محلل سياسي إيراني: طهران تسعى لتكرار التجربة السورية في اليمن.. وسنشهد أكثر من «جنيف»

مسؤولون: روحاني مستعد للتخلي عن «خوزستان» لكنه لن يتخلى عن اليمن

محلل سياسي إيراني: طهران تسعى لتكرار التجربة السورية في اليمن.. وسنشهد أكثر من «جنيف»
TT

محلل سياسي إيراني: طهران تسعى لتكرار التجربة السورية في اليمن.. وسنشهد أكثر من «جنيف»

محلل سياسي إيراني: طهران تسعى لتكرار التجربة السورية في اليمن.. وسنشهد أكثر من «جنيف»

يرى مراقبون إيرانيون أن وجود مستشارين إيرانيين ضمن وفد الحوثيين إلى جنيف أمر غير مفاجئ، كاشفين عن وجود فريق من المستشارين التابعين للرئيس الإيراني حسن روحاني يتولون ملف مفاوضات (النظام السوري والمعارضة)، وحاليا مؤتمر جنيف الخاص باليمن، إضافة إلى الملف النووي الإيراني.
وروحاني، الملقب بـ«شيخ الدبلوماسيين»، كان كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي بين عامي 2003 و2005. وفي هذه الفترة حاز لقب «الشيخ الدبلوماسي». وفي عام 2003، خلال محادثات مع باريس ولندن وبرلين، وافق روحاني على تعليق تخصيب اليورانيوم وتطبيق البروتوكول الإضافي لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية للسماح بعمليات تفتيش غير معلنة مسبقا للمنشآت النووية الإيرانية، إلا أنه مع صعود أحمدي نجاد لم يسمح للمراقبين بالتفتيش وعادت المفاوضات إلى نقطة الصفر.
وبحسب مصادر إيرانية معارضة فإن الفريق نفسه الذي رافق روحاني في مفاوضات الملف النووي هو الفريق نفسه الحاضر والمتحكم في السياسة الخارجية الإيرانية، وإن الدبلوماسية الإيرانية يقودها روحاني بنفسه.
وكانت مصادر دبلوماسية، تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، كشفت عن مفاجأة مفادها أن وفد الحوثيين يعتزم التوجه إلى المؤتمر المقرر عقده غدا، مرفوقا بمستشارين سياسيين وقانونيين إيرانيين، يمدونه بنصائح. وأعربت المصادر عن اعتقادها أن من شأن تلك النصائح «إعاقة وإبطاء الاجتماع ومن ثم تأجيله إلى جنيف 2». وأشارت إلى أن الحوثيين، بالتعاون مع الإيرانيين ومستشارين روس، قد حددوا طريقة مشاركتهم في جنيف التي تركز على «تمديد فترة التشاور السياسي» من أجل إقرار عقد اجتماع آخر قد يطلق عليه اسم «جنيف 2».
من جهته، أكد المتحدث باسم حرکة النضال العربي لتحرير الأحواز، يعقوب التستري في تصريح مقتضب، على أن «إيران تدرك جيدا أن سوريا واليمن يعتبران ورقتين خاسرتين بالنسبة لها في نهاية المطاف، لكنها تريد إطالة أمد الصراع قدر الممكن حتى تتمكن من المقايضة بهما في الملف النووي والقضايا العالقة الأخرى مع الغرب والعرب». وعبر عن اعتقاده أنه «لا مفر أمام الأقليات في إيران ودول الجوار إلا توحيد الصفوف ضد هذه الدولة والنظام المارق».
وأكد المحلل السياسي الإيراني فه رزين كارباسي، على أن «أهمية اليمن بالنسبة لإيران لا تقل عن سوريا، ومخطئ من يظن أن الرهان الإيراني سيكون على سوريا دون اليمن، استراتيجيا وعقائديا لا تقل أهمية اليمن عن سوريا ولبنان، إضافة إلى أن اليمن يدخل ضمن المشروع الإيراني الطامح لتصدير الأزمات إلى دول الخليج وفي صدارتها السعودية»، مضيفا أن «المسؤولين الإيرانيين يتحدثون للإعلام الداخلي عن استعداد حكومة روحاني للتخلي عن محافظة خوزستان - أو عربستان هي إحدى محافظات إيران الإحدى والثلاثين ومركزها مدينة الأحواز - لكنهم غير مستعدين للتخلي عن اليمن وسوريا.
wوبالنسبة لليمن ينشر الإعلام الإيراني قصصا عن أن أصل شخصية السيد اليماني الموعود الذي سيلعب دورا سياسيا وإقليميا رئيسيا مهما في التمهيد لظهور الإمام المنتظر هو يمني، وذهب بهم الأمر إلى أن ينسبوا أصل حسن نصر الله إلى اليمن. وعليه، لن يكون مبررا إنهاء الأزمة في اليمن والوصول إلى تسوية بين اليمنيين».
وعبر كارباسي عن اعتقاده أن «إيران لها باع في التفاوض وصناعة مفاوضين ودبلوماسيين على سبيل المثال يستطيعون إقناع المعارضين للجلوس إلى طاولة المفاوضات وفي النهاية يقطعون الطريق في المنتصف، ولا ينتج عن ذلك أي شيء عملي لاحقا، ولا يتم التوصل إلى نتيجة معهم، أي مبدأ لا سلام ولا حرب»، وأن «إيران ستسعى جاهدة لتكرار التجربة السورية وسنشهد أكثر من جنيف لليمن».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».