بث مباشر للموسيقى.. لمختلف الأذواق

تنافس حاد لتقديم أفضل الخدمات الموسيقية عبر الإنترنت

بث مباشر للموسيقى.. لمختلف الأذواق
TT

بث مباشر للموسيقى.. لمختلف الأذواق

بث مباشر للموسيقى.. لمختلف الأذواق

تصاعدت حدة المنافسة بين الشركات العاملة في ميدان بث الموسيقى بعد أن كشفت شركة «آبل» عن أحدث تقنياتها في «مؤتمر آبل العالمي للمطورين» في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية الأسبوع الماضي، بإطلاق خدمة «موسيقى آبل Apple Music» تعمل عبر الإنترنت على مدار الساعة وتسمح للمستخدم الاستمتاع بتشكيلة ضخمة من الأغاني على أجهزة «آيفون» و«آيبود» و«آيباد» والكومبيوترات الشخصية التي تعمل بنظامي التشغيل «ويندوز» و«ماك أو إس» وجهاز «آبل تي في».

* تطبيق «سبوتيفاي» الموسيقي
هناك كثير من التطبيقات الخاصة ببث الموسيقى التي يمكنك تجربتها، وهي كثيرا ما تكون مجانية. وقد يكون تطبيق «سبوتيفاي» هو أشهر تطبيق بين تلك التطبيقات. وبدلا من أن تكون لديك ملفات موسيقى مخزنة على هاتفك، يمكنك الاستماع إلى نحو 20 مليون أغنية متاحة على «سبوتيفاي» من خلال جهازك. لا يختلف شكل التطبيق، المتوفر مجانا على نظام تشغيل «اي او اس»، و«أندرويد»، و«ويندوز فون»، باختلاف أنظمة التشغيل الثلاثة، إذ يمكنك البحث باسم المقطوعة الموسيقية أو الفنان والاستماع إلى الموسيقى مجانا. كذلك تستطيع عمل قائمة بالمقاطع الموسيقية، أو يمكن تشغيل أغنية واحدة، أو ألبوم موسيقي كامل. وهناك خاصية تشبه خواص مواقع التواصل الاجتماعي تمكنك من معرفة الموسيقى التي يستمع إليها أصدقاؤك، ومشاركة موسيقاك المفضلة مع الآخرين، إضافة إلى ذلك، يوجد في «سبوتيفاي» نظام إذاعي يمكنك من تشغيل سلسلة من المقاطع الموسيقية لفنان محدد، أو نوع معين من الموسيقى مثل الـ«بوب»، أو حتى نمط موسيقي مرتبط بمزاج محدد مثل الموسيقى الهادئة، لكنْ هناك عيب يتمثل في أنك ستضطر إلى الضغط على زر التخطي بسبب وجود مقاطع موسيقية بائسة متاحة.
ومع خدمة «سبوتيفاي» المجانية لا تستطيع تشغيل مقطع واحد في المرة الواحدة، فعليك مزج المقاطع الخاصة بفنان، أو المقاطع المدرجة على قائمة تشغيل، ولا يسمح لك إلا بالضغط على زر التخطي إلا لست مرات فقط خلال ساعة. وقد تصبح الإعلانات المقحمة في البث مزعجة، وقد تدفعك إلى الاشتراك في خدمة خالية من الإعلانات مقابل 10 دولارات شهريا.
ويشبه ذلك «راديو - سبوتيفاي»، لكنْ متوفر عليه 35 مليون مقطع موسيقي. ويمكن البحث في هذا التطبيق عن الأغاني، أو الألبومات الغنائية، أو الفنانين. ويمكن للمستخدمين الاستفادة من الترشيحات لاكتشاف موسيقى جديدة على أساس النوع، أو نمط مرتبط بمزاج. ويتضمن تطبيق «ريديو - يو إف إم»، وهي خدمة تشبه خدمة البث الإذاعي، وتتميز بأنها مصممة لتناسب ذوقك. كذلك للتطبيق خصائص مثل خصائص مواقع التواصل الاجتماعي مرتبطة بـ«تويتر» و«فيسبوك» بحيث تستطيع الاستماع إلى الموسيقى، التي يستمتع إليها الآخرون، ومشاركتهم الموسيقى التي تستمع إليها. ومثل «سبوتيفاي»، يمكن تشغيل التطبيق دون الاتصال بالإنترنت. لذا إذا كنت تعلم أنك لن تكون متصلا بالإنترنت لفترة، يمكن تنزيل مقاطع موسيقية تريد الاستماع إليها حين لا تكون متصلا بالإنترنت. ويتوفر التطبيق مجانا على نظام «اي او اس» و«وينذوز». ويقدم مقاطع موسيقية بجودة عالية في الاشتراك المجاني المدعوم بالإعلانات، لكن إذا دفعت اشتراك في خدمة مميزة، يمكنك التمتع بجودة أعلى. وتبدأ أسعار الاشتراك في الخدمة المميزة بـ5 دولارات شهريا للخدمة الخالية من الإعلانات ذات مستوى تنزيل محدود غير متصل بالإنترنت، وتصل إلى 10 دولارات شهريا مقابل الحصول على خدمة لا محدودة.

* خدمة «غوغل» الموسيقية
كذلك لـ«غوغل» نظام بث مقاطع موسيقية خاص به وهو «غوغل بلاي ميوزيك». وعدد المقاطع الموسيقية المتوفرة عليه هو عدد المقاطع المتوفرة على «سبوتيفاي» نفسه، وكذلك جودة المحتوى الموسيقي نفسها. ويعمل التطبيق بأفضل أداء على الأجهزة التي تعمل بنظام «أندرويد» كما هو متوقع نظرا لأن «غوغل» ساعدت في ابتكار هذا النظام. وإذا كنت تشتري موسيقى بالفعل من «غوغل بلاي»، فسيكون تطبيق «غوغل بلاي ميوزيك» رفيقا رائعا لك. وهناك نسخة محدودة من التطبيق تعمل على نظام «اي او اس». وهناك اشتراك مجاني في «غوغل بلاي ميوزيك»، لكن عليك أولا إدخال البيانات الخاصة ببطاقتك الائتمانية. كذلك يعد التطبيق أقل جاذبية بصريا مقارنة بالتطبيقات المنافسة. ورسوم الاشتراك في الخدمة المميزة هي 10 دولارات شهريا.

* تطبيقات موسيقية
ويعد تطبيق «تايدال»، الذي يدعمه جي 7 وفنانون آخرون، تطبيق بث مقاطع موسيقية حديثا. وما يميز هذا التطبيق هو جودة بث المقاطع الموسيقية، ويدفع أيضا للفنانين أكثر مما تدفع الخدمات الأخرى. ومتوفر على «تايدال» ما يزيد على 20 مليون أغنية، وكذلك آلاف المقاطع المصورة، والمقالات المثيرة للاهتمام. مع ذلك لا توجد أي سمة تميز السطح التفاعلي للتطبيق، ولا توجد خدمة استماع مجانية. ويبدأ الاشتراك من 13 دولارا شهريا، في حين تبلغ رسوم الاشتراك في خدمة الاستماع إلى مقاطع موسيقية عالية الجودة 25 دولار شهريا. التطبيق نفسه مجاني على نظامي «اي او اس» و«أندرويد».
وأخيرا، يأتي تطبيق «نون باسيفيك» الذي يقدم خدمة متميزة لبث المقاطع الموسيقية. ويوفر هذا التطبيق إمكانية الاستماع إلى قائمة من 10 أغانٍ كل يوم اثنين في فترة الظهيرة بتوقيت المحيط الهادي. ويتولى مسؤولية جمع المقاطع الموسيقية فريق يقوم بعملية بحث في أهم مدونات موسيقى لاكتشاف أفضل المقاطع الموسيقية الجديدة. ورغم تحديث «نون باسيفيك» أسبوعيا، يمكنك الاستماع إلى ما يزيد على 100 قائمة تشغيل قديمة. والتطبيق متوفر مجانا على نظامي «اي او اس» و«أندرويد».
وتجدر الإشارة إلى خدمة «موسيقى آبل» ستطلق في 30 يونيو (حزيران) الحالي، ويتوقع أن توفر أكثر من 30 مليون أغنية مختلفة، مع القدرة على اختيار الفنانين أو فئات الموسيقى وفقا لذوق المستخدم، أو السماح للخدمة اقتراح الأغاني. ويبلغ رسم الاشتراك الشهري بالخدمة 9,99 دولار أميركي. هذا، ويمكن للفنانين الصاعدين مشاركة صورهم وعروض الفيديو وكلمات الأغاني الخاصة بهم مع المعجبين من خلال ميزة إضافية اسمها «ميوزيك كونيكت» Music Connect، مع القدرة على نشر ألبوماتهم وإيصالها إلى المعجبين فورا والدردشة معهم.



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».