في العمل لا المعارف والأصدقاء». وتبعه سيلفانو كاسانو قائلا إن الشركة ستستحوذ على طائرات جديدة وسيكون للمضيفات زي حديث مبتكر، مضيفا أن أول طائرة جديدة من طراز ايرباص 300 ستقلع غدا من مطار روما وسيكون بإمكان الراكب أن يتناول طعامه متى يشاء.
وقام الثلاثة إثر ذلك بوضع أيديهم فوق بعض في إشارة إلى التعاون وروح الفريق المنسجم على أنغام موسيقى «هكذا تكلم زرادشت» للموسيقار ريتشارد شتراوس التي استخدمت في فيلم «حرب النجوم» وفي لحظة دراماتيكية افتتحت الستارة الكبيرة لتكشف عن الطائرة الجديدة ثم قاموا مع الحضور بتفقدها. كانت مقاعدها الوثيرة من الجلد الممتاز من إنتاج شركة بولترونا فراو الإيطالية والوسائد من تصميم وإنتاج فيراغامو الشهير بأزيائه وألوانه المحببة.
وحين سألت «الشرق الأوسط» الرؤساء الثلاثة عن مدى التزامهم بالمهنية في اختيار العاملين في الشركة وابتعادهم عن قبول الوساطات والتوصيات أجمعوا على أن شركة أليطاليا في عهدها الجديد هي شركة خاصة لا علاقة للحكومة أو نقابات العمال بها وأن أغلبية الأسهم في الحصة الإيطالية التي تبلغ 51 في المائة هي لبنك انتيزا سان باولو وبنك يونيكريدت. وأضافوا أن الهدف الأول هو تصفية ديونها القديمة والعودة إلى الربح عام 2017. وأكمل مونتيزيمولو قوله «الإمارات العربية المتحدة تستثمر 560 مليون يورو (أو 616 مليون دولار) وإلا فالشركة ستقول: وداعا تشاو تشاو (بالإيطالية) ولن نقبل بأي ضغط سياسي وقد وعدنا رئيس الوزراء بذلك».
ويبلغ عدد موظفي «أليطاليا» 11 ألفا وكانت أيام عزها في الخمسينات والستينات من القرن العشرين حين كان ركابها من رؤساء الدول وبابا الفاتيكان ومشاهير الممثلين والممثلات وعلى رأسهم جينا لولو بريجيدا. هل ستعود هذه الأمجاد قريبا في جو المنافسة المحتدمة بين شركات الطيران هذه الأيام. الجواب يكمن في مستوى الخدمات التي ستقدمها «أليطاليا»، وجدير بالذكر أنهم بدأوا في تدريب العاملين فيها على أصول الضيافة في أبوظبي.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».