في خطوة لافتة، أبدى يوسف ندا، المنسق السابق للعلاقات الدولية في جماعة الإخوان المسلمين، استعداد الجماعة للتجاوب مع انقلاب عسكري في مصر. وقرأ قادة منشقون عن الإخوان رسالة ندا باعتبارها جزءا من صراع داخلي بين جناحين في الجماعة، وعدوها دليلا جديدا على تفكك التنظيم.
وقال ندا، وهو رجل الأعمال الأبرز في التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، موجها حديثه لضباط الجيش: «إن كان منكم من يريد إعادة ترتيب الأوراق والتجاوب مع حقوق هذا الشعب ومصالحه، فليس هناك شرعية أخرى تقف أمام ذلك أو تعارضه».
ويشير ندا إلى شرعية الرئيس الأسبق محمد مرسي التي تتمسك بها جماعة الإخوان. وعزل مرسي عن الحكم قبل نحو عامين، بتوافق بين قوى سياسية ورموز دينية والجيش، في أعقاب مظاهرات حاشدة ضد حكمه.
ووجه ندا رسالة عبر وكالة الأناضول التركية أمس انتقد فيها السلطات المصرية الحالية، محذرا مما عده «مخاطر تحول مصر إلى دولة فاشلة أو دويلات بدائية تتحارب مع بعضها»، على حد قوله.
وأضاف ندا قائلا إن «كل مصري يخشى هذا المصير (التحول لدولة فاشلة) يجب أن يكون على استعداد أن يتخلى عن كثير من حقوقه لينقذ مصر»، فيما بدا دعوة لأنصار الجماعة لقبول التراجع عن مطلب عودة مرسي إلى الحكم.
وقال طارق أبو السعد، القيادي المنشق عن الجماعة، إنه من غير الممكن فهم دعوة ندا بمعزل عن الصراع الحالي بين قيادات التنظيم الدولي والقيادة الجديدة للتنظيم في مصر.
وبدأت القيادات التاريخية لجماعة الإخوان فقدان هيمنتها على قواعدها، مع تصدع البنية التنظيمية للجماعة، تحت وطأة الملاحقات الأمنية وتعدد مراكز صناعة القرار، بعد فض اعتصامين لأنصار الجماعة في أغسطس (آب) عام 2013 وإعلان السلطات المصرية فشل مساعي الحل السياسي مع التنظيم.
وأطاحت انتخابات داخلية لجماعة الإخوان، في فبراير (شباط) 2014، بالقيادات التقليدية من المواقع الرئيسية، وفقدوا عضويتهم في مكتب الإرشاد الذي يعد أعلى سلطة تنظيمية داخل الجماعة، كما بسطت القيادة الجديدة هيمنتها على المنصات الإعلامية الرسمية للجماعة.
وسعت القيادات المنتخبة حديثا في مصر، والتي تتبنى موقفا أكثر تطرفا تجاه الدولة، إلى عزل سيطرة التنظيم الدولي على المصريين في الخارج بتشكيل مكتب مساعد يتولى الإشراف عليهم.
وقال أحمد بان، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إن ندا الذي يعد جزءا من التيار القديم داخل الإخوان «لا يزال يأمل إحداث التغيير من داخل المؤسسات، وقد يحاول كذلك الإيحاء لوجود أجنحة داخل القوات المسلحة.. لكن هذه الدعوة لن يكون لها صدى».
وخاطب ندا من سماهم «المخلصين من هذا الجيش»، قائلا: «إن تمسكنا بالشرعية هو لحمايتكم وحماية ذريتكم وأبناء مصر جميعا من المصير الذي تجرفنا هذه الفئة إليه (السلطات الحالية)، فإن كان منكم من يريد إعادة ترتيب الأوراق والتجاوب مع حقوق هذا الشعب ومصالحه فليس هناك شرعية أخرى تقف أمام ذلك أو تعارضه، ولا بد أن تكون هناك وسائل كثيرة لتثبيت الشرعية في فترات تختلف عن الوسائل في فترات أخرى».
وظل ندا بعيدا عن دائرة الضوء حتى عام 2001 حينما اتهمه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش بضلوع شركاته في دعم الإرهاب، وصدر قرار بتجميد أمواله وأصول شركاته.
وأعرب أبو السعد عن اعتقاده أن رسالة ندا تعكس عمق الأزمة التي تعيشها الجماعة في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن قيادة التنظيم الدولي المعزولة في الخارج لم تعد قادرة على إقناع مجموعات قواعدها بقبول حل سياسي، كما أن المجموعة المتطرفة عاجز عن إقناع القواعد بالمضي قدما في الصراع الراهن.
وفيما بدا رسالة لأنصار الإخوان قال ندا في نهاية رسالته: «أذكر بالآية الكريمة: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله).. وأنا جاهز ومستعد لاستقبال من يريد الخير لمصر وشعبها وقادر على ذلك».
قيادي إخواني بارز يبدي استعداد الجماعة للتجاوب مع انقلاب عسكري في مصر
منشقون عن الجماعة عدوه دليلاً جديدًا على تفكك التنظيم
قيادي إخواني بارز يبدي استعداد الجماعة للتجاوب مع انقلاب عسكري في مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة